مدينة القدس رمزية خاصة في النضال
الفلسطيني التحرري، فهي اولى القبلتين وثاني المسجدين، ومنها عرج رسول
الله صلى الله عليه وسلم إلى السماوات العلا ليلة الإسراء والمعراج، مما
جعل منها علامة روحية كبرى للإنسانية عامة، وللمسلمين على وجه الخصوص. وقد
ظل الكفاح التحرري الفلسطيني والعربي، يستلهم هذه العلامة في مشروعه النظري
والعملي
مدينة عربية قديمة
مدينة
القدس أو بيت المقدس، مدينة عربية قديمة، أسسها العرب الكنعانيون قبل
حوالي خمسة آلاف سنة، ولمدينة القدس العديد من الأسماء التي عرفت بها،
ويرجع بعضها إلى الأصول العربية للمدينة، ومن أشهرها اسم «اوروسالم» ويعني
في اللغة الكنعانية القديمة «أسسها أو أنشأها سالم» وأيضا اسم «يبوس» نسبة
إلى الزعيم العربي يبوس بن كنعان شيخ القبيلة اليبوسية، التي كانت أول من
استوطن المكان الذي عرف، فيما بعد، باسم مدينة القدس،، إضافة إلى اسم
«القدس» الذي عرفت به المدينة منذ فجر تاريخها، ويعني البركة والطهارة.
وللقدس
أيضا أسماء أخرى تتعلق بالاحتلال الأجنبي، مثل اسم مدينة داؤود، واسم
ايليا كابيتولونيا، الذي أطلقه عليها الإمبراطور ايليوس هاردبناوس بعد
احتلاله للمدينة عام 135 لإخماد ثورة اليهودي «سيمون باركوخيا».
القيمة الروحية
مدينة
القدس، مدينة مقدسة منذ أقدم عصورها، فقد أقام سكانها العديد من أماكن
الصلاة والعبادة بها، وكان سكان مدينة القدس، بقيادة الملك العربي الكنعاني
«ملكي صادق» يؤمنون بعقيدة التوحيد وعبادة الله الواحد الأحد، التي جاء
بها جميع الرسل والأنبياء عليهم السلام.
والقدس
هي المدينة الوحيد في العالم التي تحظى بالقداسة لدى جميع الديانات
السماوية الثلاث، فاليهود يقدسونها لأنها حسب زعمهم، مقر إقامة ربهم الخاص
«يهوه» ومنها يبعث مسيحهم الذي طال انتظاره، ويزعمون أيضا أن سليمان عليه
السلام أقام هيكله المزعوم فيها، والمسيحيون أيضا يقدسون مدينة القدس لأنها
هي مهد رسالة نبي الله عيسى ابن مريم عليه السلام، وفيها تآمر اليهود مع
السلطات الرومانية ضده، وجرت الأحداث المأساوية التي انتهت بالقبض على
السيد المسيح عليه السلام والزج به في السجن ثم محاكمة صورته.
اليهود والحق المزعوم
اليهود
لا يملكون أي أسانيد تاريخية أو دينية، تخولهم امتلاك فلسطين ومدينة القدس
سواء في الزمن الغابر أو في التاريخ الحديث، وأن قرار تقسيم فلسطين إلى
دولتين عربية وأخرى يهودية الصادر عن الجمعية العامة للامم المتحدة في 29
سبتمبر 1947، يعتبر من الناحية القانونية مجرد توصية، وليس ملزما لجميع
الأطراف، ليخلص إلى أن المشروع الصهيوني، هو مشروع استعماري عنصري، تقف
وراءه الولايات المتحدة الأميركية هدفه مسح الهوية التاريخية والثقافية
والحضارية للعرب، وأن مشروع الشرق أوسطية يريد أن يلغي عشرة آلاف سنة من
التاريخ هي عمر التاريخ العربي الفلسطيني، ويفرض على العالم كله تاريخا
مزورا يظهر فيه الصهاينة المغتصبون وكأنهم الأصل في فلسطين، ويظهر العرب
أصحاب التاريخ والحضارة الرائدة، وكأنهم الغرباء العابرون في هذا التاريخ.