أطل علينا شهر رمضان في هذا الموسم مع عدد خجول من الأعمال الدرامية السورية قياساً إلى المواسم الماضية التي كانت تـهطِلُ على المشاهد العربي عموما والسوري خصوصا حِملاً ثقيلاً جداً من الأعمال الدرامية السورية المتنوعة الأشكال والمواضيع، حيث تجاوز عددها في إحدى السنوات الخمسين مسلسلاً.
ورغم العدد القليل من الأعمال الدرامية هذا العام إلا أنها تنوعت بين الاجتماعي والكوميدي والشعبي ومسلسلات البيئة الشامية والسيرة الذاتية، بعضها حاز رضا المشاهدين واستحوذ على اهتمامهم ومتابعتهم، والبعض الآخر لم يرق إلى مستوى ذوق المشاهد الذي هجره دون تردد. عماد السروجي قال: (دراما 2011 جيدة جداً، وتناولت الكثير من القضايا والقصص الواقعية، وعرضتها بطريقة مدروسة ومؤثرة مثل مسلسل العشق الحرام الذي جذب المشاهدين بشكل كبير، فهو مسلسل واقعي جداً، والفنان قصي خولي أبدع وتألق بدوره فعكس مجهوداً نفسياً وجسديا يشكر عليه، فقد تقمص الدور بشكل رائع). ريما محمد: (تابعت هذا العام الجزء الثالث من مسلسل صبايا، كشف الأقنعة، الغفران، بقعة ضوء، العشق الحرام، الخربة.... وهي ترى أن أفضل الأعمال التي عرضت في الموسم الماضي العشق الحرام وكشف الأقنعة، وهي ترى أن العمل الأسوأ هو مسلسل الغفران الذي كان بطيئاً جداً بمجريات أحداثه ومملاً وعمد صانعوه إلى إطالته والاعتماد على الحشو ليمتد على أيام شهر رمضان حسب رأي ريما....).
بتول نحاس قالت: (مسلسلات هذا العام على العموم كانت عادية جداً قياساً إلى العام الماضي، تميز بعضها مثل مسلسل جلسات نسائية للمخرج مثنى صبح، ومسلسل طالع الفضة كان مميزاً جداً، ومسلسل الخربة العمل الأجمل كوميديا فشركات الإنتاج السورية لم تنتج عملاً كوميدياً على هذا المستوى منذ سنوات طويلة.
مسلسل صبايا كان الأسوأ والأسخف حسب رأي بتول التي أكدت أنه عبارة عن عرض أزياء مبتذل، كما أن مسلسل الدبور في جزئه الثاني لم يضف للجزء الأول على الإطلاق).
روعة كسار قالت: (تابعت مسلسل رجال العز، الدبور، ومرايا 2011..... أما صبايا فكان أسوأ عمل.... على العموم المسلسلات لهذا العام كانت جيدة، ولكن لم تكن الدراما السورية بأوجها مثل السنوات الماضي).
عشرة أعمال اجتماعية
ثلاثة وعشرون مسلسلا سورياً أبصرت النور وغزت الفضائيات هذا العام من بينها عشرة أعمال اجتماعية هي: السراب، جلسات نسائية، الولادة من الخاصرة، العشق الحرام، كشف الأقنعة، سوق الورق، ملح الحياة، الغفران، تعب المشوار، ومسلسل شيفون الذي اشتراه التلفزيون السوري بمبلغ لم يسبق أن دفعه مقابل أي عمل مشترطاً أن يعرض على شاشته بشكل حصري، ليفاجأ صانعو المسلسل والجمهور الذي ينتظره بإيقافه لأسباب قيل إنها رقابية.
تقول راما قيومجيان: (تابعت هذا العام عدة أعمال إلا أن العمل الأفضل بينها كان مسلسل جلسات نسائية، أما الولادة من الخاصرة فمبالغٌ كثيراً بمجريات أحداثة فلا أعلم من أين أتى كاتب العمل بأحداث وأشخاص من هذا النوع وكأنهم أشخاص من المريخ، العشق الحرام والسراب كانا جيدين، والغفران جميل ولكن سير أحداثه بطيء).
مسلسل واحد فقط سيرة ذاتية
مسلسل في حضرة الغياب الذي تناول حياة الشاعر الفلسطيني محمود درويش وكلف منتجه خمسة ملايين دولار وتحضيراً أكثر من سنتين لاقى اعتراضات وجدلاً لدى جمهور المشاهدين، خاصة الجمهور الفلسطيني الذي يرى أن المسلسل لم يرق كثيرا لتناول شاعر بقامة وقيمة درويش، وما يمثله للوجدان الفلسطيني.
وفي استطلاعنا الذي قمنا به لاحظنا غياب المسلسل عن جدول المتابعة الدرامية عند الفئة الأكبر من المشاهدين الذين التقيناهم - مع تأكيد أننا اخترنا عينة عشوائية غير مدروسة..
يقول سامي مرتضى: مسلسل محمود درويش من الأعمال النخبوية والموجهة إلى الجمهور المثقف لأن الشاعر محمود درويش شاعر النخبة... المسلسل على العموم جميل إلا أنه ظلم لأنه لاقى هجوما لا مبرر له منذ الحلقة الأولى، وأظن أن المسلسل سيأخذ حقه من حيث العرض والمشاهدة بعد رمضان.
أعمال كوميدية
ولعل المسلسلات الكوميدية هذا العام احتلت حصة الأسد من اهتمامات المشاهدين... ونذكر من هذه المسلسلات مرايا 2011، بقعة ضوء الجزء الثامن، بومب أكشن، آخر خبر، صايعين ضايعين، خربة، أيام الدراسة الذي لم يحظ بموعد جيد على برنامج العرض الخاص بقنوات التلفزيون السوري حيث عرض على قناة سورية دراما الساعة الثانية عشرة ظهراً وبالتالي لم يتمتع بنسبة مشاهدة عالية....
ومن الأعمال الكوميدية لهذا العام أيضاً يوميات مدير عام الجزء الثاني، الجزء الثالث من صبايا.
جميل الأحمد قال: (أغلب الأعمال كانت جميلة ومسلية على العموم، أما الأعمال الكوميدية فقد تألقت هذا العام خاصة مسلسل مرايا، صايعين ضايعين، والجزء الثاني من يوميات مدير عام، ومسلسل الخربة الذي أمتعنا بعودة الكبير دريد لحام بعد انقطاع طويل عن الدراما السورية، أما مسلسل بقعة ضوء لم يدهشنا كالعادة هذا العام فقد اعتدنا لوحات غنية ومتنوعة).
منار طه قالت: (أعجبت جدا بالأعمال الدرامية لهذا العام والواضح أن جميع الفنانين بذلوا جهودا واضحة، الأعمال كلها متقنة كما هي عادتها، فالدراما السورية غنية عن التعريف، ولكن لم أر أن هناك داعياً لجزء ثالث من مسلسل صبايا لأنه لم يقدم جديداً وخصوصاً التغيرات التي حدثت في شخصيات الصبايا والتي حولت العمل إلى مسلسل آخر لا يشبه صبايا في الجزأين الأول والثاني).
(مسلسل الخربة هو الأجمل والأمتع حسب نبال سيوفي التي قالت: مسلسل الخربة أكثر من رائع وهو أمر طبيعي بالنسبة للمخرج الليث حجو الذي سبق أن قدم أسطورته ضيعة ضايعة).
مسلسلات البيئة الشامية
الزعيم، رجال العز، الدبور، طالع الفضة جميعها مسلسلات عكست البيئة الشامية وحازت رضا محبي هذا النوع من المسلسلات.
باسمة ريحاوي: (تابعت مسلسل الغفران، الزعيم، طالع الفضة، بقعة ضوء، الخربة، كشف الأقنعة والعشق الحرام، وبرأي باسمة فإن أفضل مسلسل لهذا العام من بين المسلسلات الاجتماعية مسلسل العشق الحرام، أما أفضل عملين كوميديين هما الخربة وبقعة ضوء، وأفضل عمل بيئة شامية كان مسلسل طالع الفضة الذي أكدت باسمة أنه عمل مختلف عن كل الأعمال التي قدمت في السنوات الماضية والتي تتحدث عن البيئة الشامية... ولم تر باسمة أن هناك أعمالاً سيئة قدمت هذا العام فبنظرها كانت الأعمال كلها جيدة على العموم....).
ليال عياش أكدت: (أن أعمال هذا الموسم كانت متنوعة وجميلة ومشوقة، تناولت أكثر من موضوع جديد لم تتطرق له من قبل، فكان هناك مسلسلات اجتماعية وأخرى عكست البيئة الشامية، وسيرة ذاتية إضافة للأعمال الكوميدية... بالنسبة لي تابعت مسلسل الخربة، بقعة ضوء، كشف الأقنعة، الغفران الذي تألقت فيه الفنانة سلاف معمار جداً فقدمت أقصى جهودها وأفضل ما عندها).
لا مسلسلات ولا دراما
الأزمة السورية التي تمر بها البلاد سرقت بهجة الشهر الفضيل وعكرت صفو السوريين فقرر البعض الاعتكاف والاكتفاء بنشرات الأخبار.... وآخرون هجروا التلفاز وما فيه.
يقول عبد الله حامد: (لا يوجد وقت للمسلسلات وللدراما، البلد على كف عفريت، بالنسبة لي لا أتابع إلا الأخبار السورية فما يهمني الآن هو أوضاع البلد ومستقبله الذي يقلقني).