كن على ثقة بأن دفن أحزانك بالأيس كريم لن يساعد في تحسين مزاجك على المدى
الطويل، بل إن ثمة أساليب أخرى يمكن اتباعها للتغلب والحد من الرغبة المتكررة التي
تدفع بك لتناول وجبة سريعة.
نتساءل هنا عن العلاقة بين ضغوط العمل والتزايد في محيط الخصر، حيث نجد الإجابة
في دراسة أعدت في فنلندا مؤخراً تشير إلى أن النساء اللواتي يقمن بأعمال مجهدة
تزداد لديهن الرغبة في التوجه نحوتناول المزيد من الطعام دون ضوابط كي ينعمن
بالراحة، وذلك أكثر من النساء اللواتي لايقمن بأعمال مجهدة، ويرى الباحثون القائمون
على الدراسة بأن التوصل إلى معالجة السمنة يتطلب القيام بعملية تقييم لضغوطات العمل
وعادات الأكل العصبي لدى الأشخاص موضوع البحث.
ليس العمل المجهد طيلة الأسبوع السبب الوحيد للسمنة فحسب بل ثمة أسباب أخرى مثل
الخلافات مع الشريك وزيارة أقربائه أو الحالة النفسية السيئة لكل من حولك، كل تلك
الأمور تجعل الأيس الكريم بالشوكولا أكثر إغراء، ويقول الدكتور جوي جاكوبس اختصاصي
علم النفس السريري في جامعة كاليفورنيا أن «التوتر والقلق والحزن وأي نوع من
الانفعالات الشديدة قد تتسبب بالإفراط في تناول الطعام «ويضيف»: إن الأكل الانفعالي
يحدث عندما يكون لدى المرء مشكلة ما تمس شعوره ويصعب عليه التعاطي معها، وقد يكون
للسعادة ذات الأثر الذي تتركه المشاعر الأخرى لذلك يجد الفرد نفسه منقاداً للتوجه
نحو تناول الأطعمة إرضاء لمزاجه.
إن تناول الأطعمة الدسمة يمكن أن توفر راحة مؤقتة، لكن نتائجها عادة لاتحمد
عقباها، فعلى المدى القصير، سيكون المرء عرضة لزيادة في الوزن ومشكلات صحية ذات
صلة، وربما يكون لزيادة استهلاك الوجبات السريعة نتائج سيئة تؤدي إلى تدهور في
المزاج العام، وفي هذا السياق، تقول الدكتورة سوزان ألبرز الطبيبة النفسية في مركز
كليفلاند كلينك لصحة الأسرة ومؤلفة كتاب «50 طريقة لتهدئة نفسك دون اللجوء إلى
تناول مزيد من الطعام» (نحن نميل إلى تناول الشوكولا عندما نشعر بالتوتر النفسي
لأنها تزيد نسبة السكر في الدم لدينا، مما يؤدي إلى الشعور بالراحة، ولكن بعد ذلك
نعاني من تردٍ مفاجئ في المزاج، الأمر الذي يجعلنا أكثر مزاجية ويدفع بنا إلى تناول
وجبات تحتوي مواد سكرية بدرجة أكبر).
ثمة خدعة واحدة سهلة التحقيق لتنأى بنفسك عن الطعام حيث يوصي الأطباء بإيجاد
بدائل عن تناول الأطعمة مثل مهاتفة صديق أو قراءة مجلة، كما وأن إحدى الدراسات
توصلت إلى أن القيام بالنسج بالسنارة يساعد في الإقلاع عن الهوس بالطعام، وذات
التوجه يساعد في التغلب على العادات السيئة الأخرى أيضاً، مثل التدخين وقضم
الأظافر.
تقول ألبرز: «من الأفضل أن تشغل نفسك بشيء آخر لأنك لن تستطيع تناول الأطعمة
أثناء انشغالك به» وتضيف: «إن كان ثمة شيء يهدئ أعصابك فالجأ إليه عله يريحك، إن
كان باستطاعتك إشغال نفسك لبضع دقائق، فإن الرغبة في تناول الطعام يمكن أن
تتضاءل».