غابت الفنانة السورية، ديمة الجندي، عن الجزء الثالث من مسلسل “صبايا” الذي يأتي في إطار “اللايت كوميدي” بسبب اتفاق جرى منذ بداية العمل مع طاقم المسلسل، لكنها قد تعود إلى الجزء الرابع وفق شروط معينة، وفق ما تقول، واصفة العمل مع المخرج بسام الملا بأن لها خصوصية وهي ك”السحر” . وبما أنها هادئة الطباع كدخولها الهادئ إلى الدراما السورية، فوجئت بمعجبين كثر ظهروا في سلطنة عمان، حينما شاركت في مسلسل خليجي من إنتاج عماني، وهي تصف الدراما الخليجية بأنها مذهلة . “الخليج” التقت الفنانة ديمة الجندي وكان معها الحوار الآتي .
مشاركاتك في أعمال رمضان الماضي كانت ضئيلة أليس كذلك؟
- كانت لي مشاركة بسيطة في مسلسل “صايعين ضايعين”، كما شاركت في مسلسل عماني “خليجي” مع شركة إنتاج عمانية وممثلين عمانيين بالاشتراك مع نخبة من فناني الخليج (الإمارات الكويت البحرين)، وكنت أحد أبطال العمل، ودوري كان يتمحور حول فتاة سورية تقيم في السلطنة وتعمل في مجال التجميل، وهذا العمل هو تجربتي الأولى خارج الدراما السورية وهي من أجمل التجارب، وكان تعامل الجميع رائعاً وهمهم الوحيد أن أحس أنني بين أهلي وأصدقائي، ومن نجوم العمل فخرية خميس، كما اكتشفت من خلاله أن لي معجبين كثراً في السلطنة وهم من متابعيّ بشكل غريب .
لماذا لم نرك في مسلسل “صبايا” في جزئه الثالث؟
- كنا قد قررنا منذ البداية أنه إن أنجز الجزء الثالث من مسلسل “صبايا” يجب أن نبقى نحن الخمس، أنا، ديمة بياعة، وجيني اسبر، وقمر خلف، وكندة حنا ضمن الجزء الثالث من دون أية إضافات لشخصيات جديدة أو حتى إن استبدال أي من الصبايا، لأنه من الصعب استبدال أية شخصية كانت موجودة في الجزء الأول والثاني، فذلك قد يؤدي إلى عدم متابعة العمل، فمثلاً غياب الفنانة نسرين طافش في الجزء الثاني، أدى إلى ضعف متابعي العمل والاتجاه نحو السؤال عن عدم مشاركتها، وعند اشتراك الفنانة قمر خلف في الجزء الثاني بدور بعيد عن دور نسرين طافش أحبها المشاهد واستطاعت أن تدخل نكهتها في العمل، ولكن أن تستبدل الصبايا الخمس فأنت تقتل العمل بشكل أو بآخر، وكان الاتفاق منذ البداية على هذا الأمر، كذلك من وافق أن تستبدل إحدى الصبايا بقي في الجزء الثالث ومن رفض خرج منه .
هل هذا الأمر وراء تراجع المسلسل في عدة استطلاعات جرت حول دراما رمضان؟
- من الممكن أن يكون ذلك سبباً ولا أستطيع أن أحكم، ولكن باعتقادي أن سبب متابعة المشاهدين له في السنوات الفائتة يكمن في الصبايا الخمس اللواتي أسسن هذا العمل .
شاركتِ في أعمال البيئة الشامية من خلال مسلسل “باب الحارة”، برأيك ما سبب تراجع هذا النوع من الأعمال؟
- مشاركتي في أعمال البيئة الشامية كانت من خلال مسلسل “باب الحارة” فقط، وباعتقادي أن السبب يعود إلى الموضة في الأعمال السورية بمعنى أنه عندما يقوم مخرج مهم بإخراج عمل فانتازيا نرى أن معظم المخرجين يتجهون إلى إخراج هذه النوعية، وعندما يقدم مخرج بيئة شامية نرى الكثير من المخرجين اتجهوا نحوها، ونحن في الوقت الحالي في حاجة إلى الأعمال الدرامية الاجتماعية التي تسلط الضوء على فكرة ما ومن خلالها يمكن معالجتها، فالدراما ليست وظيفتها إنقاذ المواقف أو المساعدة على حل المشكلات بقدر ما تلقي الضوء على فكرة قد يكون البعض غافلاً عنها . هذا لا يعني أن التنويع ليس ضرورياً في شهر رمضان المبارك بل على العكس، فمن الجميل أن نتابع عملاً كوميدياً أو اجتماعياً أو فانتازياً أو تاريخياً أو بيئة شامية أو غيره ولكن ليس بالكم الذي نراه، وللأسف فإن تكثيف عرض الأعمال الدرامية عموماً في رمضان هو سبب فشلها، لذلك العرض بعد الموسم الرمضاني هو الأهم للأعمال الدرامية .
ما الأعمال التي تعتبرينها مميزة ولم تأخذ حقها من العرض أو المتابعة؟
- أول عمل بطولة لي كان “خيزران” من إنتاج التلفزيون السوري، وكان مهم جداً ولكن لم يعرض إلا مرة واحدة ولم يتابع بشكل جيد، والعمل الثاني “الزلزال” الذي أنتج منذ عامين لم يأخذ حقه لا من العرض ولا المتابعة ولا حتى التسويق، وهناك عمل تم تصويره مع المخرج عصام موسى يتحدث عن بيئة أهل اللاذقية ولم يعرض نهائياً ولا أعرف السبب .
عملت في الدراما العربية، كيف كانت الأجور مقارنة مع الدراما السورية؟
- الأجور خارج سوريا أفضل بكثير من داخلها، بمقدار ضعفين عما يحصل عليه الفنان في الدراما السورية، علماً أنني لا أرى مشكلة في الأجور حالياً ويحاول قطاع الإنتاج الحكومي الاقتراب من أجور القطاع الخاص، ولا أرى أن هناك ظلماً على الأقل بالنسبة لي، فالأجر الذي أحصل عليه مقنع وهو ليس كثيراً بالنسبة لشركة الإنتاج وليس قليلاً بالنسبة إلى حجم الدور الذي أقدمه . أما بالنسبة لغيري فأعتقد أن المشكلة تكمن في التفاوت في الأسعار، ففنانو الصف الأول تكون أجورهم بالملايين، أما فنانو الصف الثاني فأجورهم أقل من المليون، وهنا تكمن المشكلة ويجب أن يكون هناك شيء منطقي بتوزيع الأجور، كما هناك نقطة مهمة وهي أن الدراما السورية تعتمد على البطولة الجماعية لا الفردية، وبالتالي يجب أن تكون أجور الفنانين في الأعمال الدرامية متقاربة .
ما السبب وراء رفضك دوراً درامياً معيناً؟
- قد أكون لعبت الشخصية في عمل سابق وبالتالي أرفضها لكي لا أقع في التكرار، أو لسبب مادي لا يتوازى مع تعبي وجهدي بالعمل، أو أن أكون غير مقتنعة بالدور .
كيف رأيت الدراما الخليجية خلال السنوات الأخيرة؟
- أصبحت ممتازة وآخذة في التطور عاماً بعد عام، وأنا مذهولة بها، في السابق عندما كنت أُسأَل عن الدراما الخليجية كنت أجيب بأنني أحبها وأتمنى أن تتطور، أما الآن فأصبحت متطورة جداً وصارت قادرة على أن تنافس الدراما العربية بقوة، حيث تطورت من ناحية المواضيع التي تتطرق إليها والشفافية في العمل والجرأة في النقد أحياناً، إضافة إلى أن أداء الممثلين والفنيين تطور أيضاً خلال المرحلة الماضية .
من يعجبك من الممثلين الخليجيين؟
- أحب حياة الفهد كثيراً، ويعجبني الراحل محمد العلي كما يعجبني ناصر القصبي وعبدالله السدحان .
كيف عملت على الابتعاد عن التكرار في تأدية الشخصيات؟
عندما لا يكون هناك عروض كثيرة تقدم لي، أكون مضطرة لتأدية شخصية تكون فرعاً من نمط عام أديته سابقاً، ولكن عندما يكون لدي أكثر من عرض أعمل على الابتعاد عن النمط المكرر، وهذا ما حصل معي منذ أكثر من سنتين .
وما خصوصية المخرج بسام الملا من وجهة نظرك؟
- شيء كالسحر يجعل الفنان يتعامل مع شخصيات العمل بشكل غير معقول ويعيش في أجواء العمل لدرجة أنه يلتحم بالشخصية التي يؤديها وقد تكون لا تشبهه، فشخصية “زهرة” مثلاً لا تشبه ديمة الجندي في الواقع، لكنني صرت أحس بالمسؤولية تجاهها وتجاه المشاهدين منذ اللحظة التي بدأت بها بروفات العمل، ووصلت إلى مرحلة من الخوف إلى درجة فكرت أكثر من مرة بالاعتذار عن الشخصية، لكن المخرج بسام الملا جعلني أحب الشخصية لذلك نجحت فيها .
كيف تنظرين إلى الأعمال ذات الحلقات المنفصلة المتصلة؟
- أنا مع هذا النوع من الأعمال، خاصة أن الناس تعودوا عليه، ولكنني ضد أن يكرر الفنان نفسه أو يتم تكرار الأفكار واستبدال الممثلين، وسبب نجاح هذا النوع من الأعمال بأجزاء متعددة هو بقاء الممثلين واستمرارهم في العمل مع ضخ دماء جديدة، أما موضوع استبدالهم فيؤثر بشكل كبير في العمل .
هل نراك في الجزء الرابع من “صبايا”؟
- لا أعرف، ولكن ذلك سيكون ضمن شروط معينة .
هل عكست الدراما السورية في العام الماضي الواقع في المجتمع من خلال ما يعيشه من أحداث؟
- لم أتابع الأعمال، ولكن أغلب ما سمعته ممن هم حولي أن شريحة واسعة تابعت مسلسل “الولادة من الخاصرة”، وهناك شريحة أكبر لم تكمل متابعة العمل، ولكن يبدو أن الدراما عندما تضع يدها على الجرح توجع أكثر .
هل هناك فكرة للمشاركة في الدراما المصرية قريباً؟
- حتى الآن لا، ولكن لا يوجد مشكلة لدي في المشاركة شرط أن يكون لي دور جيد وأجر جيد .
هل لديك مشكلة مع دبلجة المسلسلات؟
- لا ليس لدي أية مشكلة وكانت لي تجربة ودبلجت دوراً في فيلم أمريكي، وضحكت كثيراً خلال الدبلجة، ولم أشعر بأية متعة وأحسست بأن ذلك ليس عملي وهو ليس مقنعاً بالنسبة لي .
ما الذي حصل معك في “ديو المشاهير”؟
- المفاجئ أنني عندما أتصفح الانترنت عن هذا البرنامج يكتبون عنواناً “ديمة الجندي تصعق من خروجها من البرنامج”، وما إلى ذلك لكن الأمر غير صحيح علماً بأن فكرة البرنامج غريبة بالنسبة لي كوني لم أغن سابقاً وأشكر القائمين على هذا البرنامج لأنني تعرفت إلى صوتي بالغناء بأن لدي إمكانات جيدة، ولكن ليس كي أنتج ألبوماً، ويبدو فعلاً كما قال أحدهم أنني تعاملت مع الأمر بشكل جدي أكثر من اللزوم، بينما المشاركة تسلية أكثر منها جدية، ولكني في أي عمل أقوم به أحس بالمسؤولية تجاهه، وكان كل همي أنني عندما أصعد لأغني على المسرح يجب أن يراني الجمهور بصورة حسنة، وعلى الأقل ألا يكون صوتي نشازاً . المهم في البرنامج أنني أحببت هدفه الإنساني، ولا أنكر أنني تمنيت أن أبقى فترة أطول كما تمنيت أن يكون المبلغ أضعاف ما حصلت عليه وسلمته للجمعية لأنها بحاجة للمال، ومبلغ 5000 دولار كان بمثابة ثروة لهم من أجل أن يقدموا خدماتهم للأعضاء، وأتمنى أن يكون هناك برامج كثيرة ذات هدف إنساني .
هل يمكن أن نرى برامج سورية من هذا النوع؟
- نعم، ولكن عندما يكون هناك إنتاج ضخم، لأنني عرفت أن برنامج “ديو المشاهير” هو نسخة معربة من برنامج أمريكي وإنتاجه ضخم وكبير وعندما يكون لدينا فائض إنتاجي لا نعود نستعير من أي أحد أو ننتج مشاركة مع غيرنا.