عندما ننجذب إلى شخص ما ندرك أن له علينا قوة وسحراً يستحوذان على اهتمامنا، فيسيطر بحضوره الطاغي على الجالسين، وأن هذه الهالة التي يتمتع بها تشع دون قصد منه، هذه الشخصية تترك انطباعاً أخاذاً في النفس لا يمحى أبداً، وحينما نصف امرأة بالجاذبية - رغم أنها لا تملك صفات المجال المثلي - فان فيها قوة مغناطيسية تلقائية تلفت إليها القلوب بفعل أثرها الطيب في النفس، يبقى شيء من ذراتها الإيجابية عالقاً في الذاكرة رغم غيابها، فليس التأثير آتياً كرد فعل في لحظة خاطفة تلتقطها العين ، ثم تعتاد عليها بفعل الألفة والروتين، وإنما شيء يدوم ويتأصل ، لهذا تبقى الشخصية الجذابة لصيقة في النفس دائمة الأثر ، كبيرة الحضور معطاء ، بهذا الوهج الشفاف الذي يرشح عذوبة دون تصنع وافتعال، فما هي صفات هذه الشخصية التي حباها الله بهذه النعم، دعونا نستعرض الآتي:-
إنسان متصالح مع نفسه، وبالتالي يعيش دوماً في حالة حب وتقدير لذاته يحترم الآخرين ويشبعهم حناناً ، يتعامل معهم كما لو كان يخاطب ذاته ويحاور نفسه، يحرص على رضاهم ومحبتهم لأنه طيب النية قاصداً الخير في تعامله مع الناس أنه بالضبط كالواقف أمام عدد كبير من المرايا يبتسم فترتد الابتسامة له ، وتلك المرايا هي الناس يتعامل معهم بصدق وثقة وينطلق في أسلوبه من باب أحب لأخيك ما تحب لنفسك، واكره له ما تكره لها . يعرف كيف يسيطر على غضب الآخرين وامتصاص نقمتهم ، وتلطيف الأجواء عبر نبرة صوت هادئة وابتسامة لطيفة، يتحكم في نفسه ويسيطر على الأجواء بأسلوبه الهادئ الجذاب ودبلوماسيته الذكية.
انه متحمس ، متدفق بالعاطفة ، حينما يؤمن بقضية يستطيع أن يقنعك بها ، نظراً لحماسه المفرط ، فهو يتحدث عنها بقناعة وإيمان وصدق وتدفق انفعالي سخي يدفعك إلى تصديقه ، لاحظ بعض الشركات في الدول المتقدمة تختار مندوب مبيعات مميزاً، يتمتع بجاذبية في أسلوبه ومقدرة على لفت الانتباه ، يستطيع بحماسته أن يقنع الزبون بفائدة السلعة وكفاءتها فتشتري على الفور ، بينما البائع الفاتر الحماس ، الخامل ، يدفعك إلى الهروب من المحل فوراً ، فالشخص المتحمس يدفع الآخرين إلى التحمس والاصطباغ بصبغته ، لهذا كان القادة السياسيون دوماً يتمتعون بهذه الصفة الجاذبة يؤثرون في الناس عبر خطبهم الحماسية.
الثقة بالنفس .. لوحظ من خلال الدراسات أن العديد من الرجال أصحاب القدرة العادية أو الضعيفة يصلون إلى أبعد من ذلك الذي يحققه غيرهم من أصحاب المواهب البارزة ، لا لشيء إلا لأنهم يعرفون كيف يتصرفون بثقة . كما أن النساء الفائقات الجمال يفقدن بريق جمالهم بسبب تصرفاتهن المهزوزة حينما يتشككن بجمالهم لأنهن يتصرفن من وحي هذا الجمال لا من وحي الشخصية الواثقة ، ولهذا كثيراً ما ترى في مسابقات الجمال الفتيات الأقل جمالاً يكسبن اللقب بسبب جاذبيتهن التي تدعمها الثقة في التصرف.
يقول " بوب بيل" مؤسس معهد بيل للشخصية .. لا أحد يحب ذلك الشخص المتردد المتذبذب الذي يتصرف وكأنه لا يعرف تماماً ما يتحدث عنه أو يريده ، وأننا بالغريزة نحب ذلك الشخص الذي يعرف ما يتحدث عنه أو يريده ، وإننا بالغريزة نحب ذلك الشخص الذي يعرف ما يريده ويتصرف ، كما لو كان يتوقع الحصول عليه ، فالناس لا تحب المترددين والفاشلين ، إيحاءات هذه الشخصية داعمة لموقفه لأنه يتصرف كما لو كان غنياً بالفعل وهو فقير ، يتحدث عن فوزه في الانتخابات، كما لو كان بالفعل انه فائز ، هذه المرأة تشعر أنها جميلة وناجحة رغم أنها دون ما يراه الناس .. المهم هو النفس المفعمة بالثقة والإشعاع الداخلي الآتي من الأعماق