يعتبر الزبادي من أشهر وأشهى المنتجات اللبنية بكافة أنحاء العالم، ويعرف الزبادي بأن له قيمة غذائية عالية، ويتم تحضير الزبادي من لبن متخمر باستعمال سلالات معينة من البكتيريا الحية.
ويعتبر الزبادي أحد الأغذية الأسطورية على مر العصور، وقد استعمله سكان حوض البحر الأبيض المتوسط لقرون عديدة لوقايتهم من الإسهال ولعلاج اضطرابات الأمعاء الأخرى.
وأدت التجارب التي أجراها اختصاصيو الميكروبيولوجي وبخاصة العالم الدكتور إلياس متشنكوف إلى تربع الزبادي على عرش التراث الغذائي الحديث، حيث أعلن متشنكوف أن الزبادي دواء عام لأمراض القلب والخرف والتدهور العام للجسم.
وفي القرن العشرين خضع الزبادي لفحصٍ علميٍ دقيقٍ واتضح أنه علاج متعدد الجوانب.
وتعزى منافعه إلى نشاطه الهائل بالقناة الهضمية، ويتميز الزبادي بما يحتويه من بكتيريا تسمى بـ(اللاكتوباسيلاس) وهي التي تسبب التخمر ومن ثم مذاقه الحامضي، وتعتمد القوى العلاجية للزبادي على نوع البكتيريا الموجودة به، وحيث إن ما كتب في هذا الموضوع يتناوله من الناحية التكنولوجية أو الغذائية فقط، لذا رأيت أن أتناوله من الناحية الصحية.
الفوائد العلاجية للزبادي:
للزبادي فوائد علاجيه كثيرة ومهمة يمكن استعراضها بإيجاز فيما يأتي:-
- يقتل البكتيريا
- يمنع ويعالج العدوى المعوية ومن بينها الإسهال
- يخفض الكوليسترول الضار بالدم
- يزيد من قوة الجهاز المناعي للجسم
- يحسن وظائف الأمعاء
- يحتوي على مواد تمنع الإصابة بالقرح
- يقي من الإصابة بالسرطان
•الزبادي والإسهال:
تعتبر القناة الهضمية ميدان قتال شرس للبكتيريا، وتساعد أي ميكروبات على كسب المعركة البكتيرية في القولون وتحديد حالة الهضم والتخلص من الفضلات والصحة العامة والاضطرابات في القناة الهضمية التي يسببها النشاط الزائد لأنواع معينة من البكتيريا وبخاصة (الاشريشيا كولاي) في الرضع التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالإسهال.
ويمكن لقدر أكبر من بكتيريا (اللاكتوباسيلاس) بالزبادي أن تضيف قدراً كافياً من الكائنات الدقيقة المفيدة لقهر الأنواع الضارة بالصحة ويعود ذلك بالنفع على النشاط الهضمي.
ويوضح ذلك إلى أي مدى يستطيع الزبادي أن يحقق وظيفتين متعارضتين وهما:
يخفف من الإسهال ويعمل كملين في آنٍ واحد، حيث يعيد الزبادي التوازن الميكروبي الطبيعي للقناة المعوية، ويقرر عدد من الباحثين أن تناول قدر قليل من الزبادي يساعد على شفاء الاضطرابات المعوية التي يسببها التسمم الغذائي وعوامل العدوى.
•الزبادي مضادات حيوية طبيعية:
يعتبر كوباً من الزبادي كبسولة من المضادات الحيوية الطبيعية؛ فقد اتضح من البحوث التي أجريت في شتى أنحاء العالم أن بكتيريا الزبادي النشطة ونواتجها التي تنطلق بالقناة المعوية ما هي إلا مضادات حيوية طبيعية واسعة المجال.
وقد أمكن للعلماء فصل سبعة من المضادات الحيوية الطبيعية من الزبادي والألبان المتخمرة الأخرى ولبعضها القدرة على قتل البكتيريا بدرجة مساوية أو أكبر من المضادات الحيوية الصيدلانية مثل (التيراميسين)، علاوة على ذلك فإن وجود بكتيريا الزبادي بالأمعاء يزيد من فعالية المواد الكيماوية الأخرى التي تقاوم البكتيريا التي يمكن أن تسبب المرض للمعدة، والإسهال وبخاصة إسهال الرضع.
والمثير للدهشة أيضاً أن الأطفال الذين يتغذون على الزبادي تزيد مقاومتهم للعدوى بالإنفلونزا.
واتضح من العديد من الأبحاث التي أجريت في اليابان وإيطاليا وسويسرا والولايات المتحدة أن الزبادي يقوي المناعة في الحيوانات والإنسان على حد سواء حيث يؤدي إلى تكوين أجسام مناعية أكثر والخلايا القاتلة المسببة للأمراض ومواد مضادة للمرض، لذا فإن الزبادي يمكن أن يقاوم المرض بآليتين مميزتين وهما قتل البكتيريا وتقوية الجهاز المناعي.
•الزبادي عامل مضاد للسرطان:
هناك أدلة قوية تزداد قوتها يوماً بعد يوم على أن الزبادي يساعد على الوقاية من السرطان وبخاصة سرطان القولون، فقد اتضح خلال الربع الأخير من هذا القرن أن الزبادي له عدة خواص تجعله يقاوم السرطان، وهناك أدلة قوية على أن البشر الذين يتناولون قدراً أكبر من الزبادي أقل عرضة للإصابة بالسرطان.
كما اتضح من بعض الدراسات أن النساء اللاتي تناولن كمية كبيرة من الدهن مصدرها الجبن ازدادت مخاطر تعرضهن للإصابة بسرطان الثدي بينما كان خطر الإصابة أقل في نظرائهم الذين كانت كميات الدهون التي يتناولنها مصدرها الزبادي.
•الزبادي مسكن للمعدة:
يوجد في الزبادي مواد هرمونية دهنية تسمى (بروستاجلاندينات E2) التي يعرف عنها أنها مضادة للقرح، كما تحمي أيضاً الغشاء المبطن لجدار المعدة من المواد الضارة مثل دخان السجائر والكحول.
ويحتوي الزبادي المصنوع من لبن كامل على تركيزات أعلى من (بروستاجلاندينات E) النشط بيولوجياً المماثل للعقار المضاد للقرح.
وقد أدى الزبادي في الاختبارات التي أجريت على البشر من ذوي المستوى الطبيعي للكوليسترول بالدم إلى خفض الكوليسترول الضار إلى درجة مدهشة بينما ارتفع مستوى الكوليسترول المفيد بدمائهم.
•الزبادي ويقظة المخ:
ينظر إلى الزبادي على أنه مسكن خفيف بسبب ما يحتويه من التربتوفان، وقد بينت الدراسات أن الزبادي يساعد بالفعل على إفراز المواد الكيميائية للمخ، وبالتالي يجعل المخ أكثر يقظة، ولذلك فإن الزبادي الخالي من الدهون أو المنخفض الدهون يعمل على بقاء المخ يقظاً.
•القدر المناسب من الزبادي:
لم تكن دراسات العلماء تنصب على فوائد الزبادي فحسب بل انصبت أيضاً على الكمية التي يمكن للإنسان تناولها لتحقق تلك النتائج، واتضح أن تناول ثلاثة أكواب من الزبادي يومياً يؤدي إلى خفض الكوليسترول الضار بالدم، أما تناول نصف كوب من الزبادي يومياً (الخالي من الدسم) فيؤدي إلى شفاء الرضع المصابين بالإسهال الحاد.
يتضح مما ذكر سابقاً أن الزبادي ليس غذاءً رائعاً فحسب بل هو دواء رائع وطبيعي خالٍ من الآثار الجانبية التي تتصف بها المستحضرات الصيدلانية.