ما أحلى الدموع
ليس لي معها إلا أجمل الذكريات .
ما أحلى ليالٍ أمضيتها ، تتفجر فيها تلك النقاط الشفافة المالحة. تسيل لتجد مكانها القديم وما أحلى رقة القلب حيث تسيل الدموع .
وما أحلى لحظة الضعف حين نستسلم لها فنصبح كتلك الريشة ، في مهب الريح.
دموعي أين أنتِ ؟
أتهجرين
المحب القديم فتغيبين شهوراً بل سنوات . أتتركين قلباً نابضاً رقيقاً ،
اعتاد أن يستقي منك الروح تهجرينه فتجف منه الأطراف حتى يقسو ويقسو وكيف
ينبض القلب القاسي وكيف له أن يجد الدم الحار الذي كان يجري فيه فيندفع
ليبعث الحياة في الأطراف والجسد. بل كيف لذلك الذي قسى ، كيف لقلبي الذي لم
يجد السقيا منك أن يجد ما كان عليه. كيف سيفتح أبوابه ليُدخل فيه أطراف
المعمورة كما كان.
ما أحلى الدموع
تفيض فيفيض معها الحب تثور فتتشقق لها الصخور تنبعث فينبعث معها الأمل.
وما ألذ حزنك يا دموعي أجد
فيك ما أضعت أجد فيك حياةً يعلم الله ، أنني ما وجدتها إلا لحظة اندفاعك
حارةً قوية على وجنتي التي غطاها الشيب فيعود القلب للنبض من جديد وتعود
الحياة لتلك النبتة تلك الغرسة تلك الضعيفة التي هي روحي. ما أحلاها وما
أحلى ما تأتي به وما تحدّرتِ يوماً يا دموعي إلا وجدتني بعدك حياً قوياً.
دموعي أنتظرك ولا أملّ أنتظرك وأنتظر الخير الذي تأتين به.
وما
انهمرتِ لحظة إلا فاضت معك الزفرات ، واندفعت الهمم فرأيتني أقوم لأصعد من
جديد ، لأقف من جديد بعد كبوات توالت حتى ظننتُني قد فارقت الحياة
ما
أحلاها رقراقةً كانت أم سوداء ومن مقلتي اندفعت أم من اليراع وعلى خدودي
سالت أو على أحب ما تمسكه يدي وريقات بيضاء في كراس أزرق بدأ يمتلك من قلبي
شيئاً ويرسم من دموعي لوحات.