عراب الشام
الجنس :
عدد المساهمات : 4216
العمر : 40
| إعداد المدرسين وهم في خدمة التدريس |
| إعداد المدرسين وهم في خدمة التدريس: " نحن نؤمن بإعداد المدرس للتدريس، قبل أن يمتهن هذه المهنة، ولكن ثمة إعداد آخر للمدرسين وهم في خدمة التدريس، فمن منا ينكر أنه تعلم الكثير من سر مهنة التدريس أثناء مزاولته لهذه المهنة مزاولة فعلية، من اجل ذلك نجد أن هناك نفراً ليس بقليل من المربين ينادي بضرورة الاستمرار في تزويد المدرسين بالثقافة التربوية أثناء مزاولتهم لهذه المهنة، ومثل هذا الإعداد أمر هام للاعتبارات التالية: أولاً: لأن معظم المدرسين يلتحقون بمهنة التدريس، ورأس مالهم من الإعداد لها بسيط، هذا الوقت الذي نعلم فيه أن هذه المهنة من أصعب المهن ومن أكثرها أهمية وأن مدة الإعداد في المعاهد ضئيلة لا تحقق الهدف منها، من أجل ذلك لا بد من تكملة هذه الثقافة التربوية أثناء القيام بالتدريس، على أن هذا الأمر لا يقتصر على المدرسين الذين قصرت مدة إعدادهم قبل امتهان المهنة فحسب بل ينطبق أيضاً على من طالت مدة إعدادهم، فالإعداد الكامل للمدرس قبل امتهان المهنة أمر يكاد يكون مستحيلاً. ثانياً: إن إعداد المدرسين وهم في الخدمة أمر ضروري جداً، وذلك لأن الكفاءة المهنية لا يمكن أن تبقى راكدة، فنظريات التربية والتعليم مثلها كمثل أي مهنة أخرى تتقدم تقدماً سريعاً، فعنصر التجريب والاستقصاء في أمور التربية والتعليم يزودنا بطرق جديدة، وإن المدرس يجب أن يلم بهذه الآراء الجديدة وبقاؤه دون إلمام بها يجعله جاهلاً جامداً." استبقاء أو احتفاظ المدرس بحيويته المهنية: " إن المشرفين على أمور التربية في المدارس عليهم مسؤولية مزدوجة لزيادة استنارة المدرسين في الخدمة: أ- المسؤولية الأولى: إذا كان هؤلاء المشرفون على المدارس يديرون أهم عمل في المجتمع، وإذا كانت التبعات الملقاة عليهم جساماً فهذا لا يمنعهم مطلقاً من أن يجدوا الوقت الذي يمكنهم من متابعة الدراسة التي تزيد نموهم المهني، ويتحقق هذا عن طريق الاطلاع الكتب، والمجلات، وزيارة المدارس الأخرى. والتبصر بالنظريات الجديدة وبالتغيرات المستحدثة في ميدان التربية والتعليم وبحضور حلقات الأبحاث، وبالسفر إلى البلاد الأخرى وبالاستماع إلى المحاضرات العلمية، وما شاكل ذلك. ب- المسؤولية الثانية: وهي الملقاة على عاتق المشرفين على أمور التربية، والتعليم فهي تشجيع المدرسين، والمشتغلين في هذا الميدان على النهوض بالمهنة، ويمكنهم أن يحققوا هذا الهدف بما يضربونه أمامهم من مثل حية، فوظيفة ناظر المدرسة هي أن يفتح المجال أمام التقدم والنمو في هذه المهنة، فإذا كان ناظر المدرسة أو المشرف عليها في حركة موات عقلي فلا بد وأن يلحق زملاؤه هذا الموت، أما إذا كان في حركة نشاط عقلي فيكون أعظم مثل لبقة الزملاء. و سنحاول أن نذكر أهم الوسائل التي يمكن اتخاذها لمساعدة المدرس على التقدم في مهنته وهو قائم بها فعلاً وهي: أولاً - القراءة: إن القراءة أو الاطلاع هي بدون شك العامل المنشط للنواحي العقلية في وقتنا الحاضر – وهناك آلاف من الكتب تطبع سنوياً، كما أن هناك آلافاً من الصحف، والمجلات، والنشرات العلمية، تصدر يومياً، وشهرياً، وسنوياً – وهناك مجلات ونشرات خاصة بالمدرسين كمجلات، ونشرات الأطباء، والمحامين على أن المجلات الخاصة بالمدرسين بعضها يبحث مشكلات عامة، والبعض الآخر يبحث مشكلات خاصة – فمثلاً هناك مجلات للمدرسين خاصة بالإدارة المدرسية، وأخرى خاصة بمدرسي المدارس الأولية وثالثة خاصة برياض الأطفال، كما أن هناك مجلات خاصة بالمواد الدراسية المختلفة كاللغات الحية، والتدبير المنزلي، والرياضة، والموسيقى، والفنون الصناعية، والتاريخ والعلوم، واللغة الإنكليزية، والجغرافيا. وأعظم فرصة ذهبية تتاح للمدرس كي يتقدم، وينمو نمواً عقلياً في مهنته هي القراءة فنظريات التربية الحديثة، والاكتشافات الخاصة بالطرق الحديثة والفنون وسيكولوجية الطفل يمكن للمدرس أن يطلع عليها في أحدث المؤلفات، ومما يؤسف له حقاً أن عدداً كبيراً من المدرسين لا يقرؤون مثل هذه الكتب، وقد أثبتت الإحصائيات التي عملت في الولايات المتحدة ( وهي من أعظم الدول التي يمكن أن تجد فيها فرصة للقراءة ) أن نسبة كبيرة من المدرسين لا يشترك في مجلة واحدة، هذا ومع العلم بأنه من الممكن أن يساير المدرس التقدم العلمي دون قراءة الكتب الجديدة، والمجلات العلمية الدورية، ويمكن أن نؤكد للقراء أن المدرس الذي لا يقرأ مثل هذه الكتب وهذه المجلات لا بد وأن يكون غارقاً في ركود عقلي عظيم، وأن يكون في حكم الميت إن لم يكن قد مات فعلاً وأنه قد أجرم في حق تلاميذه وفي حق مهنته. على أننا نؤمن بأن قراءات المدرس لا يشترط فيها أن تكون تربوية فحسب، إذ يجب عليه أن يزود نفسه بقراءة الكتب والمجلات التي تبحث في الميادين الأخرى من ميادين الحياة، وبذلك يتمكن من أن يلم بالكثير من الحقائق الخاصة بهذه الحياة وبهذا العالم الذي يعيش بين ظهرانيه، فعليه إذاً أن يلم بالكثير مما حدث من تطورات في ميادين الفن والموسيقى والأدب والسياسة والتجارة وغيرها.... وبعبارة أخرى إن أعباء المهنة تتطلب منه التثقيف بحيث يصبح من كبار رجال المجتمع المثقفين وبحيث يتمكن من مناقشة أي ميدان من الميادين خارج التدريس فإذا اتسع أفقه العقلي لمظاهر النشاط العالمي قديمها وحديثها فسوف يصبح ماهراً في مهنته وسوف يزيد هذا في إنسانيته، ويزيد من احترام المجتمع له. ثانياً – الإعداد اليومي: وثمة وسيلة أخرى يمكن أن يستخدمها المدرسون لتحسين أحوالهم وذلك عن طريق الإعداد اليومي لدروسهم، فيجب أن لا يتهم المدرس بالتقصير في الإعداد وفي رأيي أنه من الخير للمدرس أن يعتذر عن التدريس لتلاميذه يوم أن يقصر في الإعداد، ومهما كانت الدرجات العلمية التي يحملها المدرس، ومهما كانت مكانته، وكفاءته في هذه الدرجة فإن هذا لا يعفيه مطلقاً من الإعداد لمواجهة التلاميذ، ويجب أن يكون شعار المدرسين في تحضير الدرس ذلك الشعار الذي كان ((توماس أرنولد)) ناظر مدرسة ((رجبي)) وعالمها يجيب به عندما سئل عن السبب الذي يدعوه دائماً لإتقان إعداد المحاضرات: "إني أفضل دائماً أن يرتوي تلاميذي من مجرى ماء جارٍ على أن ينهلوا من مستنقع راكدٍ آسن". ونحن لا نقصد من هذا أن نجعل من حياة المدرسين جحيماً فتصبح تدريساً في النهار وتحضيراً في الليل، فهذا يحيل حياتهم إلى سخرة، خالية من عنصر التشويق، جافة لكل معلم والمتعلم ولكننا ننصح المدرس بأن يجعل للتحضير فترات أثناء العمل اليومي بحيث لا يطغى هذا على نمط حياته وملذاته. ثالثاً – حلقات البحث والمؤتمرات: وإن الغرض من التدريب ممارسة نوع معين من العمل بقصد إجادته وإتقانه واستغلال الطاقة البشرية وما توفر لدى الأفراد والجماعات من قدرات وكفاءات حتى يتأتى من إجادة العمل زيادة الإنتاج وسرعة الإنجاز وتجنب أي مضيعة للوقت. وتحقيقاً لهذا الهدف اتجه قادة التربية في معظم دول العالم إلى عقد حلقات للبحث، تضم هذه الحلقات مجموعات صغيرة من الدارسين تحدوها الديمقراطية والصراحة والحرية في إبداء الآراء لإثارة المشكلات الواقعية ومحاولة حلها على أساس علمي مستنير ولن تنتج أي حلقة من هذه الحلقات الثمرة المرجوة.... إلا إذا أسهم الدارسون أنفسهم في هذه المناقشات نتيجة إحساسهم بالمشكلات وفي ابتكار الحلول لها، ومناقشتها مع الفنيين القائمين على أمر هذه الحلقات ليخرج الدارسون وهم مشبعون بنتيجة دراساتهم. وكلما قلت المحاضرات النظرية كلما كانت الفائدة أعم وإن كان من غير الممكن إغفال أثر هذه المحاضرات في نفوس الدارسين للوقوف على أحدث ما أشار إليه المربون من وجهات نظر مختلفة، مما يعي على تفهم الموضوع من شتى نواحيه، وبجانب هذه الحلقات الصغيرة تقام بين آن وآخر في معظم بلاد العالم المتمدن المؤتمرات التي تضم القائمين على أمر التربية للأخذ بالوسائل التقدمية في ميدان التربية أو المناقشة في كيفية تطبيقها على المناطق التعليمية المختلفة. رابعاً – زيارة المدارس: إن الناس تتفاوت عقولهم وقدراتهم لاعتبارات مختلفة لما قضت سنة الله فقد يرزق فرد ما من المواهب ما لم يتيسر للآخر، وحتى بعد الدراسات في معاهد إعداد المعلمين وبعد ما وصل إليه المدرس من تجارب عملية أثناء مزاولته مهنته تفشل تجربة في إحدى المدارس ولكنها تنجح في مدارس أخرى فكان لزاماً على المدرس أن يقوم بزيارة المدارس المختلفة في وطنه وفي الخارج ليتعرف على سر نجاح هذه المدارس ويفيد من تجارب الآخرين، فإن ذلك يتيح فرصاً ذهبية للإفادة وتلاشي النقص ومسايرة ركب التطور في ميدان التربية. هذا إلى تبادل وجهات النظر المختلفة فيما يحقق الغاية القومية التي يحتمها التطور الحديث. خامساً – الديمقراطية في الإشراف: إن موقف المدرس جد خطير فهو راعٍ ومسئول عن رعيته أمام الله والوطن وهو وحده يستطيع أن يجعل المدرسة مجتمعاً ديمقراطياً يخلع على محيطه ثوباً من التعاون والألفة والمحبة والاعتماد على النفس وتحمل المسؤولية وإنكار الذات والتفاني في خدمة الجماعة. ويستطيع كذلك أن يجعل المدرسة جحيماً لا يطاق يدفع الأفراد إلى محاربته والاحتيال على التخلص منه ومثل هذا شر مستطير على الفرد والمجتمع. لذلك فالاختبار الشخصي يهتم جداً بسلوك المرشح لهذه المهنة وعلاقته بالآخرين والوقوف على مدى تحقق الروح الديمقراطية في نفسه، والتي تثبت بذورها منذ نعومة أظفاره لتختار الصالح وتنبذ ما سواه. وإذا كانت الدراسات تغذي المدرس القدر الكبير من المعرفة إلا أنها لا يمكن أن تطغى على ما نما عليه وترعرع بين أحضانه من نظام تربوي في أسرته ومدرسته ومجتمعه، فالمدرس الناجح هو الذي يعرف كل صغيرة وكبيرة عن أبنائه ويتعرف على أمراضهم المختلفة ويمنحهم من العلاج بالقدر المناسب ويوجه كل واحد إلى ما يناسب ميله ويصلحه ويفتح الأبواب السليمة لإنماء نشاطه وتقويته. سادساً – الإجازات الدراسية وزيادة البلاد الأخرى: إن الدول المتمدنة تولي النشء كل عنايتها وتهبه خلاصة تفكير المربين لترقى به إلى حيث تريد له ولبلاده فلا تدخر وسعاً في سبيل ذلك لتطهير الشباب من روح التربية التقليدية. فينتهز المربون فرصة الإجازات الطويلة للمشتغلين بالتدريس فيوفدونهم إلى مختلف بلاد العالم ليقفوا على كل جديد في الفنون التربوية الحديثة، ليتمكنوا من أداء رسالتهم مستجيبين لحاجات مجتمع ديمقراطي سليم. وليس ذلك مقصوراً على الرحلات التربوية... بل تعداه إلى رحلات صناعية وتجارية وعسكرية... وكلها أجزاء هامة مكملة للجهاز التربوي في أي بلد من بلاد العالم... تنشد النهوض في مختلف شؤون الحياة. سابعاً – الدراسات التكميلية: لقد أصبحت مطالب الحياة الحاضرة معقدة لدرجة دفعت البلاد إلى التوسع في فتح المدارس للمراحل التعليمية المختلفة، مسايرة للحياة المستنيرة، وتكميلاً للمعرفة، الأمر الذي أدى إلى إسناد مهنة التدريس إلى كثير من خريجي المعاهد المختلفة دون إعداد، وفي هذا خطر بالغ على التربية فإسناد العمل إلى غير من يصلح له مساوٍ في النتيجة لترك هذا النوع من العمل. وإن أحداً لا يستطيع أن يزعم انه استكمل الدراسة الشاملة لفنه وعمله، فالطبيب والمهندس والمحامي يشعرون جميعاً في كل خطوة بالحاجة إلى ضرورة مواصلة الدرس والاطلاع، ليظلوا على صلة بأحدث التطورات العلمية في ميدان عملهم. فلا أقل من أن يقف المدرس على كل مستحدث في الميدان التربوي. وإذا كان المدرس الذي تم إعداده في حاجة إلى ذلك، فالذي امتهن التدريس دون إعداد أحوج إلى هذه المعرفة. لذلك أشار المربون إلى ضرورة عمل دراسات تكميلية لهؤلاء ليبصروهم بأسرار عملهم ويسيروا فيه على هدى ونور فقد عرفوا خصائص الطفولة ودوافعها وحاجاتها والأمراض المختلفة التي رسبت في نفس الطفل منذ نعومة أظفاره، وتبينوا أحدث الطرق لعلاج هذه الأمراض على ضوء ما أشار به زعماء التربية وعلم النفس في العصر الحديث..." | |
|
الكنغ
الجنس :
عدد المساهمات : 18239
العمر : 45
| رد: إعداد المدرسين وهم في خدمة التدريس |
| الــــــــــــــــــ شكر الك ـــف | |
|
محمود 66 _
الجنس :
عدد المساهمات : 13454
العمر : 42
| رد: إعداد المدرسين وهم في خدمة التدريس |
| | |
|
اليمامة
الجنس :
عدد المساهمات : 172
العمر : 43
| رد: إعداد المدرسين وهم في خدمة التدريس |
| | |
|