محمود 66 _
الجنس :
عدد المساهمات : 13454
العمر : 42
| سوريا مهد الحضارة والإيمان |
|
عرفت المنطقة الكبرى التي تعرف اليوم بسوريا الطبيعية وحدة حضارية أنتجت ثقافة أصيلة غير منقطعة منذ عشرات الآلاف من السنين . فقد سكن الإنسان سورية منذ أقدم العصور وترك شواهد وآثار مادية كثيرة تدل على نشاطه ووجوده فالهياكل العظمية البشرية التي اكتشفت حتى الآن ترجع الى حوالي 100 ألف سنة، في حين أن بعض البقايا الأثرية المكتشفة تعود الى ما قبل 150 ألف سنة ويمكن اعتبار سورية المنطقة التي تم فيها تدجين القمح واختراع الخزف واكتشاف المعادن وهي من أهم منجزات انسان ما قبل التاريخ ..، لهذا يصف المؤرخون سوريا بأنها خلاصة لتاريخ العالم . فعلى شاطئها (في أوغاريت)اخترعت أول أبجدية في العالم منذ الألف الثانية قبل الميلاد والتي أصبحت أما للأبجديات المعروفة كافة ، وكان لها بالغ الأثر في نشر العلم والثقافة بين بني البشر، ولهذا فأنها تعتبر من أعظم المكتسبات الحضارية للانسان فكانت ينبوع ثقافة وتثقيف للبشرية كلها . في سورية حيث للتاريخ صوت ، وللتراب أريج الحضارات. في أي مكان على أرضها تتوهج قصص المجد وتتزاحم ذكريات الدأب الانساني المبدع كله منذ كان الانسان . لقد استمرت آثار الانسان العاقل في سوريا دون انقطاع..، فكان أول من رسم وصنع الفخار وبنى البيوت ودجن الحيوان والنبات وعمر القرى والمدن وصنع الزجاج واستخدم المعدن ووضع الأبجدبة ودوّن أقدم نوتة موسيقية على السلم السباعي وأحدث الثورة الزراعية ، ومن عمريت بسوريا انطلقت الألعاب الأولمبية قبل أي مكان آخر بسبعة قرون ونشأت المدارس الأولى ( ماري – الألف الثالثة قبل الميلاد ) وغيرها من الأمور الثقافية والحضارية التي حقق فيها الانسان السوري السبق المبكر عن أية منطقة في العالم بعدة آلاف من السنين . هذه الانجازات الحضارية الرائدة جعلت الباحث الفرنسي" أندريه بارو " مدير متحف اللوفر يقول : " إن على كل إنسان متمدن في العالم أن يقول : إن لي وطنين ، وطني الذي أعيش فيه ، وسوريا " ومنذ مايزيد عن ثلاثة آلاف عام امتد التأثير الحضاري السوري إلى أوروبا عبر قبرص واليونان وإيطاليا حاملاً معه الثقافة والدين والعادات والطراز المعماري واللغة بلهجاتها المتعددة والتي كانت لغة الحضارة القديمة في اليونان وإيطاليا ، وغني عن القول أن الامبراطورية الرومانية حكمها جيل من الأباطرة السوريين كان على رأسهم الامبراطورة السورية ( جوليا دومنا ) . إن وعي الإنسان السوري لمغزى الحضارة ورسالتها السامية هو الذي جعله يقرن دائماً إبداعاته الثقافة بالغايات النبيلة كالسلام والمحبة والعدل والإخاء . يقول الإله بعل في رسالته لشعبه السوري قبل خمسة آلاف عام : " حطم سيفك تناول فأسك واتبعني وازرع السلام والمحبة في كبد الأرض " ويقول الشاعر السوري ملاغر قبل أكثر من ألفي عام : " .. أيها الغريب إننا نقطن بلداً واحداً هو العالم وشيء واحد أنبت كل البشر "
2 - سوريا مهد الديانات والرسالات السماوية .
عرفت سوريا أولى العقائد الدينية مروراً بديانة الخصب العشتارية وصولاً إلى الديانات التوحيدية الكبرى خصوصاً المسيحية والإسلام . فمن سوريا انطلق القديس بولس مبشراً بالمسيحية ، وفيها وجدت أقدم الكنائس في العالم ..، ومن دمشق عاصمة الدولة العربية الاسلامية في العهد الأموي انطلقت الرسالات الحضارية شرقاً وصولاً إلى الصين وغرباً حتى الأندلس التي أصبحت منارة حضارية لأوروبا على مدى ثمانمائمة عام . إن سوريا لم تعرف عبر تاريخها الطويل أي شكل من اشكال التعصب الديني او غيره فكانت الديانات ولاتزال تتعايش على أرضها بروح التسامح والمحبة.. ، فالجامع قرب الكنسية ، وحرية العقيدة والعبادة متاحة للجميع . إن سورية تفخر، لا شك بهذا التراث العريق الحافل الذي تضمه أرضها ، وهي تريد أن يكون هذا الماضي المجيد حافزا يدفعها الى ان تتطلع الى الأمام، وتستشرف المستقبل فتسابق الزمان وتحتل مكانها اللائق تحت الشمس . كانت سوريا عبر تاريخها الطويل محطاً لأطماع الغزاة ، فاجتاحتها القبائل المغولية ، وخضع قسم منها للاحتلال الصليبي ثم الاحتلال العثماني وأخيراً الاستعمار الأوروبي متمثلاً بفرنسا وبريطانيا اللتين قسمتا بلاد الشام ( التي هي جزء من سوريا الطبيعية ) إلى عدة دول مايعرف الآن بالجمهورية العربية السورية ، والأردن ولبنان وفلسطين ..، وقد نالت سوريا استقلالها عن الاستعمار الفرنسي في السابع عشر من نيسان عام 1946 . 3- السياحة في سوريا : تمتاز سوريا بتنوع كبير جغرافي وبيئي ومناخي وثقافي، وهي مقصد سياحي متميزيتم تنظيمه وفق برامج وزارة السياحة برعاية كريمة من السيد الرئيس بشار الأسد بهدف جعل السياحة طريقاً للتفاعل الثقافي والحضاري والاجتماعي ، فنحن في سوريا ندرك أن مكاسبنا الانسانية هي أهم بكثير من أية مكاسب أخرى . على السهول الشاسعة التي تمر فيها أنهار الفرات ودجلة والعاصي نشأت المدنية الأولى في العالم التي تركت كنوزاً آثارية على مر العصور. وفي أوغاريت وإيبلا وماري وتدمر وافاميا وبصرى وشهبا وغيرها الآلاف المواقع الأثرية الأخرى التي تشكل مقصداً سياحياً هاماً في سوريا، نجد أيضاً الآثار الدينية الفريدة من نوعها في العالم من مسيحية وإسلامية ، من كنائس وأديرة تعود إلى الفترات المسيحية الأولى إلى المساجد والآثار الإسلامية، وهي بمجلمها تعطي صورة ناصعة عن تاريخ هاتين الديانتين وتطورهما وانتشارهما من الأرض السورية . ففي معلولا لايزال الناس هناك يتكلمون لغة السيد المسيح ، وكنيسة حنانيا لاتزال شاهداً على قصة بولس الرسول ، كما لايزال الجامع الأموي الكبير شاهداً على عظمة العمارة الاسلامية وروح التسامح بين الأديان ففي هذا الجامع يوجد مقام القديس يوحنا ( النبي يحيى ) . وهناك القلاع والحصون مثل قلاع الحصن والمرقب وصلاح الدين . وأعطى التنوع البيئي لسوريا جمالية خاصة..، فمن السواحل الجميلة ذات الشواطئ الرملية والصخرية الجذابة على شواطئ اللاذقية وطرطوس، إلى الجبال والغابات المتوسطية والمحميات الطبيعية في صلنفة والفرلق، والمنتجعات السياحية الجبلية في مشتى الحلو والدريكيش إلى البادية السورية ومشاهدها الساحرة ، وسهول الجزيرة الشاسعة. نعود إلى المدن السورية الحافلة بالتنوع بكافة أشكاله : فهناك مزيج ثقافي واجتماعي واقتصادي فريد من نوعه ..، فمن الأسواق التقليدية في دمشق وحلب إلى الحارات الشعبية ، والأحياء القديمة التي لاتزال تحافظ على نكهة وعبق الماضي المجيد ..، إلى المنشآت العمرانية الحديثة من ابنية وفنادق ومراكز تجارية . وربما يكون أهم مايجده السائح في سوريا هو شعبها الودود والمضياف والأمان الذي يقل نظيره في العالم .
العلاقات السورية مع رومانيا . تعود هذه العلاقات بالتأكيد إلى عصور الانتشار الحضاري السوري القديم على شواطئ البحر الأسود ، وكان السوريون القسم الأهم في جيش الامبراطور أدريان وترايان ووضمهم بلاد الداتش إلى الامبراطورية الرومانية ، وبقاء قسم كبير من هؤلاء الجنود في رومانيا تدل على ذلك النقوش الباقية ..، ويبرز هنا اسم المعماري السوري ( ابولودور الدمشقي ) صديق الامبراطور ترايان الذي صمم ونفذ مع ورشته المعمارية الجسر العملاق على الدانوب ، كما نفذ عشرات الأعمال الهندسية في روما القديمة حيث تبوأ في عهد الامبراطور ترايان ( مايعادل منصب وزير الشغال العامة أو المشاريع الكبرى ) ، وهو يعد من أعظم المعماريين الذين عرفهم التاريخ القديم ، فقد نقل إلى روما روحاً جديدة في العمارة والفن متأثراً بروائع العمارة السورية . ومن أهم أعماله المعروفة في روما : سوق ترايان – ميدان ترايان – عمود ترايان – الجسر العملاق على الدانوب – معبد البانتيون – الحمامات الشهيرة – قوس النصر في بنيفانتوم و إنكونا – مسرح موسيقى أوديون – مرفأ اوستيا وكنتوم كيللي . وكان انتشار المسيحية في الأراضي الرومانية بدءاً من القرن الثاني من خلال العلاقات المتعددة للمناطق الواقعة على البحر الأسود مع المدن السورية الشمالية وأهمها عاصمة الدولة آنذاك ( أنطاكية ) التي لاتزال تضم بطرياكية أنطاكية وسائر المشرق للمسيحيين الأرثوذكس ومقرها دمشق. واستمرت هذه العلاقات من خلال سيطرة الامبراطورية العثمانية على كل من سوريا ورومانيا وبروز نشاط تجاري متبادل آنذاك ، ويدل على هذا التأثير تسرب مئات الكلمات ذات الأصول العربية إلى اللغة الرومانية ، إضافة إلى الأصول اللاتينية للغة الرومانية وتأثير اللغة العربية – السريانية الكبير فيها . العلاقات السورية الرومانية حديثاً .
أرست الجمهورية العربية السورية علاقات دبلوماسية مع رومانيا على مستوى ممثلية في عام 1955 ثم ارتفعت لتصل إلى مستوى سفارة في العام 1957 . وهناك قنصلية فخرية سورية في مدينة كونستانسا الرومانية ، وقنصليتان فخريتان رومانيتان في كل من اللاذقية وحلب . والعلاقات بين البلدين تطورت على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والثقافية من خلال الاتفاقيات الثنائية الموقعة والتفاهمات المشتركة . وقد شهد العامين الآخيرين تطوراً ملحوظاً في العلاقات أدى غلى تعزيزها من خلال تحديث الاتفاقيات الموقعة وتوقيع اتفاقيات جديدة وهناك عشرات الاتفاقيات الأخرى التي يتم دراستها لتكون جاهزة للتوقيع في اجتماع اللجنة العليا المشتركة في الربع الأول من العام 2010. ولابد هنا من التنويه إلى العلاقات الاجتماعية المميزة بين البلدين من عشرات الآلاف من الطلبة السوريين الذين درسوا وتخرجوا من الجامعات الرومانية وتزوج عدد كبير منهم من مواطنات رومانيات مشكلين عائلات مختلطة يقيم قسم منها في رومانيا وقسم آخر في سوريا ، الشيء الذي خلق شبكة اجتماعية ساهمت في تعزيز أواصر الصداقة بين البلدين . ويأتي معرضنا هذا من في إطار العلاقات الثقافية المتنامية بين البلدين ، وبدعم من وزارة الثقافة والأديان والإرث الوطني الرومانية ، وهو بمضونه يمثل رسالة أردنا من خلالها أن نقدم للشعب الروماني الصديق صورة مختصرة عن سوريا وتاريخها وحضارتها ومواقعها السياحية ، كما أردنا منه أيضاً أن يكون منبراً ثقافياً للتلاقي والحوار بين مثقفي البلدين .
| |
|
الكنغ
الجنس :
عدد المساهمات : 18239
العمر : 45
| رد: سوريا مهد الحضارة والإيمان |
| | |
|
الامل الدافئ
الجنس :
عدد المساهمات : 3091
العمر : 34
| رد: سوريا مهد الحضارة والإيمان |
| | |
|
جامعة الكل
الجنس :
عدد المساهمات : 20616
العمر : 59
| رد: سوريا مهد الحضارة والإيمان |
| سوريا يا حبيبتي
| |
|
زائر زائر
| رد: سوريا مهد الحضارة والإيمان |
| | |
|