استثمرالمحرق سلاح "خبرة النهائيات" ليستنشق عليل لقبه السادس عشر في
مسابقة كأس ملك البحرين لكرة القدم بعد فوزه الباهر على غريمه التقليدي
الرفاع بثلاثة اهداف مقابل هدف واحد في المباراة المثيرة التي جمعت بينهما
مساء اليوم في اجواء رياضية مميزة اطلقت في نهايتها جماهير (الذيب) مواكب
الفرح من مدينة خليفة الرياضية بمدينة عيسى مرورا بالعاصمة المنامة وانتهاء
الى عرين الابطال في جزيرة المحرق.
واستحضر المحرق "روح الذئاب" ليفرض منطقه على اجواء النهائي ويتقدم بهدفين
سريعين عبر هدافه المتألق اسماعيل عبد اللطيف في وقت مبكر من الشوط الاول
،ثم صمد في الشوط الثاني امام هجمات منافسه المتلاحقة التي اثمرت هدفا
وحيدا بواسطة عبدالله المرزوقي ،قبل ان يؤكد اصحاب القمصان الحمراء جدراتهم
باللقب بهدف من "نيران صديقة" بواسطة مدافع الرفاع داود سعد في الزفير
الاخير ،ليرسموا ابتسامة عريضة على وجوه افراد جماهيره العريضة التي شكلت
علامة مضيئة في لوحة النهائي المثالي .
على الجانب الاخر دفع الرفاع ثمن العرض الباهت الذي قدمه في الشوط الاول
بسبب الاخطاء التكتيكية والدفاعية التي كلفت السماوي هدفين صاعقين ، لم
تنفع معهما "صحوة" الشوط الثاني في تعديل النتيجة رغم المحاولات الحثيثة
التي قادها بامتياز النجم المتجدد طلال يوسف أحد أبرز نجوم المباراة
النهائية التي خرجت معها جماهير الرفاع حزينة على لقب عزيز كانت تنتظره على
احر من الجمر.
المحرق انتهج اسلوب الضغط على منافسه في وقت مبكر من المباراة مستفيدا من
النشاط الواضح لرباعي خط الوسط سيدمحمود جلال وعلي عامر وسيد ضياء سعيد
ومحمود عبد الرحمن (رينجو) الذين ادوا واجباتهم على اكمل وجه وفق اسلوب
متوازن من خلال ثبات المخضرمين جلال وعامر في منطقة الارتكاز وتحركات ضياء
و(رينجو) عبر الاطراف وبراعة اسماعيل عبداللطيف وحسين علي (بيليه) في
مشاكسة المدافعين،الامر الذي ساهم في ارباك لاعبي الرفاع واجبارهم على
ارتكاب العديد من الاخطاء وتحديدا في مطقة العمق الدفاعي حيث ظهر عدم
الانسجام واضحا بين عبدالله المرزوقي والتشادي ابو بكر ادم والحارس حمد
الدوسري،ولم يأخذ الرفاع نوايا المحرق الهجومية على محمل الجد بعد ان وجه
(رينجو) واسماعيل انذارين مبكرين حينما سدد الاول الكرة في العلالي وهو في
موقف مناسب ،فيما سدد الثاني كرة قوية ابعدها المرزوقي الى ركنية،حتى مارس
(سمعة) هوايته في التألق في المناسبات الكبيرة، حينما خطف الاضواء مرتين
وفي غضون دقيقتين ..حيث تلقى في الدقيقة العاشرة كرة بينية عميقة من
سيدمحمود جلال اخفق المروزقي في اللحاق بها وتردد الحارس الدوسري في الخروج
لقطعها ليستثمرها المهاجم الفذ ويسددها بسهولة على يمين الحارس ،قبل ان
يصيب الرفاع في "مقتل" بنفس السيناريو ومن كرة طويلة ارسلها الظهير الايسر
وليد الحيام كشفت وهن التغطية الدفاعية (الوهمية) للرفاعية ويواجه المرمى
ويسدد من خارج الجزاء كرة قوية استقرت على يمين الحارس الدوسري الذي يتحمل
جانبا من مسئولية الهدف !!.
الثورة الهجومية للمحرق دبت الرعب في نفوس لاعبي الرفاع الذي افتقدوا روح
المبادرة الهجومية ،رغم النزعة الهجومية الواضحة للاعبي خط وسطه والتي لم
يتم استثمارها بالصورة المطلوبة في ظل اصرار المدرب مرجان عيد على الدفع
بسلمان عيسى للعب في محور الارتكاز مما افقد الفريق الخطورة المطلوبة عبر
الاطراف رغم المحاولات الواضحة لطلال يوسف عبر الميسرة ،فيما لم يقدم
عبدالله عبده والسوري مرديك مرديكيان وحسان جميل المستوى المأمول وكانت
العابهم مكشوفة لمدافعي المحرق وليد الحيام وابراهيم المشخص والاردني محمد
مصطفى والمغربي جمال ابرارو ،ومع اعتماد الرفاع على ارسال الكرات الطويلة
ومبالغة لاعبيه في تدوير الكرة كان من الطبيعي ان يعاني النيجيري جون جامبو
المهاجم الوحيد من الوحدة امام مرمى عبدالله الكعبي فلم يهدد مرمى الاخير
مطلقا طوال 45 دقيقة.
ودخل الرفاع الشوط الثاني بروح جديدة ونفض غبار الترهل الذي سيطر على
مردوده في الحصة الاولى واشركك مدربه المايسترو حسين سلمان والواعد محمد
عبد الوهاب بدلا من حسان جميل والسوري مرديك مرديكيان ،الامر الذي اضفى
نوعا من الحيوية على التشكيلة السماوية خصوصا مع انتقال سلمان عيسى الى
مركزه المفضل على الناحية اليسرى،وانتقال طلال يوسف الى الميمنة ،في الوقت
الذي مارس فيه حسين سلمان مهام صناعة الالعاب باتقان وباتت هجمات الرفاع
اكثر تنظيما وسرعة ،ووسط التراجع غير المبرر للاعبي المحرق فان مرمى
عبدالله الكعبي ظل تحت الخطر وكادت شباكه تهتز عبر طلال في مناسبتين
وابوبكر ادم وحسين سلمان ،قبل ان يستغل المرزوقي دربكة داخل منطقة جزاء
المحرق ويسجل هدف تقليص الفارق برأسية ملعوبة في الدقيقة 65 هدفا اشعل
المباراة.
حاول مدرب المحرق تصحيح اوضاع فريقه فسحب كلا من سيدضياء واسماعيل
عبداللطيف واشرك البرازيلي دييجو وفهد شويطر بدلا منهما في خطوة هدفت الى
تعزيز السيطرة على منطقة المناورة ووأد الهجمات الرفاعية في مهدها ،لكن
السماوي واصل افضليته واشرك مدربه المهاجم عبد الرحمن مبارك بدلا من جامبو
،وتدخل الحارس الكعبي لابطال مفعول صاروخية طلال يوسف،واهدر المرزوقي
فرصة العمر حينما تأخر في في متابعة عرضية عبده الرائعة وهو على فوهة
المرمى!
وعلى امتداد زمن الشوط الثاني غابت مشاهد الخطورة المحرقية التي لم تطل
برأسها الا في الوقت بدل الضائع حينما قاد حسين علي (بيليه) هجمة من
الميسرة وراوغ المدافعين ومرر كرة عرضية باتجاه زميله البرازيلي دييجو
لكنها ارتطمت بقدم المدافع داود سعد لتغير اتجاهها وتسكن شباك الحارس حمد
الدوسري وتعلن رسميا تتويج المحرق باللقب الغالي.
منتديات مملكة الفرات 
منتديات مملكة الفرات 
