تدور كاميرا المخرج السينمائي السوري جود سعيد للبحث في خفايا مقتل الطبيب خالد في فيلمه الجديد “صديقي الأخير”، الأمر الذي تتكشف فيه مواقف إنسانية وصراع بين القلب والمشاعر وما بين متطلبات التحقيق بالنسبة للمحقق الذي شارف على التقاعد، إضافة إلى كثير من المواقف ومعلومات أخرى تدور أحداثها في الحارة الشعبية التي يسكن فيها الطبيب خالد وتنتمي إليها شخصيات على اتصال مع الطبيب . وفي هذه الجولة نكتشف تفاصيل الفيلم من خلال لقاءات مع فريق العمل .
لعل المخرج جود سعيد الذي برع في فيلمه السابق “مرة أخرى” يكرر الأمر مرة أخرى في فيلمه الجديد الذي كتب له السيناريو بالتعاون مع “الفارس الذهبي”، وتنتجه المؤسسة العامة للسينما بالتعاون مع شركة “فردوس دراما” الخاصة . وتدور قصة العمل، حسب المخرج جود، حول انتحار الطبيب خالد، الأمر الذي يفتح باب التحقيقات والشكوك لدى المحقق يوسف المعروف بنزاهته، وهو قد شارف على التقاعد، ويلتقي في هذه التحقيقات مع محقق شاب اسمه “أمجد” يتصف بمواكبته الدؤوبة للتكنولوجيا، على عكس يوسف .
وتحدث المخرج جود قائلاً: يتخلل التحقيقات التي تدور حولها قصة العمل مواقف إنسانية ومشاعر حقيقية تواجه المحقق يوسف كل دقيقة من متابعته لحياة الطبيب المنتحر، وتنكشف الحقائق تباعاً ضمن حبكة لا تخلو من المتعة والتشويق خاصة أنها تترك المحقق يوسف تائهاً في صراع بين تفكيره العقلي المسيطر كلياً على حياته وبين عاطفته ودعوات قلبه للانفتاح على الحياة مرة أخرى .
وأشار جود إلى أن التصوير بدأ في محافظة اللاذقية ثم انتقل إلى دمشق، ما بين أحد الأحياء بمنطقة العدوي، وكل من شاطئ أفاميا وقرية جوبة برغال وقرية السنيبلة .
وأكد وجود التعاون بين فريق العمل الأمر الذي يجعل الوضع العام للتصوير وأجواء الكواليس أكثر من ممتازة، وهو يراهن على أن فيلم “صديقي الأخير” سيكون حاضراً وبقوة، وناجحاً .
يشارك في الفيلم الفنانون: عبدالمنعم عمايري، وعبداللطيف عبدالحميد، ومكسيم خليل، ولورا أبو أسعد، وسوسن أرشيد، وجمال العلي، وأندريه سكاف، وجرجس جبارة، وهبة نور، وفادي صبيح، ومازن عباس، وجمال قبش، وشريف خازن دار، ومأمون الخطيب، ونايا علي، ودانيال الخطيب، وعوض قدور، وكرم شعراني، ووسام أبو صعب، ومرشد ضرغام، وورد حيدر، وأروى عمرين، وسالم بولص، وبشار البابا، وسليم تركماني، إضافة إلى الفنانة عائشة بن أحمد من تونس .
بعض نجوم الفيلم تحدثوا عن أدوارهم فيه، حيث قالت الفنانة لورا أبو أسعد، التي لديها مشاركة مزدوجة تمثيلاً وإنتاجاً من خلال شركتها “فردوس دراما” إنها تجسد شخصية حبيبة البطل وهي سيدة أعمال وصاحبة مجلة تمتاز بشخصية قوية، وتتعرض لعدد من المواقف الخطرة بعد انتحار حبيبها “الطبيب خالد”، خاصة أن هناك غموضاً كبيراً يشوب القضية، بسبب عائلته الفاسدة .
وأشارت أسعد إلى أن اتجاهها إلى الإنتاج السينمائي هي خطوة بتشجيع من زوجها ورئيس مجلس إدارة شركة “فردوس دراما”، خاصة مع المخرج جود سعيد بعد أن حصد نجاحاً لافتاً في فيلمه السابق “مرة أخرى”، ووصفت تجربة المشاركة إنتاجياً مع مؤسسة السينما بأنها “إيجابية للطرفين”، موضحة أنه “في العمل الفني كلما زاد عدد المنتجين كان أفضل خاصة إذا كانوا متفاهمين على صيغة العمل وعلى جميع التفاصيل وإذا كان همهم الجامع هو إنجاح العمل وإخراجه للناس بأفضل صورة” .
أما الفنان عبدالمنعم عمايري الذي يجسد شخصية “الطبيب خالد” بطل العمل، فقد أشار إلى أن الدور يحمل في طياته الكثير من الجهد والتعب، لإعطاء الانطباع الحقيقي عن شخصية الطبيب الذي ينتحر بظروف غامضة .
وعن تجربته في هذا الفيلم قال “إن هناك اختلافاً كبيراً بين العمل في السينما وبين التلفزيون، كما أن العمل السينمائي يحمل متعة حقيقية” . مشيراً إلى أن ما ميز كواليس هذا الفيلم هو فريقه المتعاون .
من جهته، قال الفنان جرجس جبارة: أجسد في الفيلم شخصية “أبو رينو” وهو رجل يمتهن “ميكانيك السيارات” ولديه محل لتصليح السيارات الألمانية، وهو أحد المشاركين البارزين في أحداث الفيلم كونه من الأشخاص الموجودين في الحياة اليومية التي يرصدها العمل، ويقطن ويعمل في الحارة الشعبية التي تجري معظم أحداث الفيلم فيها .
وأضاف الفنان جبارة أن الأفكار الجميلة التي يحملها الفيلم التي تبدو غير مألوفة للوهلة الأولى تشجع الفنان على أن يحرص على المشاركة مع المخرج جود سعيد .
بدوره، قال الفنان أندريه سكاف إنه يجسد شخصية “أمير” أستاذ المدرسة الذي يعاني من حالة معيشية صعبة، ويترك عمله في التدريس ويتجه إلى العمل كمراقب دوام، وأضاف أن الشخصية تحمل في طياتها تناقضاً من خلال أن “أمير” أستاذ المدرسة الذي يحترمه سكان الحارة الشعبية التي يقطنها، إلا أنه مدمن كحول وطبعه “متثاقف” وكثير الكلام .
ولفت سكاف إلى أن تجربته في الفيلم هي أول تعاون يجمعه مع المخرج جود سعيد، وأن اللافت “أننا لا نشعر بوجوده في اللوكيشن إلا أثناء التصوير فهو مخرج مهم فعلاً وإنسان مثقف” .
أما الفنان جمال علي، فيجسد شخصية “أبو رشا” وهو من سكان الحارة الشعبية التي تدور أحداث الفيلم فيها، وعن دوره قال: “أبو رشا شخص طيب جداً ولطيف يحبه كل من حوله لكن لديه مشكلة تتعلق بالضعف خلال معاشرة زوجته لكنه يلجأ فيما بعد للدكتور خالد ويحل له مشكلته” . ولفت الفنان علي إلى أن ما شجعه على المشاركة في الفيلم هو أن أي شخص يقرأ السيناريو يشعر بالكثير من المتعة .
الفنانة هبة نور بدورها قالت: “أجسد شخصية ممرضة تعمل في عيادة الدكتور “خالد” الذي ينتحر، وتفتح السلطات تحقيقاً في الأمر، وخلال التحقيقات تلتقي بالمحقق الشاب “أمجد”، وتقع بينهما علاقة حب، وهذا الخط هو الوحيد العاطفي في العمل” .
وأشارت الفنانة هبة إلى أن “صديقي الأخير” هو أول فيلم لها في السينما السورية، وسبقتها تجربة أخرى مع الفنان المصري محمد هنيدي في السينما المصرية من خلال فيلم “عندليب الدقي”، وتوقعت أن يكون للسينما السورية حركة نشطة اعتباراً من العام 2012 وسيكون بمثابة انطلاقة واعدة للسينما في سوريا.