لم يعد هناك شيء مستحيل في عالم التجميل بفضل التطور الهائل الذي حققه العلم في هذا المجال، ولعل من أبرز طفرات هذا التطور عمليات البوتوكس والحقن التجميلية التي أصابت العالم بالهوس، وأصبح الاقبال عليها، خاصة من قبل النساء، ظاهرة تنتشر بسرعة في مختلف أرجاء العالم. فزيارة قصيرة للطبيب تجعلنا نبدو أصغر سناً، وأجمل مما كنا عليه، وتزيد ثقتنا بالنفس، كما تمنحنا الشكل الذي كنا نسعى للحصول عليه منذ زمن بعيد.
العالم لم يعد كما كان، فالمرأة التي رأيتها أمس تجلس أمامك في العمل قد لا ترينها اليوم بالهيئة نفسها، حتى قد يخيل إليك أنها بعثت إحدى قريباتها لتحل محلها.. فكل شيء يتغير بفضل الحقن التجميلية التي تعتبر علاجاً رائعاً إذا استخدمت بشكل صحيح، لكن يمكن أن تكون خطرة إذا استخدمت بشكل خاطئ. فهناك حالات عديدة عانى أصحابها من مشاكل صحية عندما اختاروا طبيب تجميل مزيفا، وضع طبقات سيليكون على جسم المرضى بدلا من استخدام الحقن التجميلية.
وهناك أنواع من الحقن التجميلية، منها التي تستخدم مواد تشل العضلات مثل البوتوكس، ومنها تستخدم مواد التعبئة مثل الريستالين الذي يعد جلاً معقماً يتألف من حمض الهايلورونيك المتوازن، وهو يشبه حمض الهايلورونيك غير المتوازن الموجود في الجسم، مما يساعد على تحسين محتوى الماء في خلايا الجلد والنسيج الضام ما يضمن ترطيباً طبيعياً وليونة غير مسبوقة للبشرة.
ما الحقن التجميلية؟
الحقن التجميلية إجراءات سريعة وفعالة لإزالة التجاعيد مؤقتاً، ويمكن لجرعات صغيرة من البوتوكس أن تعالج مشاكل صحية مختلفة، كما يمكن أن تساعد في علاج أعراض مثل:
• خلل عضلات الرقبة (الالتواء في عضلات الرقبة والكتف).
• التشنج.
• الحول أو انحراف مقلة العين.
• التعرق المفرط.
• شد البشرة والقضاء على التجاعيد.
لقد استطاع البوتوكس في السنوات الأخيرة أن يكون بديلاً فعالاً وعملياً لجراحات التجميل، فالخوف من المجهول لم يعد موجوداً والكل بات قادراً على تحديد ما يريد بالطريقة التي يحب ويرغب.
كيف تعمل؟
يعمل البوتوكس على إزالة التجاعيد أو خطوط العبوس بين الحاجبين، وهو مناسب جداً لحل مشكلة التجاعيد الأفقية على الجبين والتجاعيد الزاحفة التي تكون على جانبي العينين، كما يستخدم لتمليس التجاعيد التي تعتبر السبب الرئيسي في شد العضلات.
وبالإضافة إلى ذلك يعمل البوتوكس على إضعاف أو شل العضلات التي تسبب التجاعيد أو كتل الإشارات العصبية، بحيث لا يمكن للعضلات أن تشتد أكثر، وبالتالي فإنها ستكون أقل وضوحاً وذلك بسبب تأثير البوتوكس على العضلات وإصابتها بالشلل.
ومن المهم جداً أن نعلم أن البوتوكس لا يمكن أن يستخدم للتجاعيد حول الفم لأن من شأن ذلك إعاقة الأكل والكلام وجعل تعبيرات وجهك غير طبيعية، لذا عليك أن تنتبهي جيداً إلى هذا الأمر.
كما نلفت انتباهك وانتباه جميع من يريدون الحصول على مظهر أجمل إلى أن البوتوكس ليس جيداً للتجاعيد الناتجة من أضرار أشعة الشمس، فهو يتلاشى بعد مرور بعض الوقت وتستعيد العضلات وظيفتها الطبيعية ونشاطها المعتاد.
أما الريستالين فيمكن أن يعمل على جعل تجاعيد الوجه كافة سلسة، ومثلها تلك الموجودة حول الفم وعلى الزاوية الخارجية من العين، كما تستخدم هذه المادة لملء الخدود ونفخ الشفاه، فهي تخترق طبقات الجلد الداخلي وتملأ التجاعيد لجعلها أكثر سلاسة، فجسمك سيكون خالياً من الجل بعد وقت من الحقن.
الحقن التجميلية الداخلية
آن الأوان أن نقول وداعاً للألم والتخدير، فالجميل في حقن البوتوكس أنه يتم حقنها من دون تخدير، لأنها ليست مؤلمة، لكنها قد تكون مزعجة قليلاً، وفي الوقت نفسه قد يستخدم الجراح كريماً مخدراً في موقع الحقن، بحيث يتم تنظيف مواقع الحقن، وقبل ذلك يحدد علامات صغيرة لبدء عملية حقن البوتوكس إلى العضلات التي تسبب التجاعيد، والتي قد لا تكون تحت التجاعيد، فبفضل البوتولين الموجود في البوتوكس نستطيع إصلاح النهايات العصبية وإعاقة عقد العضلات.
الاستشارة قبل الحقن وبعده
الاستشارة أمر ضروري جداً، فجسدك ليس تسلية أو لعبة يتسلى بها من شاء، لذا عليك مناقشة أمر حقن البوتوكس مع طبيبك ومعرفة ما إذا كانت ستحل مشكلتك أم لا، لأن مادتي البوتوكس والريستالين ليستا فعالتين مع التجاعيد كلها، فالأمر مرتبط بنوع الجلد وسماكته ومدى عمق التجاعيد. والطبيب المختص يعلم مدى فعالية هذه الحقن والاستفادة منها، وسيحدد ما إذا كانت ستساعد في علاج هذه المشكلة أو تلك، ونحن ننصح الحوامل والمرضعات بعدم القيام بالحقن بالبوتوكس.
وعند ذهابك إلى الطبيب عليك أن تزوديه ببعض المعلومات المهمة حول:
• تاريخك الطبي.
• الأمراض التي تعانين منها، وما إذا كان لديك أي مشاكل مع الأعصاب أو العضلات في الوجه.
• الأدوية والفيتامينات التي تتناولينها.
الآثار وظهور النتائج
تظهر آثار البوتوكس في الأيام السبعة الأولى بعد العملية أي ما بين 3 و7 أيام، وأحياناً قد تحتاج إلى أسابيع قليلة، وقد يستمر تأثيره ما بين 3 و4 أشهر بالنسبة إلى البوتوكس، وإلى 6 أشهر أو أكثر مع الريستالين. وبعد ذلك يمكنك القيام بإجراء آخر، فقد تصبح العضلات صغيرة، ويمكن للمريض أن يطور ضمور العضلات مع الإجراءات المتكررة، ما يعني أن الآثار ستستمر لفترة أطول.
كما يمكنك ممارسة نشاطاتك الحياتية اليومية بعد القيام مباشرة بأخذ الحقن، قد تشعرين بصداع أو أعراض للإنفلونزا في البداية لكنها مؤقتة. كما باستطاعتك استخدام الماكياج في مكان الحقن، لكن عليك أن تكوني حذرة جداً وعدم فرك أو تدليك وجهك خلال الـ 48 ساعة الأولى من أخذ حقن البوتوكس أو الريستالن، ويجب تجنب أشعة الشمس المباشرة والذهاب إلى الساونا في البدايات.
احذري النصابين
نسمع في كثير من الأحيان قصصاً مروعة عن اجراءات تجميلية تسير بشكل خاطئ، لأن من يقومون بهذه العمليات أو من يدعون أنهم مهنيون هم أشخاص وهميون وغير مصرح لهم بالعمل في هذا المجال، لكن للأسف لا يزال الكثير منا يذهبون إلى مثل هؤلاء لأن التكلفة أقل.
ينبغي أن تكون صحتك أهم من جمالك وأنت الوحيدة المسؤولة عن هذا الأمر، لذا تأكدي قبل الاقدام على أي اجراء أن من سيقوم به طبيب مؤهل.
السيليكون، الفازلين، زيت الخروع والزيت المعدني، او زيت كبد السمك، من المواد التي يستخدمها خبراء التجميل الوهميون عديمو الضمير، وهي مواد مؤذية إذا أسيء استخدامها، فكيف إذا استخدمها أناس غير متخصصين.
من المحزن أن أقول إن من خضعوا لهذه الإجراءات غير الآمنة أملاً في تجميل وتحسين مظهرهم، تشوهوا في الواقع ولم يعد في مقدور أحد أن يفعل شيئاً لعلاج هذا التشوه، ناهيكم عن الآثار الجانبية لهذه الإجراءات التي تشمل الأمراض الخطيرة، مثل تلف الأعصاب واصابة الجهاز التنفسي والفشل الكلوي، وإعاقة لا رجعة فيها، وأخيراً التشويه والموت.
العناية ببشرتك
يجب أن تعلمي أن التجاعيد الأولية ستظهر حول العينين فالجلد يكون رقيقاً، وقد يظهر وأنت في العشرينيات من العمر، وتصبح بشرة وجهك أكثر جفافاً وتدلياً في الثلاثينات، ولكن هل سألت نفسك عن السبب في الوصول إلى هذه الحالة من جفاف الجلد؟
هنالك عدة أسباب:
أولاً: تتغير البشرة بفعل العامل الزمني حيث يبدأ الكولاجين والايلاستين بالتكسر والهبوط.
ثانياً: ينخفض محتوى الماء في الجلد.
ثالثاً: يتباطأ تجدد الخلايا.
رابعاً: يؤثر الإفراط في التعرض لضوء الشمس والاستلقاء تحت أشعتها في الكولاجين والإيلاستين الموجودين في جلدك، وعليك أن تعلمي أن الأشعة فوق البنفسجية غالباً ما تكون السبب وراء التجاعيد المبكرة.
خامساً: التدخين، فتعبيرات الوجه خلال التدخين تعمل على تشكيل التجاعيد حول الفم.
سادساً: رفع الحاجبين والتحديق بالعينين والتبسم في كل وقت كلها عوامل تشكل تجاعيد محددة في الوجه، فالأخدود أو الثنية تتشكل تحت الجلد كلما استخدمت عضلة من عضلات الوجه. ومع تقدم العمر سوف تفقد العضلات مرونتها ولن تعود الى وضعها السابق، وستتشكل التجاعيد الدائمة على وجهك.
ننصحك باستخدام الكريمات المضادة للشيخوخة التي تحتوي على الريتنول، حمض الفا هيدروكسي، أنزيم كيو 10، النحاس الببتيد، فيتامين سي، تي المستخرج.
وهناك اجراءات تحارب التجاعيد بشكل أسرع وتعمل على تجديد شباب البشرة مثل تقشير الجلد الكيميائي، التقشير الخفيف، التلميع الجزئي بالليزر، وغيرها من الإجراءات. ويمكنك تمليس التجاعيد الخاصة بك قليلاً من خلال هذه الاجراءات ومنح وجهك نظرة جديدة ومشرقة، كما يمكنها المساعدة أيضاً في شد الوجه والتخلص من التجاعيد.