اغسل همومك في نهر الدموع ..
موضوع يأخذك الي العالم الآخر عالم النقاء فارجو الانتباه لكل حرف في هذه المقاله
كم هي صعبة تلك اللحظات التي طالت حتى أضحت كالكابوس الذي يأبى أن يفارق من ذهب إلى فراشه وهو مشغول البال ومشتت الذهن.
حاولت أن أهرب من وجعي الدائم وألمي الذي لا ينقطع بتلاوة القرآن وبعد عدة محاولات متتالية، اكتشفت أنّ أثر الذنوب في قلبي لم يعد من الممكن محوه بسهولة.. كانت حروف السورة الحبيبة إليّ والتي كنت أسارع بتلاوتها كلما ضاق صدري لأي سبب من الأسباب تبدو كالصخر فوق لساني، والذي كان يتحرك بعد كل هذا الجهد الشاق في غيبة كاملة عن قلبي الذي يبدو أنه قد صار في قطيعة دائمة معي، وهو الأمر الذي كان يصر معه على أن يُحوّل حياتي إلى عذاب لا ينقطع .
أين ضاع الخشوع؟
بعد أن ازدادت مساحة الضيق النفسي والتي بدأت تتسرب إلى كل ذرة في كياني عادت طاقة المقاومة الذاتية في داخلي للحركة من جديد، ولذلك انتفضت على الفور إلى الحمام، حيث أحسنت الوضوء وهرولت مسرعه إلى غرفة المكتب الخاصة بي، والتي اعتدت أن أغلقها بين الحين والآخر على نفسي , طلبا للخشوع في الصلاة والدعاء الذي أهفو إليه بين فترة وأخرى.
بعد تكبيرة الإحرام بدأت في صلاة ركعتين للتوبة إلى الله عز وجل من الزلات الكثيرة التي سقطت فيها قدمي خلال الفترة الماضية، وما إن بدأت في الصلاة حتى أخذ صدري يضيق بصورة متواصلة إلى الحد الذي أصبحت أشعر معه بالاختناق والضيق الشديد ..أدركت على الفور أن هذا كله بفعل الشيطان الذي استطاع خلال الفترة الماضية أن يفرض جزءا كبيرا من سيطرته عليّ بفعل تقصيري المتواصل في حق الله عز وجل .
قررت عدم الاستسلام له هذه المرة خاصة أن الحزن والهم بلغ بي مبلغه، واصلت الصلاة قمت بتلاوة الفاتحة وإحدى قصار السور وحاولت الرجوع ولكني لم أتمكن، أعدت المحاولة مرات متتالية لكثرتها لم أعد أذكر عددها الآن .
أنهيت الصلاة وأنا أتذكر زلاتي وتقصيري الدائم في حق الله الذي أفقدني أي قدرة على الخشوع وجعلني أشعر وأنا واقفة بين يديه أن هذا ليس هو المكان الذي يستحقه انسانة مثلي .. عند هذا الخاطر ذكرت نفسي برحمته جعل وعلا وأنه لا يغلق أبوابه في وجه المقصرين من عباده مهما بلغت ذنوبهم.
بعد طول تفكير توصلت أن المشكلة ببساطة أن هناك شيئا من القسوة والجمود الذي يحكم الآن أجزءا واسعة من قلبي وبالتالي فأنا لن أستطيع العودة إلى الله من جديد والتوبة على ما فعلت إلا من خلال تفتيت صخرة القسوة.
طرت إلى جهاز الكمبيوتر الخاص بي، حيث بدأت أستمع إلى محاضرة عن إصلاح القلوب وكليّ أمل أن يرق قلبي قليلا بحيث أستطيع تلاوة القرآن أو الصلاة للخروج من تلك الأزمة التي تفرض نفسها عليّ.
بعد فترة وجيزة انتبهت لنفسي كنت غارقه في التفكير في عدد من مشاكل الأسرة والمنزل والعمل، ولم أكن أستمع على الإطلاق للمحاضرة التي أوشكت على الانتهاء ..
ليس هناك فائدة على الإطلاق مني فأنا كثيره الزلات والخطايا، وكيف يريد من هو مثلي أن يستمر في تقصيره وأن ينعم بالهدوء والسكينة والاستقرار النفسي، ليست هذه سوى أوهام انسانه لاهيه ومقصره في حق الله .. تبا لسيل المعاصي الذي انفجر في داخلي ويأبى أن يتوقف ويصر على أن يضاعف من حجم احتقاري لنفسي الأمارة بالسوء.
صدمني الشعور الذي سيطر عليّ بأنه ليس لأي شيء جدوى طالما كان الإنسان يحترق من داخله، هكذا دون أن يستطع إيقاف زحف النيران التي تسري داخله والتي لا يدري ..
اشتد الضيق في صدري حتى بدا لي الأمر فوق طاقتي على الاحتمال وناديت من أعماقي يارب .. برحمتك أستغيث .. فجأة انهمر نهر الدموع من عيني يبكي ذنوبا كثيرة وعينا لاهية وقلبا غافلا ومع انهماره بدأت أشعر تدريجيا بالراحة والسكينة
وعلى الفور هرعت إلى الصلاة وطاقة جديدة من النور تفتح في صدري وساعتها شعرت وكأني ولدت من جديد بعد أن غسلت أوجاعي في نهر الدموع