حياة السومريين
قد انتظمت حياة السومريين فى مدن مستقلة تشبه الى حد كبير نظام دولت المدينة فى بلاد الاغريق فيما بعد .
دولة المدينة :
ولقد تكونت حكومات المدن "او دولة المدينة" من مدينة وما يجاورها من الاراضى التى يقوم السكان بزراعتها ، واحيانا ضمت حكومة المدينة اكثر من مدينة واحدة فضلا عن عدد من القرى التى كانت تتبع المدينة الرئيسية ، وتقع المدينة الرئيسية فى وسط حكومة المدينة ، وكان يتوسطها معبد للاله المحلى ، وهو الاله الرئيسى لحكومة المدينة ويعتبر اكبر مالك للاراضى فيها ، وذلك بالاضافة الى بعض معابد الالهة الاخرى ذات الصلة بالالهه الرئيسية ، وكان لكل مدينة استقلالها الذاتى ، وكانت توجد بها جمعية عمومية لجميع المواطنين فى المدينة ، ووظيفتها الاجتماع فى اوقات الحاجة للنث فى الموضوعات التى تهم المدينة كاختيار كبار المسئولين ، اتخاذ قرارات الحرب ، ولنتخاب الحاكم الذى يحكم المدينة . وقد تكون مجتمع المدينة من طبقتين اساسيتين "الامراء"وهم الاعليه و "العبيد". ولقد اطلق السومريون على حكامهم عدة القاب ، ولكنها لم تكن محددة بشكل دقيق <اى احيانا اشترك القب مع لقب اخر فى عدة صفات >. ومن هذه الالقاب :-
-ان"En"وهى تعنى الملك او الامير .
وهو لقب كان صاحبه يتفرغ للشئون الدينية ويقيم فى المعبد ثم تطورة هذة الوظيفة وشملت الناحية الدنيوية وانتقل صاحبها من المعبد الى القصر .
-انسى"Ensi" وتعنى الحاكم او المشرف .
وهوالمسئول مدنى وكانت تنحصر سلطاته فى الشئون الزراعية وما تتطلبه من مشروعاتتتصل بالرى والزراعة .
-لوجال "Lugal" وتعنى الرجل العظيم او الجليل ، واحيانا تعنى الملك .
وكان متفرغ لشئون البلاد المدنية وخاصة فى حالة مواجه ة الخاطر الحربية واتسعت سلطاته المدنية وامتدت حتى وصلت الى التحكم فى عدد من المدن المجاورة واتسعت سلطاته المدنية على حساب سلطة الكهان وكان من الناحية الشكلية يعتبر ممثل المعبود على الارض ، ويدعى ان تصرفاته تصدر بوحى من الاله وخاصة فى فترة الحروب .
ويلاحظ ان هذه الوظائف لم تكن وراثية فى بدايتها وانما كانت تتوقف على موافقة اعضاء الجمعية العمومية ولكن سرعان ما تمكنت بعض الشخصيات القوية من جعل وظائف ال"ان" او "لوجال"دائمة .
ويجب الاشارة الى ان التنظيم السياسى لدويلات المدن السومرية ما هو الا انعكاس للافكار الدينية السومرية حيث اعتقد الانسان السومرى بان للاله جمعية عمومية تضم كل الالهه ، وكان على رأسها المعبود "اتو" اله السماء وملك الالهه ، وان الملكية نزلت بعد ذلك من السماء الى البشر .
وقد صور الانسان السومرى الهته فى هيئة انسانيه والبسهم زى انسانى واعتقد ان لهم مشاعر وعواطف مثل البشر منحب وكره وغضب وفرح .
ومن اهم هذه المدن السومرية "سيبار" ، و"كيش" ، و"نيور" ، و "أوما " ، و"لجش" ، و"أوروك" ، و"لارسا" ، و"أور" ، و"اريدو" .
وكانت طبيعة العلاقة التى تربط بين هذه المدن ذات وجهين:-
-فهم شعب واحد تربطهم وحدة الثقافة والارض والحضارة ، كما ان ظروفهم البيئية فرضت عليهم علاقات سلمية تعاونية لعمل مشاريع زراعية كبرى ؛ كشق الترع ، وبناء الجسور . لصد اخطار الفيضانات المدمرة . كما نشأت بينهم علاقات تجارية متينه ، وكانت وحدة الشعب السومرى بجميع مدنه تتضح بجلاء اذا هدد سومر خطر خارجى .
-لكن من الناحية الاخرى فان نظرا لصعوبة جمع كل الدويلات الصغيرة فى وحدة سياسية متماسكة ذات اهداف واحدة <كما حدث فى مصر> نشأ عنها ما هو متوقع من حدوث منازعات وحروب ، وذلك عندما تختلف مدينتان على تحديد الحدود الفاصلة فيما بينهما او مناطق الرى والزراعة او ان تطمع مدينة فى ان تبسط نفوزها على غيرها من المدن .
وهطذا قطع السومريون اكثر من 5 قرون منذ عصر بداية الاسرات فى العراق ، غابت فيها الوحدة السياسية الكاملة ، ولم تجمع بين مدنهم محالفات بريئة لمدة طويلة الا فى القليل النادر ، ومثل ذلك صداقة بعض حكام "كيش"لمعاصريهم من حكام "لجش"لفترة من الزمن ، وان ظلت اليد العليا فى هذه الصداقة لحكام "كيش"