من هو الله؟
والجواب من القرآن والسنة، فإن أول من شهد بالوحدانية لله هو الله، قال تعالى: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [آل عمران: 18]. فإن أول من شهد بالوحدانية لله هو الله، وإن أعرف الناس بالله هو حبيبنا رسول الله، لذا فلن تسمع مني جوابا لهذا السؤال الجميل إلا بآية من كتاب ربنا الجليل أو حديث من كلام البشير النذير .
من هو الله؟ يرد ربنا جل وعلا: اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ [البقرة: 255].
من هو الله؟ الله يجيب ويقول: هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [الحشر: 22-24].
من هو الله؟ الله سبحانه يجيب: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ [سورة الإخلاص].
وفي الحديث الصحيح الذي رواه مسلم من حديث أبي موسى الشعري أن الحبيب قال: ((إن الله لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل، حجابه النور، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه)).
وفي صحيح مسلم من حديث أنس أنه قال: نهينا إن نسأل رسول الله ، فكان يعجبنا أن يجيء الرجل العاقل من البادية ـ أي: من الصحراء ـ ليسأل رسول الله ونحن نسمع، فجاءه أعرابي ذات يوم، فقال الأعرابي لنبينا محمد : يا محمد، لقد أتانا رسولك فزعم أن الله أرسلك، فقال المصطفى: ((صدق رسولي))، فقال الأعرابي الفقيه: يا محمد، من الذي رفع السماء؟ فقال المصطفى: ((الله))، فقال الأعرابي: فمن الذي خلق الأرض؟ فقال المصطفى: ((الله))، فقال الأعرابي: فمن الذي نصب الجبال وجعل فيها ما جعل؟ فقال المصطفى: ((الله))، فقال الأعرابي: فأسألك بمن رفع السماء وخلق الأرض ونصب الجبال وجعل فيها ما جعل آلله أرسلك؟ فقال: ((اللهم نعم)). والشاهد هو إجابة الرسول على جميع الأسئلة، وهي إجابة واحدة: الله، الله.
وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أن حبرا من أحبار اليهود جاء يوما إلى الرسول فقال: يا محمد، إنا نجد عندنا في التوراة أن الله تعالى يجعل السماوات على أصبع ويجعل الأرضين على أصبع ويجعل الماء والثرى على أصبع ويجعل الشجر على أصبع ويجعل سائر الخلائق على أصبع، ثم يهزهن ويقول: أنا الملك، فضحك النبي من كلام الحبر حتى بدت نواجذه، ثم قرأ النبي قول الله تعالى: وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ [الزمر: 67]