نشرت وكالة سانا تقريراً قالت فيه أن المواقع الالكترونية السورية تطرق الأبواب في كل بيت ومؤسسة وحي وشارع داخل البلد وخارجه انطلاقاً من دورها الفاعل والمؤثر والمتأثر والمكمل لدور وسائل الإعلام الأخرى من قنوات فضائية وإذاعية وصحف ومجلات وتعمل هذه المواقع على عكس صورة سورية العريقة بحضارتها والقوية بأبنائها والمثابرة على متابعة مسيرة الإصلاح الشامل كما تتطرق لمواضيع في مختلف المجالات ولاسيما تلك التي تمس حياة السوريين وتتحدث عن أحوالهم ما يشبع حاجات ورغبات المتصفح لها.
وفي استطلاع لآراء بعض الشباب أجرته نشرة سانا الشبابية حول المواقع الإلكترونية السورية قال الشاب عمار مأمون طالب في كلية الإعلام في جامعة دمشق سنة رابعة.. إنه يتصفح بشكل يومي المواقع الإخبارية السورية مثل سيريانيوز ودي برس ومواقع الصحف السياسية كون موضوعاتها من صلب اختصاصه كطالب في كلية الإعلام للحصول على الخبر والمعلومة والتحليل للأحداث الجارية على الصعيد المحلي والعالمي مستفيداً من خصائص الإعلام الإلكتروني من انتقائية وتفاعلية والتعرض الاختياري للانترنت ما يشبع حاجاته الاتصالية في حين يهتم كمتصفح هاون لشبكة الانترنت بالمواقع والصحف المعنية بالشؤون الأدبية كونه يدرس أيضا النقد الأدبي.
ودعا مأمون متصفحي المواقع الإلكترونية ولاسيما الشباب منهم إلى إحكام العقل قبل تقبل أي معلومة وحسن استخدام الإنترنت كسلاح تكنولوجي متطور في دعم ومساندة الحملة الوطنية للتصدي للأحداث لما فيه خير لسورية عبر المساهمات الفاعلة والمؤثرة على شبكة الإنترنت وكل حسب اختصاصه واهتمامه وقدراته.
من جهته قال الشاب جوزيف صاحب متجر لبيع الحلي الذهبية في مدينة حلب.. إنه يتألم عندما يتصفح بعض المواقع على شبكة الانترنت المغرضة التي تعمل على تشويه صورة سورية الجميلة عبر محاولاتها الفاشلة لمحو شريط حياته وذكرياته التي تختزن كل شيء جميل عن حياة الطفولة والشباب وأيام الدراسة والأعياد والنزهات مع الأهل والأصحاب ولاسيما الرحلات المدرسية للمساجد والكنائس والمواقع الأثرية والحضارية والطبيعة الخلابة التي تزخر بها سورية.
ويجد جوزيف في مدونته الخاصة على شبكة الانترنت ومشاركته عبر مواقع التواصل الاجتماعي متنفساً لعرض مواقفه وأفكاره مشاركاً شباب الوطن والعالم اهتماماتهم وقضاياهم وآمالهم.
في حين تلجأ رولا فتاة في الثامنة عشرة من العمر مقيمة في مدينة حمص إلى بعض المواقع الالكترونية المتخصصة بالبرامج التعليمية ولاسيما اللغة الإنكليزية مما يعينها في دراستها الثانوية كما أنها تتصفح بعض المواقع الفنية والاجتماعية للاطلاع على اخر صيحات الموضة وأخبار الفنانين.
في السياق ذاته قال الدكتور أحمد شعراوي متخصص في الإعلام الالكتروني بكلية الإعلام جامعة دمشق.. إن الإعلام الالكتروني استطاع عبر ما يتمتع به من ميزات جراء تمازج تكنولوجيا الإنترنت مع تطورات الحاسب الآلي أن يستحوذ على اهتمام كبير لدى الجمهور العام ما دفع باحثي الإعلام إلى القول إن الإعلام الإلكتروني شكل الإعلام الجديد وكل ما خلاه من وسائل الإعلام أصبحت بالنسبة له إعلاماً تقليدياً ولمجاراته اقتبست منه وسائل الإعلام بعض خصائصه مثل الآنية حيث نلاحظ اليوم أن العاجل أصبح يستخدم بكثرة في القنوات التلفزيونية ليعوض النقص في تحقيق السبق الصحفي الذي تتفوق به المواقع الإلكترونية.
وأضاف شعراوي.. إن اهتمام العالم اليوم يتجه نحو الإعلام الالكتروني ما دفع بعض أهم كبريات الصحف في العالم إلى إلغاء طبعتها الورقية واقتصارها على الطبعة الإلكترونية فقط مثل كريستيان ساينس مونيتور من أهم الصحف في الولايات المتحدة لإمكانية التوجه الى جمهور أوسع وأسرع بالإضافة لضغط النفقات فيما يتعلق بالطباعة والتوزيع والاهتلاك.
ويشاطر شعراوي الباحثين الإعلاميين الرأي ان الإعلام الإلكتروني هز أساسيات وسائل الإعلام فأصبح المتلقي مرسلا والمرسل متلقياً وغير شكل الرسالة الإعلامية بما يتناسب مع خصائص القائم بالاتصال وليس الجمهور واستطاع اختزال جميع خصائص وسائل الإعلام التقليدية عبر تقديم النص وملفات الصوت والصورة والخرائط والرسوم البيانية والأشكال والنماذج والفلاشات ورجع الصدى والدردشة الالكترونية.
وتابع .. إن الإعلامي أو الصحفي كان يعاني شح المعلومات ويجد صعوبة بالوصول إلى مصدرها وخاصة عند اللجوء إلى الأرشيف الورقي أما اليوم تقدم وسائل الإعلام الالكترونية الكثير من المعلومات مع سهولة الحصول عليها لدرجة أن الإعلامي اليوم أصبح يعاني من ضغط المعلومات وليس ندرتها ما يلقي على عاتقه مسؤولية اكبر للتدقيق والتحقق من صحتها قبل تبنيها في أي مادة إعلامية.
وعزا شعراوي الذي بحث مسالة المنافسة بين وسائل الإعلام وكانت محور أطروحته لنيل شهادة الدكتوراه اتساع وتنوع جمهور الإعلام الالكتروني لتوفر عاملين هامين الأول توفر واجادة استخدام الحاسب الآلي والثاني توفر خدمة الانترنت.
مؤكداً أن شريحة الشباب هي الأكثر استخداماً للإنترنت وتصفح المواقع الالكترونية على اختلاف تخصصها غير أنه يؤخذ على الإعلام الإلكتروني أنه يقدم مادة ثقافية ليست برصانة وسائل الإعلام التقليدية لاعتماده على السرعة الغزارة عبر ضخ كم هائل من المعلومات السريعة والسطحية دون تحليل خلافا للكتاب على سبيل المثال الذي يقدم معلومات تحليلية أكثر تخصصاً وعمقاً والبحث فيها استهلك وقتاً وجهداً كبيرين للوصول إليها وبالتالي الإعلام الالكتروني لا ينتج جمهورا نوعيا ومن هنا نصل إلى القاعدة الذهبية وهي "التكامل بين وسائل الإعلام..وتبادل الأدوار بين وسائل الإعلام والاتصال".
وبالنسبة لمصداقية الإعلام الالكتروني قال شعراوي إنها تعتبر نقطة ضعف يجب تلافيها عن طريق تنظيم الإعلام الالكتروني موضحا أن بعض المدونين والمواقع نتيجة السرعة لا تتأكد من صحة المعلومة فتقع في الأخطاء المقصودة وغير المقصودة والمفترض أن تكون المواقع الالكترونية وسيلة إعلام رصينة شأنها شأن وسائل الإعلام التقليدية وأن تراعي الأخلاق المهنية وتتأكد من صحة المعلومة حتى لا تفقد جمهورها في ظل الكم الهائل للمواقع على شبكة الانترنت.
من جهته قال عمر الشعار مدير تحرير القسم الانكليزي في موقع دي برس الإخباري المنوع السوري.. إن المتابعة الالكترونية وخاصة للصحفي تعد مصدرا للمعلومات ومولداً لأفكار تعالج بقوالب صحفية مختلفة عبر التواصل مع الجمهور والاطلاع على الآراء والاقتراحات يتم تبنيها في مادة صحفية تحظى باهتمام وتأثير كبيرين لدى متصفح الموقع.
وأضاف الشعار أن خاصية التعرض التلقائي التي يتمتع بها الإعلام الإلكتروني تمكن القائم بالاتصال والمتصفحين له على السواء من متابعة التدفق الهائل في المعلومات والأخبار على المواقع الإلكترونية مختلفة التخصص ومنها مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع وسائل الإعلام التقليدية وبالتالي سهولة الحصول على المعلومة وفي أي مكان أو زمان ومتابعة الأحداث وخاصة المحلية موضحاً أن دي برس يقدم تقارير بالعربية والانكليزية يركز فيها على نشاطات المراكز الثقافية الأجنبية في سورية.
وأكد أهمية مراعاة خصائص الإعلام الالكتروني لدى كتابة المادة الإعلامية كون متصفح الانترنت ملولا وأمامه خيارات كثيرة للحصول على المعلومات التي تشبع حاجاته ورغباته في مواقع إلكترونية أخرى ويجب ألا يتجاوز عدد الكلمات في خبر الفن والمنوعات والمجتمع بين 200-300 كلمة وفي التحقيق الاقتصادي أو الاجتماعي ما بين 600-800 كلمة موثقة بأدلة وشهادات أما التقرير المصور المحمول فلا تتجاوز مدته 10 دقائق يعالج من خلال موضوعاً آنياً بعدة جمل صوتية أو مكتوبة موثقة بالفيديو مشيراً إلى أن موقع دي برس هو أول موقع سوري استخدم هذا النوع من التقارير المصورة وكانت مادته فنية واجتماعية.
ورأى الشعار أن أفضل الأنواع الصحفية ملاءمة للصحافة الإلكترونية هو الخبر المختصر المرفق بتقرير فيديو كونه يحقق التكامل بين عناصر المادة الإعلامية من نص مكتوب ومقروء ومؤثرات صوتية وصور ورسوم توضيحية وفيديو وأن أكثر أنواع الأخبار قراءة هي الرياضية تليها الفنية والاجتماعية ثم الإخبارية.
وقال الشعار إن الإعلام الإلكتروني في سورية في تطور مستمر من الناحية المهنية والتكنولوجية كسائر وسائل الإعلام الأخرى ولاسيما في ظل قانون الإعلام الجديد الذي يعد أوسع واشمل للعمل الصحفي مؤكداً أهمية إفساح هامش اكبر من الحرية لتغطية الأحداث المحلية والعالمية بوجهة نظر سورية تعكس واقع الحال بكل صدق وشفافية بحيث تؤكد أو تصوب أو تدحض الأخبار والمعلومات الهائلة التي تبثها وسائل الإعلام حسب مصالح وتوجهات معينة.
ودعا الجهات المعنية إلى إيلاء الإعلام الإلكتروني اهتماماً أكثر من منطلق دوره الفاعل المؤثر والمتأثر بواقع الحال مشيراً إلى أن القوانين والقرارات الإعلامية السابقة تغيب عنها النصوص القانونية الناظمة للعمل في الإعلام الالكتروني.