بسم الله الرحمن الرحيم
في العلاقة الزوجية قد يمر الطرفان بتغيرات جسدية ونفسية تتطلب أن يلقى كلا الطرفين الدعم والمساندة من الطرف الآخر.
وغالباً ما يكون لدى الزوجين تصورات معينة عن العلاقة الزوجية، فإن لم تكن تلك العلاقة الزوجية مطابقة لتصوراتهم يشعرون بالغضب والتوتر، بل إن كثيرا ما يشعر الأزواج بأن الطرف الآخر يقف عائقا أمام تحقيق ما يصبون إليه؛ وذلك يشعرهم بالضيق وعدم الرضا.
وإذا وقفنا عند معظم المشكلات الزوجية نجدها تتمحور حول المواضيع التالية:
1- إنفاق المال.
2- قلة الثقة.
3- كثرة الجدل.
4- الفوضى.
5- كثرة الانتقاد.
6- عدم إظهار المشاعر العاطفية.
7- الخلاف حول أسلوب تربية الأطفال.
8- الخلاف مع الأهل.
9- التنفيس عن الضغوط التي يتعرضون لها في الخارج.
وأيا كان سبب الخلاف، فإن هناك قواعد مهمة في العلاقة الزوجية تساهم في جعلها أكثر نجاحاً وجمالاً، من هذه القواعد:
1- يجب أن ينظر كلا الزوجين لأولويات الطرف الآخر بنفس الأهمية التي يعطيها لأولوياته.
2- على الزوجين أن يتحلوا بالتسامح والصبر والحب.
3- الزوجان بحاجة إلى الصبر لحل الخلاف، مع محاولة تفهم
الطرف الآخر، والابتعاد تماماً عن الكلام الجارح والإساءة؛ لأنهما
بمثابة طلق ناري يخترق العلاقة الزوجية، كما أن توجيه الاتهامات
يقضي على الثقة والتفاهم بين الزوجين.
4- إن التواضع والصبر وضبط النفس أهم الأدوات التي عليك
استعمالها في تواصلك مع الآخرين.
5- الزواج الناجح لا يأتي من اختيار الشريك الصحيح والمناسب
وحسب، بل في قدرة كلا الزوجين على التكيف مع طباع الآخر،
والصبر في العلاقة الزوجية يقوي ويزيد الروابط بين الزوجين،
كما لابد من تقبل النقد البناء وإن طلب منك الشريك التغيير، ويجب
ألا يكون موقفك عدائي أو دفاعي، بل عليك تقبل ذلك عن طيب
خاطر، ومن الضروري أن تكون المطالبة بالتغيير بطريقة لبقة، أو
بطريقة غير مباشرة، إذ لا يمكنك التعبير عن وجهة نظرك وطرح
أفكارك بطريقة عدائية وقاسية، فهذا سيبني حواجز بين
الزوجين، ويزيد التوتر والانفعال وبالتالي ستفقد الهدف الأساسي
للنقاش.
6- لا بد عند الحديث عن الخلافات القائمة بين الزوجين أن يوليا
اهتماما كبيرا بتعابير الوجه ولغة الجسد.
7- لابد من الإفصاح عن الرغبة بحل الخلاف، ولابد من التواضع
وتقديم بعض التضحيات للحفاظ على العلاقة الزوجية.
8- يجب أن تحل الخلافات بحكمة واعتدال، مع الأخذ بوجهة نظر
الآخر، فهذا ينمي الثقة بين الزوجين ويفسح لهما المجال للتعبير
دون الخوف من الرفض أو إساءة الفهم.
9- الزواج الناجح بحاجة إلى اهتمام وعناية مستمرة، والتجاهل
والإهمال يقودان إلى الانفصال، فالزواج ليس مجرد اسم أنه فعل،
والزواج ليس شيئا تحصل عليه، وإنما هو فعل تقوم به، إنه
الطريقة التي يزداد بها حبك للشريك يوما بعد يوم، والنجاح في
الزواج لا يأتي من إيجاد الشريك المناسب، بل من خلال أن تكون
أنت الشريك المناسب، والمطالبة بالتغيير الفوري لا يمكن أن
تؤدي إلى نتيجة.
10- من الممكن تجاهل بعض الخلافات بشكل مؤقت، وعند حل
الخلاف يجب أن تحل الخلافات بطريقة هادئة وعقلانية، واختيار
نبرة الصوت وأسلوب الكلام، والحالة العاطفية عموماً يجب أن
تؤخذ بالحسبان.
11- لا بد من التركيز على ايجابيات الطرف الآخر، والأخذ
بالاعتبار أن كلا الزوجين لديه بعض الأمور التي لابد من تغييرها،
وهذا يحتاج للوقت والدعم والتشجيع بدون ممارسة أي ضغط أو
إلحاح أو إكراه.
12- ولا تتوقع المثالية من الطرف الآخر، ويجب التغاضي عن
بعض السلبيات.
13- تجنب توجيه الاتهامات والتهديد وتعلم حسن الإصغاء.
14- لا بد من الانتظار والصبر وإعطاء كل مسالة الوقت الذي
تحتاجه، والصبر هو انتظار لكنه لا يعني الاستكانة والاستسلام
والكسل، لكنه يعني أن تستمر في المحاولة، والحكمة الإنسانية
تتلخص في كلمتين الانتظار والأمل، والصبر هو أن تقوم بأمر آخر
بينما تنتظر حدوث ما تتمناه، وبإمكانك التغلب على العقبات
والحواجز بمباشرة العمل.
15- تذكر أن اللطف هو اللغة التي يستطيع الأصم سماعها،
والأعمى رؤيتها، وتحقيق الإنجازات والمكاسب في حياتك يتوقف
على مدى درجة تعاملك مع الصغار، وعطفك على الكبار لأنه يوما
ما ستكون كل هؤلاء.