محمود 66 _
الجنس :
عدد المساهمات : 13454
العمر : 42
| المصريات أصبحن الأكثر ضربا لأزواجهن على مستوى العالم |
| المصريات أصبحن الأكثر ضربا لأزواجهن على مستوى العالم |
|
اعتبر الموروث الشعبى أن «ضرب الحبيب زى أكل الزبيب».. وكشفت دراسة حديثة أن «آكلى الزبيب» هم الأكثر فى مصر.. فالمصريات أصبحن الأكثر ضربا لأزواجهن على مستوى العالم، ضربا يتفاوت فى جسامته ودوافعه، ومع ذلك يظل اعتداء بدنيا .
«من يتحدثون عنها فى البحث هى زوجتى!» قال عادل ذلك فور أن سمع بتسجيل المصريات أعلى نسبة فى العالم لضرب الأزواج بناء على دراسة حديثة للمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية بعنوان «النساء مرتكبات جرائم القتل العمد»، إذ وصلت النسبة إلى 28٪. وهذه المرة الأولى التى تصل فيها المرأة المصرية إلى رأس قائمة العنف الزوجى، التى تفوقت فيها حتى على الأمريكيات اللاتى جئن فى المركز الثانى بنسبة 23٪، ومن بعدهما الهند بفارق شاسع فالنسبة هناك 11٪.
لم يكن عادل مازحا ولم يبتسم بعد إلقاء العبارة التى قالها بنبرة قاطعة، إنما أخذ يسرد مرات كثيرة تبادل فيها وزوجته الضرب، انتهى بعضها فى قسم الشرطة أو المستشفى، وهو ما يجدر بنا التوقف أمامه خاصة أن «المرأة بطبيعتها ليست أقل ميلا لاستخدام العنف البدنى»، كما تؤكد الخبيرة النفسية داليا الشيمى ــ مدرس علم النفس بجامعة القاهرة ومؤسس مركز «عين على بكرة» للاستشارات النفسية والأسرية، مضيفة: «ربما تفضل النساء العنف السلبى، بمعنى تدبير المكائد واستخدام طرق غير مباشرة بدلا من الضرب، لذلك فهذه الصدارة فى الدراسة جديرة بالتحليل».
عادل لا يبدو مقتنعا بذلك ففى رأيه أن «المسألة ليست مصرية أو هندية، هناك سيدات مصريات يحترمن أزواجهن ويعشن بما يرضى الله، وهناك زوجات مثل المرأة التى قدر الله أن تكون زوجتى، لا يفهمن إلا بلغة الضرب!». وبدأت لغة الجسد غير الناعمة تعلو فى منزل الزوج الذى جاوز الأربعين منذ ست سنوات، بعد أن تزوج عادل أخرى على امرأته. ويروى: «يوم أن عرفتها كانت أول مشاجرة تجرؤ فيها على ضربى. كانت مشاجرة حضرها الجيران، ألقت فيها ملابسى من الشباك وضربتنى بالعصا والشبشب، وأنا أيضا ضربتها دفاعا عن نفسى وانتهى الأمر بسقوطها مغشيا عليها». وفى بداية زواجهما كان عادل قليلا ما يضرب زوجته، لكن بعد زواجه وضربها له أصبح مقرونا بالعنف البدنى من الطرفين.
ومن اللافت فيما أوردته الدراسة أن النسب الأعلى لممارسات ضرب الزوجات لأزواجهن تكون فى الأحياء الراقية والطبقات الاجتماعية الأعلى، أما فى الأحياء الشعبية فالنسبة تصل إلى 18% فقط،، لكن الدراسة نفسها أشارت إلى أن ذلك فارقا إحصائيا، بمعنى أن الطبقات الاجتماعية الأعلى تكون أكثر صراحة وشجاعة فى الاعتراف بوقوع الضرب، بالتالى يسهل تسجيل حالات الضرب. ويمتلك عادل سيارتى ميكروباص وبعض عربات التوك توك، ويدر ذلك عليه دخلا جيدا فهو «رجل مقتدر ومعلم» كما يصف نفسه، لكن انتماءه إلى بيئة شعبية يدفعه إلى رد العنف بعنف مضاعف حفاظا على هيبته.
ضرب نتسامح معه «نحن شعب يستخدم يده بكثرة، ويمارس الضرب بأشكاله لأغراض مختلفة»، تقول الخبيرة النفسية ذلك مبرهنة: «منذ أيام كنت أنفذ مشروعا عن العنف الأسرى فى حى فقير بالقاهرة، ولاحظت أن السيدات هناك (يزغدن) أزواجهن لاسترعاء انتباههم لشىء ما، وهو ما يدفعنا للانتباه لطريقة الضرب التى تمارسها الزوجة، فبعضها يكون ضربا لكنه فى إطار الممارسة العادية وغير مرتبط بالعنف أو حتى على سبيل المزاح». وتورد الدراسة نفسها أن ضرب الزوجات لأزواجهن يتفاوت بين ضرب المزاج الذى يعطى شعورا بالألفة بين الزوجين ويجد كثير من الأزواج متعة فيه، والضرب الدفاعى الذى ترد به الزوجة على عنف جسدى ــ غالبا ــ أو لفظى من زوجها، والضرب الانتقامى الذى يعقب اكتشافها خيانته لها أو يكون تنفيسا عن ضغوط كثيرة مارسها الزوج عليها ولم تستطع الرد عليها أولا بأول، إضافة إلى نوع رابع هو ضرب الزوج الماسوشى الذى يستمتع بضرب زوجته له حتى لو شكا من ذلك!
ويتعرض حازم ــ الذى يعمل بإحدى شركات العقارات ــ للضرب من زوجته مرات متكررة، رغم ذلك يستثنيها من هؤلاء الزوجات اللائى تناولتهن الدراسة، مؤكدا أنها «زوجة وأم مثالية» مستدركا «لكن مشكلتها هى العصبية الزائدة»! وأثناء ثورتها تقذف الزوجة حازم بما أمامها من أشياء فى هيستيريا كما يقول، وبسبب ذلك تعرض حازم عدة مرات لخدوش فى ذراعيه وكدمات فى جسده، وتفسيره لسلوك زوجته العنيف هو تدليلها الزائد من جانب أبويها.
ويظل الزوج الشاب محتفظا بأمل تغير سلوكها العنيف، فمنذ فترة بدأت تراوده فكرة اصطحابها إلى الطبيب النفسى: «لكننى لا أضمن ردة فعلها إذا فاتحتها فى الأمر». وتستغرب داليا الشيمى موقف حازم، ففى تقدير الخبيرة النفسية أن «تقبل الرجل لضرب زوجته ــ حتى لو كان محدودا بأوقات عصبيتها ــ أمر غير طبيعى». وتعزى الخبيرة النفسية ذلك إلى تغير مفاهيم «الرجولة» التى تجعله لا يشعر باهتزاز هيبته رغم تعرضه للإيذاء البدنى.
لكن ثمة رجلا آخر هو نفسه من يطلب من زوجته ضربه، أحمد الذى يكسو الأسف ملامحه عندما يخبرنى بأنه يطلب من زوجته أن تضربه إذا لزم الأمر، موضحا: «اللى يغلط ياخد عقابه عشان التانيين ما يشيلوش غضبه»، فالرجل الذى لم يصل إلى منتصف الثلاثينيات يتعاطى المخدرات بجرعات متزايدة. ويروى أنه استيقظ ذات مرة ليجد زوجته مصابة بكدمات شديدة وقد جمعت ملابسها لمغادرة المنزل، وبعد إلحاح أخبرته بأنه يضربها بشدة وقت أن يقع تحت تأثير المخدر، فما كان منه إلا أن توسل إليها أن تعامله بالمثل «قلت لها لو ضربتك اضربينى».
ومن وقت لآخر بات أحمد يجد فى جسده كدمات أو جروحا، تتسبب فيها زوجته التى يتصور أنها تضربه بكل قوتها: «لأننى بطبيعة الحال أقوى منها كرجل، إضافة لأننى أكون شبه مجنون عندما تغيِّب (البودرة) عقلى، وقد تستخدم حتى شيئا لضربى».
وترى داليا الشيمى أن هذا النوع من الضرب قد يمثل لأحمد نوعا من التطهر من ذنب تعاطى المخدرات، لكنها تفضل عدم التعاطى مع حالته عند طرح العنف ضد الأزواج على اعتبار أن الإدمان وضع استثنائى، بينما تضع مؤسسة مركز «عين على بكرة» للاستشارات الأسرية عدة أسباب وراء تعرض الرجال الثلاثة وغيرهم للضرب على يد زوجاتهم: «ربما يكون الفهم الخاطئ لمعنى المساواة بين الجنسين واستقلاليتها، دافعا لتجاوز المرأة حدود السيطرة على الغضب أمام زوجها، أو ضربها له طريقة تثبت بها لنفسها هذه المساواة» وتضيف: «أو حتى الضغوط الشديدة الواقعة على المرأة تجعلها أكثر تهيؤا لممارسة العنف البدنى، فنسبة كبيرة من النساء باتت مسئولات عن إعالة أسرهن وهن بذلك يمارسن دورين فى الوقت نفسه، كلاهما صعب، فهى المرأة التى ترعى البيت، والأم التى تعتنى بالأبناء، وهى الرجل الذى يتحمل المشقة البدنية والعصبية لتدبير النفقات».
نقطة على خارطة - جمعيات الرجال بينما تتوجه الأنظار إلى عدة جمعيات أهلية تضع على لافتاتها عبارة «قضايا الرجل»، متصورة أن ظهورها مرتبط بالأعداد المتزايدة للأزواج المتعرضين للعنف، يظل هذا الضرب نقطة صغيرة على خارطة عملها، فيما تضع هذه الجمعيات أجندة أكثر شمولية من العنف البدنى. غير أن جمعية «المستضعفون فى الأرض» هى الأكثر اقترابا من قضية ضرب الأزواج، فتأسيسها عام 2006 على يد الدكتور النفسى فاروق لطيف، ارتبط بظهور احصاءات تعكس تزايد هذا النوع من العنف، فاهتمت الجمعية بعلاج الوضع أكثر من تشخيصه، ليصبح هدفها الأعم هو تصحيح العلاقة بين الجنسين، ومناصرة كل من هو «مستضعف فى الأرض» رجلا كان أو امرأة، وتضم الجمعية أعضاء من الرجال والنساء ينتمى كثير منهم إلى حقل الطب النفسى.
وظهرت أولى الجمعيات المهتمة بشئون الرجل قبل عشر سنوات من خلال مساعى للأستاذ طارق إمام بتأسيس جمعية سماها «الحرية لأصدقاء الرجل»، التى اختارت مناصرة الرجال عموما حتى غير المتعرضين للعنف الزوجى، واستهدفت تأسيس مراكز طبية لأمراض الذكورة تحيطها السرية، وتخصيص يوم للرجل، وتعديل ما تعتبره الجمعية تشريعات تتسبب فى حرمان الرجال من حقوقهم، دون التطرق لمسألة عنف الزوجات بشكل واضح. وهى الأهداف التى تسببت فى رفض وزارة الشئون الاجتماعية ترخيص وإشهار الجمعية بوصفها «تتخذ أهدافا تخرج عن أهداف الجمعيات المماثلة». ولم يتم تسجيلها إلا بحكم من القضاء الإدارى عام 2006.
واتخذت أجندة مساندة الرجال منحى أكثر عمومية من الوقوف أمام مسألة ضرب الأزواج، فاستهدف ما يسمى «المجلس القومى للرجل» القضاء على «التمييز العنصرى ضد الرجل» المصرى! وهذا المجلس هو هيئة افتراضية على شبكة الإنترنت ظهرت عام 2005 ولم تعلن عن اسم مؤسسها أو عدد أعضائها، ولم تقدم بحثا عن العنف المنزلى أو دراسة له، إنما قدمت عدة مقترحات ونصائح للرجال فى سبيل التخلص من «التمييز» المزعوم، منها: «إذا كنت سائق تاكسى أو ميكروباص فلا تقم بتوصيل النساء.. إذا كنت صاحب شركة أو محل امتنع عن تعيين الفتيات والسيدات.. وإذا كان لديك موظفات قم بفصلهن من العمل.. »، فيما بدا تهكما أكثر منه محاولة جادة لمعالجة قضايا الرجل.
لكن جمعيات مساندة الرجال استمرت فى الظهور محتفظة بأهداف مشابهة لما هو قائم بالفعل، فتأسست عام 2007 «جمعية سى السيد» التى تجاوز عدد أعضائها 600 عضو، من بينهم 23 امرأة. ولم تطرح أى من هذه المؤسسات المدنية فكرة تخدم الزوج المتعرض للضرب تحديدا، أو تنفذ دراسة تخصه.
ورفض الأزواج الثلاثة ــ حازم وأحمد وعادل ــ فكرة الانضمام إلى جمعية للدفاع عن الرجل، بينما أكد جميعهم أنه لو قدمت إحداها خدمة تحل له مشكلة ضرب زوجته سيقصد هذه الجمعية فورا! تم تغيير أسماء الأزواج الثلاثة بناء على طلبهم.
| منقول محمود66 | |
|
احمد علوش
الجنس :
عدد المساهمات : 3627
العمر : 45
| رد: المصريات أصبحن الأكثر ضربا لأزواجهن على مستوى العالم |
| | |
|