زلازل ، حرائق ، تسونامي ، فيضانات ، أعاصير ، براكين ، انهيارات وانزلاقات أرضية ، كلها ضربت أنحاء كثيرة من العالم خلال العقد الأول من القرن الواحد والعشرين ونجمت عن هذه الكوارث خسائر بشرية كبيرة وأضرار مادية فادحة جداً.
ومن متابعة سلسلة هذه الكوارث يتبين أن العالم يشهد كارثة كبيرة بمعدل كل بضعة شهور وتزهق أرواح الآلاف من البشر مع كل واحدة من هذه الكوارث.
فمنذ بداية هذا العقد، شهد العالم أكثر من عشرين كارثة طبيعية كبيرة.. في الصين وهايتي وتشيلي وغواتيمالا وأيسلندا وباكستان وإيران والهند وإندونيسيا وأستراليا والولايات المتحدة، وها هي اليابان لا تزال تحاول السيطرة على الإشعاعات النووية من المفاعلات التي تضررت بفعل أمواج التسونامي التي نجمت عن الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد.
في ما يلي أبرز الكوارث الطبيعية التي شهدها العالم في العقد الأول من هذا القرن:
زلزال اليابان (2011)
في الحادي عشر من آذار الماضي ضرب زلزال هو الأقوى في تاريخ اليابان المناطق الشمالية من البلاد وسبَّب حدوث تسونامي رهيب بحيث اندفعت مياه البحر بأمواج بلغ ارتفاعها ثلاثين متراً داخل المناطق السكنية بعمق عدة كيلومترات فجرفت أمامها كل شيء ، السفن والقوارب والبيوت والسيارات والبشر فأحدثت دماراً أكبر بكثير من الدمار الذي نجم عن إلقاء القنبلتين الذريتين على هيروشيما وناغازاكي في نهاية الحرب العالمية الثانية.
وسبَّب الزلزال أيضاً إلحاق أضرار فادحة بعدة مفاعلات نووية في منطقة فوكوشيما تسربت منها إشعاعات نووية باتت تهدد حياة الملايين من البشر في اليابان وخارجها.
أما الخسائر البشرية فلا تزال السلطات عاجزة عن تحديد أعداد الضحايا ، فبالإضافة إلى التأكد من مقتل أكثر من أحد عشر ألف شخص لا يزال قرابة خمسة عشر ألفاً في عداد المفقودين حتى إعداد هذا الموضوع للنشر.
زلزال الهند (2001)
في السادس والعشرين من كانون الثاني الذي يصادف يوم الجمهورية ضرب زلزال بقوة 7.6 درجات على مقياس ريختر مقاطعة غواجارات الجنوبية مما سبَّب مقتل اثنين وعشرين ألف شخص وإصابة مائة وخمسين ألفاً وتشريد مئات الآلاف.
زلزال إيران (2003)
في السادس والعشرين من كانون الأول ضرب زلزال بقوة 6.6 درجات على مقياس ريختر مدينة بام التاريخية في جنوب البلاد والمنطقة المحيطة بها وسبَّب مقتل أكثر من خمسة وعشرين ألف شخص وإصابة ثلاثين ألفاً وتشريد عشرات الآلاف.
الإعصار جين (2004)
يعتبر الإعصار جين الأسوأ والأكثر ضرراً بين الأعاصير التي وقعت عام 2004. ففي الرابع والعشرين من أيلول اجتاح هذا الإعصار برياح بلغت سرعتها 240 كيلومتراً في الساعة هايتي وجزر البهاما ووصل في نهاية الأمر إلى ولاية فلوريدا الأميركية. ونجم عن الإعصار موت أكثر من ثلاثة آلاف شخص في هايتي بالإضافة إلى عدة عشرات في الدومينيكان وبورتو ريكو وفلوريدا.
ويقول الخبراء ان الإعصار جين يحتل المركز الثاني عشر بين الأعاصير الأكثر تدميراً في تاريخ المحيط الأطلسي وقد أطلق عليه السكان وصف الإعصار الحقير.
زلزال المحيط الهندي (2004)
يقول الخبراء إن الزلزال الذي وقع في المحيط الهندي في السادس والعشرين من تشرين الثاني وبلغت قوته 9.2 درجات على مقياس ريختر وموجات التسونامي التي نجمت عنه هو الثالث بين أسوأ الزلازل التي شهدها المحيط الهندي حتى الآن فقد امتدت أضراره من إندونيسيا شرقاً حتى الصومال غرباً.
وسبَّب هذا الزلزال وفيضانات التسونامي التي بلغ ارتفاع أمواجها ثلاثين متراً مقتل ما لا يقل عن مائتين وثلاثين ألف شخص بالإضافة إلى الأضرار المادية الفادحة.
الإعصار كاترينا (2005)
يعتبر هذا الإعصار الأسوأ والأكثر أضراراً بين الأعاصير كافة التي ضربت السواحل الأميركية حتى الآن، كما أنه يحتل المركز الخامس بين أقوى الأعاصير التي ضربت الولايات المتحدة في تاريخها.
وقد سبَّب هذا الإعصار والفيضانات التي تبعته وفاة قرابة ألفي شخص أما الخسائر المادية فقد تجاوزت الثمانين مليار دولار.
وكان هذا الإعصار قد تشكل في أجواء جزر البهاما في 23 آب واشتد بصورة رهيبة فوق خليج المكسيك قبل أن يضرب المناطق الجنوبية الشرقية لسواحل ولاية لويزيانا يوم 29 من الشهر ذاته ويصل إلى أواسط تكساس المجاورة قبل أن يتجه شرقاً إلى فلوريدا ملحقاً أضراراً فادحة في العديد من الولايات.
قبل وصول الإعصار إلى لويزيانا حذرت الأرصاد الجوية من المخاطر لكنها لم تتوقع أن يكون الإعصار قادراً برياحه التي بلغت سرعتها مائتي كيلو متر في الساعة على اقتلاع وجرف السدود المقامة على الشواطئ لحماية المنطقة وبالذات مدينة نيو أورليانز التي تقع تحت مستوى سطح البحر.
الإعصار ستان (2005)
شهد عام 2005 العديد من الكوارث الطبيعية فبعد أقل من شهر على إعصار كاترينا أي في 17 أيلول تشكل فوق المحيط الأطلسي الإعصار ستان ، ومع أن التقديرات أشارت في البداية إلى أنه سيكون ضعيفاً إلا أن الأمر تغير بشكل كبير وسبَّب هذا الإعصار موت ما لا يقل عن ألف وخمسمائة شخص بالإضافة إلى أضرار مادية فادحة في المكسيك وغواتيمالا وغيرهما من دول أميركا الجنوبية.
زلزال باكستان/ كشمير (2005)
في الثامن من تشرين الأول ضرب زلزال مدمر بلغت قوته 7.6 درجات على مقياس ريختر الجزء الباكستاني من كشمير مما سبَّب مقتل أكثر من خمسة وسبعين ألف شخص ووصلت الهزات الارتدادية إلى العديد من الدول المجاورة كالصين وطاجيكستان.
زلزال إندونيسيا / جاوا (2006)
في 17 تموز أي بعد سنة ونصف السنة على الزلزال والتسونامي اللذين ضربا إندونيسيا، ضرب زلزال آخر منطقة جاوا الإندونيسية بقوة 7.7 درجات على مقياس ريختر مما سبَّب مقتل سبعمائة شخص وإصابة أكثر من عشرة آلاف.
إعصار ميانمار (2008)
في الثاني من أيار ضرب إعصار قوي العديد من مناطق ميانمار (بورما سابقاً) بما فيها العاصمة رانغون مما سبَّب مقتل ما لا يقل عن مائة وثمانية وثلاثين ألف شخص بالإضافة إلى خسائر مادية فادحة قدرت بعشرة مليارات دولار.
ونجم عن هذا الإعصار تشريد عدة ملايين من البشر الذين وجدوا أنفسهم بلا مأوى.
عواصف وزوابع الجنوب الأميركي (2008)
تعرضت الولايات الجنوبية لسلسلة عواصف هوجاء في هذا العام. ففي يومي 5 و 6 شباط ضربت عاصفة مدمرة وتبعها 87 إعصاراً العديد من المناطق في ولايات أركنساس وأيوا وجورجيا وأكلاهوما.. وفي 26 مايو ضربت العواصف المدمرة هذه الولايات للمرة الثانية مما سبَّب مقتل ما لا يقل عن مائة وخمسة أشخاص وهو أعلى رقم للخسائر البشرية الناجمة عن العواصف التي ضربت أميركا طوال السنوات العشر الأخيرة.
عواصف أستراليا الرملية (2009)
يقول خبراء الأرصاد الجوية إن العواصف الرملية التي ضربت البلاد يوم 23 أيلول هي الأسوأ التي تشهدها أستراليا منذ سبعين عاماً وأكثر.. فقد غطت العاصفة عشرات المناطق المأهولة بطبقة كثيفة من الرمال الحمراء كما أن أجواء المنطقة قد ملأها التراب.
ويضيف الخبراء أن الرمال غطت عشرات المدن والقرى بصورة لم تشهدها البلاد في تاريخها الطويل وذلك بعد موسم من الجفاف والقحط.
زلزال تشيلي (2010)
بعد أقل من شهرين على زلزال هايتي ضرب زلزال مدمر تشيلي المجاورة يوم 27 شباط مما سبَّب مقتل أكثر من خمسمائة شخص لكن الأضرار المادية كانت فادحة جداً وتوزعت على ثماني ولايات بما فيها العاصمة سانتياغو.
وتبعت الزلزال الذي بلغت قوته 8.8 درجات على مقياس ريختر أمواج عاتية ضربت المناطق الساحلية وكانت مدينة كونابسيون ثانية أكبر مدن البلاد هي الأكثر تضرراً من الفيضانات التي سببها تدفق مياه البحر نحو اليابسة.
فيضانات باكستان (2010)
تعرضت باكستان خلال شهري تموز و آب لفيضانات مدمرة سبَّبت مقتل ما لا يقل عن ألف وخمسمائة شخص وتشريد أكثر من سبعة عشر مليوناً.
وقال خبراء الأرصاد الجوية إن هذه الفيضانات هي الأسوأ التي شهدتها باكستان في تاريخها، ووجد الناجون من هذه الفيضانات أنفسهم يواجهون خطر انتشار الأمراض بسبب الجثث التي تحللت وتفسخت وانقطاع مياه الشرب عن السكان في إقليمي السند والبنجاب.
عواصف كاليفورنيا (2010)
تعرضت معظم مناطق كاليفورنيا في شهر كانون الثاني لسلسلة عواصف رعدية ماطرة ألحقت أضراراً فادحة بالولاية التي لم تكن قد تمكنت من السيطرة على الحرائق الكبيرة بعد مما دفع حاكمها لإعلان حالة الطوارئ.
وقد أُخليت المناطق المتضررة من سكانها بسبب الانهيارات الأرضية التي جرفت العديد من المنازل.
زلزال الصين (2008)
ضرب زلزال بلغت قوته ثماني درجات على مقياس ريختر إقليم شيشوان يوم 12 مايو مما سبَّب موت ما لا يقل عن سبعين ألف شخص في هذا الإقليم الواقع في المنطقة الغربية من الصين. ويبلغ تعداد سكان هذا الإقليم الجبلي أكثر من خمسة عشر مليون نسمة.
زلزال هايتي (2010)
ضرب زلزال بقوة 7 درجات على مقياس ريختر العاصمة بورت أوبرنس في 12 كانون الأول مما سبَّب موت ما لا يقل عن مائتي ألف شخص وتشريد عدة ملايين من سكان العاصمة والمناطق المجاورة، أما الأضرار المادية فلا تزال السلطات عاجزة عن تقديرها بسبب الدمار الكبير الذي سببه الزلزال.
حرائق كاليفورنيا (2009)
شهد العديد من مناطق الغابات والأحراش المطلة على مدينة لوس أنجلوس سلسلة حرائق بسبب الجفاف.
ففي أواخر شهر مايو اندلعت العديد من هذه الحرائق وتواصلت حتى نهاية نوفمبر. وقدر المسؤولون عدد الحرائق الرئيسية التي شهدتها المناطق الجنوبية من ولاية كاليفورنيا بستة وثلاثين مما سبَّب أضرارا مادية فادحة لكن الخسائر البشرية لم تتجاوز عشرة أشخاص.
انهيارات البرازيل (2011)
ابتداء من 13 كانون الثاني غمرت مياه الفيضانات والانهيارات الأرضية عشرات القرى والبلدات في المناطق الجنوبية من البرازيل وسببت مقتل أكثر من خمسمائة شخص.
بركان أيسلندا (2010)
كأن العالم لم يكفه ما أصابه من زلازل وتسونامي سنة 2010 فجاء بركان أيسلندا ليلحق أضراراً فادحة بالبلاد كما سبَّب إغلاق المجالات الجوية للدول الأوروبية كافة ووقف حركة الطيران في مطارات هذه الدول.
وقدرت الخسائر التي تكبدها قطاع الطيران وحده بأكثر من مائتي مليون دولار كل يوم.