الذنوب تؤدي الى قلة التوفيق
أن الذنوب تؤدي الى قلة التوفيق ، حرمان العلم ، و حرمان الرزق ، و
ضيق الصدر و تعسير الأمور ، و وهن البدن ، قصر العمر ، و موت الفجأه ، و
فساد العقل ، و ذهب الحياء و الغيره والأنفه و المروءه من القلب و المعاصي
تزيل النعم ، و تحل النقم ، و تمحق بركة العمر و بركة الرزق ، و بركة العلم
و بركة العمل و بركة الطاعه ، و تعرض العبد لأنواع العقوبات في الدنيا و
الآخره و تخرج العبد من دائرة الاحسان, و تمنعه من ثواب المحسنين و من أعظم
عقوباتها انها تورث القطيعه بين العبد و ربه ، و اذا وقعت القطيعه انقطعت
عنه أسباب الخير ، و اتصلت به اسباب الشر.
يقول الشيخ محمد صالح المنجد من علماء المملكة العربية السعودية :
جاءت الشريعة الإسلامية بتحريم الطرق التي تؤدي للفاحشة، ومنها : النظر إلى الأجنبية :
أ. قال تعالى : ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم) (النور/
30) . قال الإمام ابن كثير : هذا أمر من الله تعالى لعباده المؤمنين أن
يغضوا أبصارهم عما حرم عليهم فلا ينظروا إلا إلى ما أباح لهم النظر إليه
وأن يغمضوا أبصارهم عن المحارم فإن اتفق أن وقع بصر على محرم من غير قصد
فليصرف بصره عنه سريعاً . تفسير ابن كثير ( 3 / 282 ) .
ب. ويقول تعالى { وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلك أطهر لقلوبكم وقلوبهن } الأحزاب / 53 .
ج. وعن جرير بن عبد الله قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجاءة فأمرني أن أصرف بصري .
رواه مسلم ( 2159 ) .
قال النووي : معنى " نظر الفجأة " : أن يقع بصره على الأجنبية من غير قصد
فلا إثم عليه في أول ذلك ويجب عليه أن يصرف بصره في الحال فإن صرف في الحال
فلا إثم عليه، وإن استدام النظر أثم لهذا الحديث فإنه صلى الله عليه وسلم
أمره بأن يصرف بصره مع قوله تعالى { قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم }.
ويجب على الرجال غض البصر عنها في جميع الأحوال إلا لغرض صحيح شرعي وهو
حالة الشهادة والمداواة وإرادة خطبتها أو شراء الجارية أو المعاملة بالبيع
والشراء وغيرهما ونحو ذلك وإنما يباح في جميع هذا قدر الحاجة دون ما زاد.
" شرح مسلم " ( 14 / 139 ) .
وهناك – أخي الفاضل - وسائل معينة على غض البصر، نسأل الله أن يعينك على تحقيقها ومنها 1 -:
استحضار اطلاع الله عليك ، ومراقبة الله لك ، فإنه يراك وهو محيط بك ، فقد
تكون نظرة خائنةً ، جارك لا يعلمها ؛ لكنَّ الله يعلمها . قال تعالى : { يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور} (غافر/19) .
2- الاستعانة بالله والمثول بين يديه ودعائه ، قال تعالى : { وقال ربكم ادعوني أستجب لكم } (غافر/60) .
3- أن تعلم أن كل نعمة عندك هي من الله تعالى ، وهي تحتاج منك إلى شكر،
فنعمة البصر من شكرها حفظها عما حرم الله ، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟
قال تعالى : { وما بكم من نعمة فمن الله} (النحل/53) .
4- مجاهدة النفس وتعويدها على غض البصر والصبر على ذلك ، والبعد عن اليأس ،
قال تعالى : { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا } العنكبوت / 69 . وقال
صلى الله عليه وسلم " … ومن يستعفف يعفه الله ، ومن يستغن يغنه الله ومن
يتصبر يصبره الله … " رواه البخاري ( 1400 ) .
5 – اجتناب الأماكن التي يخشى الإنسان فيها من فتنة النظر إذا كان له عنها
مندوحة ، ومن ذلك الذهاب إلى الأسواق والجلوس في الطرقات… قال – صلى الله
عليه وسلم – " إياكم والجلوس في الطرقات ، قالوا : مالنا بدٌّ ، إنما هي
مجالسنا نتحدث فيها ، قال : فإذا أبيتم إلا المجالس ، فأعطوا الطريق حقها ،
قالوا : وما حق الطريق ، قال : غض البصر ، وكف الأذى … " رواه البخاري (
2333 ) ومسلم ( 2121 ) .
6 – أن تعلم أنه لا خيار لك في هذا الأمر مهما كانت الظروف والأحوال ،
ومهما دعاك داعي السوء ، ومهما تحركت في قلبك العواطف والعواصف ، فإن النظر
يجب غضه عن الحرام في جميع الأمكنة والأزمنة ، وليس لك أن تحتج مثلاً
بفساد الواقع ولا تبرر خطأك بوجود ما يدعو إلى الفتنة ، قال تعالى : {
وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من
أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً } (الأحزاب/36) .
7- الإكثار من نوافل العبادات ، فإن الإكثار منها مع المحافظة على القيام
بالفرائض ، سببٌ في حفظ جوارح العبد ، قال الله تعالى في الحديث القدسي " …
وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي
يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها
، وإن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه … " البخاري ( 6137 ) .
وصحبة الأخيار ، فإن الطبع يسرق من خصال المخالطين ، والمرء على دين خليله ،
والصاحب ساحب .
8– تذكر شهادة الأرض التي تمارس عليها المعصية ، قال تعالى : { يومئذ تحدث أخبارها } (الزلزلة/4)