حين يصدق الحب
كان يكبرها سنا بفارق سنة شمسية , وكانت تفوقه بعامين قمريين من السنة الدراسية
هي من ( القسطل) أخذت سمرة بشرتها , ومن الليل الحالك صبغ شعرها , إذا طلت على الأنام
-برجاء , وطفاء , بلقاء- خر جبابرة الحب بكاء. لفهم الهوى من حسن هذا البهاء.
أصيلة الجذور والجذر أصيل عربية النبت والنبت فيها زها زهاء
هو من ضياء شمس في شروقها أشقر لا أبيض خالص ولا أحمر , قدت قامته من عنوة الخيل
كجواد امرئ ألقيس كميت مقبل مدبر ....
وعلى صحيفة الحب التقيا , قدرا الله سطره في لوح الأزل
فراشهما , عفة لها لم يدنسا صوما لحين حلول الأجل
تذكر قولا صدق قائله فقال لها:
[ قل للمليحة بالخمار الأسود -*- ما ذا فعلت بناسك متعبد؟]
مالت ومال شعرها خفافا, وبريقا من ثغرها المبتسم وقالت ما قيل
[ فلازم تقى الرحمن واسأله نصره -*- يمدك من إسعافه بالعجائب
فإن التقى حصن حصين لأهله-*- ودرع يقي حادثات النوائب]
قال لها: [ الكلمة لفظة ذات حدين , ورسالة ذات ضدين]
قالت له: [ هي إن شئتم شمس مشرقة , أو نار محرقة]
قال لها: هي دليل فاصل أو سيف قاصل]
قالت له: [ هي صيب الغيث أو سيئ العيث]
قال لها: [ إن شئتم بدل( بضم الباء) واحترام أو تبدل ذو اجترام]
قالت له: [ هي باعث السرور أو نذيرا لثبور]
قال لها: [ هي احلى من الرضاب أو أنكر من العضاب]
قالت له:[ورب قول أنفذ من صول , وكم من كلمة قالت لصاحبها دعن؟]
قال لها: [ القول لا تملكه إذا نما -*- كالسهم لا يرجعه رام رمى]
قالت له وقال لها, والحكم بينهما حب , غرام , هيام , فتون , شغف ضمهما ....
وقتل من السنة تسع من شهورها , ولم يبقى على اكتمال الحول الا ثلاث
أزكاة الحب تبارك ودهما , أم أن ربا الناس فيصل وتراث
دنت منه تجر قدميها , بثوبها ترفل هياما وقلبا عطوفا بين يديها
إليك إياه يا من أخلصت الحب له؟ خذه وديعة وكن حاميها؟
انتصب قامة شامخة والشغف يقطر من على جبينه حياء ووفاء
أبادلك الود بالود , فهذا كبدي , أنت منه وفيه قطعة مني وضياء
عانقته ولم تكن دارية بما في العناق من حرارة الأشواق
وقالت لحظتها: أحببتك قلبا فكفكف ما بداخل المآق
قال لها: اليوم حقا بعثت بعلا , حرام علي بعدك النسوان والتلاق
ولك في السويداء مضجع سندس , فرشته لك حبيبتي ظلا بأحداق.
ابراهيم تايحي