البداية مع المسرد التاريخي للكعبة المُشَرّفة
الكعبة المشرفة العصور
- الكعبة المُشَرّفة أول بيتٍ وُضِع للناس في الأرض مطلقاً ببناء الملائكة لها ، و جُعِلت قبلة عامة في الأرض لعبادة الله سبحانه و تعالى لتحمل معنى الوحدة الإنسانية في توجه جميع الناس نحو الله سبحانه و تعالى بهذا الاتجاه الموَحّد.
- أول ما حرم الله من البقاع على الأرض يوم خلق السماوات و الأرض هي الكعبة المُشَرّفة.
أول بيت بُنِي بالحجارة على وجه الأرض هو الكعبة المُشَرّفة.
- أول من طاف بالكعبة المُشَرّفة هو الملائكة و هم أول بانٍ لها.
- أول بيت وضع اساسه آدم عليه السلام على الأرض هو البيت الحرام فكان أول مخلوق من البشر هو الواضع لأساس أول بيت عام للبشر.
- أول من جدد بناء البيت الحرام هو شيث عليه السلام.
- أول من غيّر في بناء الكعبة المُشَرّفة من حيث مساحتها قريش ، و ذلك قبل البعثة النبوية الشريفة بخمس سنوات.
- أول من أعادها إلى مساحتها الحقيقية عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما عام 65 هـ.
- أول من نقضها بعد ذلك إلى ما كانت عليه أيام قريش هو الحجاج بن يوسف الثقفي.
- أول من جعل للكعبة باباً يُفتَح و يُغلق هو تُبّع بن أسعد الحميري ، و قيل أنوش بن شيث عليه السلام.
- أول من سقّف الكعبة المُشَرّفة قصي بن كلاب ، ثم زال هذا السقف ، ثم سقفتها قريش قبل البعثة النبوية الشريفة بخمس سنوات.
- أول من كسا الكعبة المُشَرّفة كسوة جزئية هو سيدنا اسماعيل عليه السلام.
- أول من كسا الكعبة المُشَرّفة كسوة تامة هو تبع بن اسعد الحميري، و قيل أنه آمن بالرسول صلى الله عليه و سلّم و ذلك قبل البعثة النبوية الشريفة بأربعة قرون.
- أول من شرع بناء البيوت حول الكعبة المُشَرّفة بعد ترك مساحة لها قصي بن كلاب و ذلك قبل الهجرة بنحو مائة و ثلاثين عاماً تثريباً ، و كانوا قبل ذلك لا يبنون بيوتاً عند الكعبة المُشَرّفة ، و إنما يبنونها خارج مكة المكرمة حرمةً لها، ثم بعد ذلك تميز الذين بنوا بيوتهم حول الالكعبة المُشَرّفة عن غيرهم فكانوا يُسَمُّون (قريش البواطن).
- أول من نصّب الأصنام في الكعبة المُشَرّفة و حولها عمرو بن لحي الخزاعي حيث جلب ((هُبَل)) من أرض الجزيرة بالشام و وضعه على جُب الكعبة المُشَرّفة و خزانتها ، و هو أول من دعا إلى عبادة الأوثان في مكة المكرمة.
- أول من وضع ميزاباً للكعبة المُشَرّفة قريش ثم عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما ثم جُدّد بعد ذلك مراراً.
- أول من ربّع بيتاً على نمط تربيع الكعبة المُشَرّفة حميد بن زهير. أما قبل ذلك فكانت البيوت تُبنَى دائرية تقريباً أو بشكل يُغاير تربيع الكعبة المُشَرّفة.
- أول من حلّى الكعبة المُشَرّفة في الجاهلية عبد المطلب بن هاشم جد النبي صلى الله عليه و سلّم و ذلك حين زيّنها بالغزالين الذهبيين اللذين وجدهما في بئر زمزم حين حفرها ، كما حلّى بابها بالأسلحة التي وجدها مع الغزالين.
- أول من خلع الخف و النعل عند دخول الكعبة المُشَرّفة إعظاماً لها هو الوليد بن المغيرة و ذلك بعد فراغ قريش من بنائها فجرى ذلك سُنّة مُتّبعة بعد ذلك.
- أول صلاة فريضة أُقيمت أُقيمت عند الكعبة المُشَرّفة بعد ليلة المعراج هي الصلوات الخمس التي أم فيها جبريل الرسول صلى الله عليه و سلّم ، حيث هبط صبيحة ليلة المعراج فأَمّ الرسول صلى الله عليه و سلّم بالصلوات الخمس تعليماً له عند الكعبة المُشَرّفة مقابل ضلعها الشرقي تقريباً عن يمين بابها.
- أول من غسل الكعبة المُشَرّفة رسول الله صلى الله عليه و سلّم و ذلك يوم الفتح بعد تطهيرها من الأصنام.
- أول من جهر بالآذان في مكة المكرمة على ظهر الكعبة المُشَرّفة بلال بن رباح و ذلك يوم الفتح ، و قد غمز فيه بعض المُشركين فنزل الله في حقه في سورة الحجرات قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ " الحجرات - آيه 13
- أول من فرش أرض الكعبة المُشَرّفة بالرخام و أوزر به جدرانها الوليد بن عبد الملك ، و كان الرخام الذي فرشه بألوان مختلفة بين الأبيض و الأخضر و الأحمر.
- أول من رخّم حجر إسماعيل عليه الصلاة و السلام الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور سنة 140 هـ ، ثم جرى عليه التجديد مراراً.
- أول من جدد حجر إسماعيل عليه الصلاة و السلام من آل عثمان هو السلطان مراد خان ، ثم عمّره السلطان عبد المجيد خان عام 1260 هـ.
- أول من ضرب الكعبة المُشَرّفة بالمنجنيق الحصين بن نمير حين غزا بجيشه ابن الزبير بأمر من يزيد بن معاوية عام 64 هـ.
- أول ما سقط من بناء الكعبة المُشَرّفة نتيجة سيل عام 1039 هـ هو الجدار الذي بناه الحجاج بي يوسف الثقفي.
- أول من استلم الأركان الأربعة عند الطواف ابن الزبير ، و علل عدم استلام من قبله للركنيين الشاميين أنهما لم يكونا على قواعد سيدنا إبراهيم عليه الصلاة و السلام حيث نقصت قريش مساحتها عن قواعد سيدنا إبراهيم عليه الصلاة و السلام من جهة الحجر في الناحية الشمالية.
- أول من أدار الصفوف حول الكعبة المُشَرّفة خالد بن عبد الله القسري عام 75 هـ في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان. و كانت صفوفهم قبلها خلف المقام.
- أول من عمل الشمسية للكعبة المُشَرّفة أمير المؤمنين (جعفر المتوكل على الله) .. و الشمسية هي التاج أو الشرعة أو المظلة التي توضع اعلى النوافذ و الأبواب لمنع الشمس و تكون في بعض الأحيان من باب الزينة و التجميل ، اما بالنسبة للكعبة المُشَرّفة فقد كان وضعها تجميلاً لها في أعلى بابها في اليوم السادس من شهر ذي الحجة و تُنزع يوم التروية ، و يتباهى بها الولاة و في الغالب كانت أبعادها 25 سم * 3 متر و تكون مزينة بالجواهر و اليواقيت.
- أول مرة تُطبَع فيها صورة للكعبة المُشَرّفة على الطوابع البريدية كانت عام 1384 هـ و كان ذلك على طوابع من فئة أربعة قروش و ستة قروش و عشرة قروش.
أركان الكعبة المُشرّفة أربعة
ترتيبها عند بداية الطواف من الركن الأسود ثم الركن العراقي ثم الركن الشامي و يقال الركن المغربي ايضاً ، ثم الركن اليماني.
و إذا أُطلِقت كلمة الركن فيقصد بها ركن الحجر الأسود ، و إذا أُطلِقت كلمة الركنين فيراد بها ركن الحجر الأسود و الركن اليماني ، و كان ما بين الركنين العراقي و الشامي في عهد إبراهيم عليه السلام على شكل قوس بقوس حجر إسماعيل عليه السلام، و قد رُبِّعت الأركان في عهد عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما، و كانت تستلم في زمانه إلى أن قُتِل، و استمر وجود الأركان بعد ذلك مع وجود حجر إسماعيل عليه السلام.
روازن الكعبة المُشرّفة
هي المناور التي تُدخل الضوء إلى جوف الكعبة المُشرّفة ، و قد جعل ابن الزبير لسطح الكعبة أربعة روازن غير روزن مدخل الدَرَج إلى السطح، و جعل إطار المناور من الرخام و ظلت إلى عام 843 هـ حيث ألغاها الملك الأشرف برسباي ليمنع دخول المطر داخل الكعبة المُشَرّفة.
أول من وَضع ميزاباً للكعبة المُشرّفة قريش حين سقّفت الكعبة، و جعلت مصبُّه إلى حجر إسماعيل عليه السلام، و حاكاهم عبد الله بن الزبير في ذلك ، ثم الحجاج بن يوسف، ثم جعل عليه الوليد بن عبد الملك صفائح الذهب ، و بعد ذلك أصبح يُجَدّد من قِبَل الخلفاء و الأثرياء. و آخر ميزاب كان من إهداء السلطان عبد المجيد خان عام 1273 هـ. و قد رممه الملك سعود و جدّدُه الملك فهد بن عبد العزيز.
الملتزم
و يقال له المدعى و المتعوذ، و هو الجزء الذي يقع بين ركن الحجر الأسود و باب الكعبة المُشَرَّفة، و هو موضع استجابة للدعاء، و هو الموضع الذي يُسَن إلصاق الخدين و الصدر و الذراعين و الكفّين عليه مع الدعاء ضراعة إلى الله سبحانه و تعالى.
المُسْتَجَار
و يسمى أيضاً المتعوذ و المستجاب ، و هو ما بين الركن اليماني و موضع الباب المسدود خلف الكعبة المُشَرَّفة مسامتاً للملتزم و مقابلاً له، و يُسمى ملتزم عجائز قريش، و هو موطن إجابة للدعاء من الله عز و جل.
الحطيم
يُطلَق على حجر إسماعيل عليه السلام، كما يُطلق على المساحة الواقعة بين حجر إسماعيل عليه السلام بما فيها الحجر و بين الحجر الأسود و مقام إبراهيم عليه الصلاة و السلام و زمزم.
الحجر الأسود
و هو الذي يبدأ منه الطواف في الركن الجنوبي الشرقي من الكعبة المُشَرَّفة، و أصله من يواقيت الجنة، و لونه المغمور أبيض كلون المقام، و هو موضع استجابة الدعاء و يُسَن استلامه و تقبيله ، و هو يمين الله في الأرض بمعنى أنه مقام مصافحة العهد مع الله على التوبة، و يشهد يوم القيامة لكل من استلمه ، و من فاوضه فإنما يعاهد يد الرحمن، و مسحه يحط الخطايا حطاً، و هو ملتقى شفاه الأنبياء و الصالحين و الحجاج و المعتمرين و الزوار.
باب الكعبة المُشرّفة
يطول الكلام إذا تحدثنا عن بدايات باب الكعبة المُعَظَّمة ، و تركيبه خلال التاريخه الطويل منذ أن جعل تُبَّع الحميري قبل الإسلام أول باب للكعبة، و مروراً بالعصور الإسلامية المختلفة وصولاً للعهد الحاضر.
غير أن من المناسب أن نذكر أن آخر باب - قبل العهد السعودي الحالي - كان هو الباب الذي أمر بعمله السلطان مراد خان العثماني سنة (1045 هـ) و جعل فيه من الحلية الفضية ما زِنَتُه مئة و ستون رطلاً.
مواصفات باب الكعبة المُشَرَّفة
روعي مُسبقاً وضع أفكار و تصاميم مبدئية لباب الكعبة المُشَرَّفة و ذلك من أجل تحقيق أفضل المواصفات و أدق التفاصيل و أجود المواد المستعملة و أعرق أساليب الزخرفة الإسلامية لما سيكون عليه الوضع النهائي للباب.
و بالفعل تم استخدام أحدث الطرق التقنية في الهيكل الإنشائي للباب، للتوصل إلى درجة عالية من المتانة و الجودة ، بحيث يقوم الباب بوظيفته بدون الاحتياج إلى صيانة، و قد جرى تفصيل الهيكل الإنشائي و تجهيزه بواسطة فنيين أخصائيين في ضوء مطابقة التصميم الزخرفي من جهة ، و مراعاة عوامل الطقس و الموقع في تحمل الحرارة الشديدة من جهة و الأمطار من جهة أخرى، و أُعِدّت أحدث الاحتياطات الفنية لمعالجة كافة النقاط التفصيلية و الارتباط بين الباب و الحلق من جهة و الجوانب من جهة أخرى، و زودت نهاية الباب بعارضة من أسفل لمنع دخول المطر إلى داخل الكعبة المُشَرَّفة، و تحتوي على قضيب خاص يضغط حرف الباب على العتبة عند الإغلاق
أما بالنسبة للزخرفة و الكتابة على الباب ، فقد اختيرت الزخرفة من أنواع متجانسة أهم عناصرها هي زخرفة الإطار البارز ، و هي الزخرفة التي تستمر في مستوى مكان القفل حيث تعطي له الأهمية اللازمة ، لأن قفل الكعبة المُشَرَّفة له شخصية خاصة في الشكل التراثي و الوظيفي.
أضيفت في الزاويتين العلويتين زخارف متميزة لإبراز شكل القوس يحيط بلفظ الجلالة (الله جل جلاله)، و اسم رسول الله صلى الله عليه و سلّم و كذا الآيات القرآنية الكريمة الآتية:
(ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنِينَ) الآية 46 - سورة الحجر
(رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا ) الآية 80 - سورة الإسراء
(كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ) الآية 54 - سورة الأنعام
(وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) الآية 60 - سورة غافر
و يلي ذلك حشوتان على شكل شمسين مشرقتين في وسطهما كتابة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) على شكل برواز دائري، و قد ثُبِّتت على أرضية الحشوتين العلويتين حلقتا الباب اللتان تُشَكّلان مع القفل وحدة متجانسة شكلاً و نسقاً.
و بين الحلقتين و القفل مساحة بارتفاع مناسب للفصل بين أنواع الزخارف المتجانسة شكلاً و المتباينة نسبةً ليكون الشكل العام مريحاً للنظر، و كُتِبَ تحت الحشوتين العلويتين الآية الكريمة:
(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) الآية 53 - سورة الزمر
و الحشوتان اللتان تحت القفل ، كتبت في وسطيهما سورة الفاتحة على شكل قرصين بارزين.
كذلك وُضِعت زخرفة دقيقة خاصة لأنف الباب المُثبَّت على الدرفة اليسرى.
أما الجوانب فقد صُمِّمَت بطريقة فنية و مثبتة حسب التصميم الزخرفي بعد مراعاة اللوحات الدائرية البارزة التي تحمل عدد خمس عشرة من أسماء الله الحسنى و صفاته كما يلي:
فوق الباب: يا واسع يا مانع يا حليم
الجانب الأيمن: يا عالم يا عليم يا حليم ... يا عظيم يا حكيم يا رحيم
الجانب الأيسر: يا غني يا مُغني يا حميد ... يا مجيد يا سبحان يا مستعان
أما على القاعدة الخشبية فقد تم تثبيت لوحات الذهب الخالص بطريقة النقش و الحفر، و هذه القاعدة الخشبية مؤلفة من ثلاث مستويات، في البروز منها عُمِلت الزخرفة الإطارية المستمرة و الثانية تحمل الآيات الكريمة.
باب قديم للكعبة المشرفة لا يعرف له تاريخ
صورة قديمة يتضح فيها شكل باب الكعبة وهذا الباب هو اخر باب للكعبة قبل التوسعة السعودية
باب الكعبة الحالي
كان باب الكعبة المُشرّفة أيام الخليل عليه الصلاة و السلام مجرد فتحة للدخول ، ثم جعل له الملك أسعد تبع الثالث أحد ملوك اليمن باباً بمصراع يُغلَق و يُفتَح ، ثم جعلته قريش بمصراعين ثم جُدّد الباب و حليته عدّة مرات عبر التاريخ، و له قفل و مفتاح مميز موضوع عند آل الشيبي لا يُنازعهم فيه أحد و ذلك بأمر من رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، و طول الباب 318 سم و عرضه 171 سم و ارتفاعه عن الأرض من الشاذروان 222 سم.
مفاتيح الكعبة المشرفة
سلمها نبينا صلى الله عليه وسلم لبني شيبة من قريش عندما فتح مكة , ومنذ ذلك الزمان وهي معهم .
المَعجَن
هو حفرة صغيرة كانت موجودة لصق جدار الكعبة المُشَرّفة من الجهة الشرقية بين الركن العراقي و باب الكعبة المُشَرّفة ، يقال إنها علامة موضع المقام في عهد إبراهيم عليه الصلاة و السلام، و الموضع الذي جعل فيه المقام مؤقتاً بعد إعادته حين ذهب به "سيل" أم نهشل في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ثم جاء عمر و أعاده إلى مكانه الأصلي. و الحفرة أيضاً هي علامة مصلى رسول الله صلى الله عليه و سلّم يوم الفتح بعد خروجه من الكعبة المُشَرّفة، و هي مصلّى جبريل أيضاً. و قد سُدّت هذه الحفرة لتعثُّر الناس بها أثناء الطواف، و أُبقي مكانها علامة مربعة بين الرخام و ذلك عام 1377 هـ، و يقابلها على الشاذروان رخامة مميزة عليها كتابات صعبة القراءة. و تسمى الحفرة بالجُب و البئر و الأخسف و الغبغب.
الشاذروان
هو الوزرة المُحيطة بأسفل جدار الكعبة المُشَرّفة من مستوى الطواف، و هو مسنم الشكل و مبني من الرخام في الجهات الثلاثة ماعدا جهة حجر إسماعيل عليه السلام، و هو جزء من الكعبة المُشَرّفة على الأرجح، و مثبت فيه حلقات يُربط فيها ثوب الكعبة المُشَرّفة ، و يُقال إن أول من بناه عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما، لاستمساك البناء و حمايته من تسرب المياه إلى الأساسات، و قد رُمِّم و عُمِّر عدَّة مرّات.
مصطبة الحراسة
أُنشِئت إلى جانب الحجر الأسود و هي ذات تكييف سُفلي و مرتفعة بجدار من الرخام يرقى عليها جندي الحراسة المُكَلَّف بتنظيم عملية تقبيل الطائفين للحجر الأسود.
الدعائم التي داخل الكعبة المُشَرَّفة
هي الأعمدة الثلاثة الخشبية التي تحمل سقفي الكعبة المُشَرَّفة و هي من عمل عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما، قطر كل منهم ذراع تقريباً و المسافة بين كل عمودين 2.35 متر.
و فيما يلي منظور للكعبة المُشَرَّفة يوضح الأعمدة الثلاثة قبل أعمال الترميم الأخيرة في عهد الملك فهد بن عبد العزيز
جُب الكعبة المُشَرَّفة
هو حفرة تقع على يمين الداخل إلى الكعبة المُشَرَّفة في جوفها، جعلها سيدنا إبراهيم عليه الصلاة و السلام بعمق ثلاثة أذرع لتكون مستودعاً لما يُهدي للكعبة المُشَرَّفة، و قد ظلّت باقية إلى عهد عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما، ثم أُزيلت و تحوّلت خزانة الكعبة إلى دار شيبة بن عثمان بن أبي طلحة. و استعيض عن الجب بإيجاد مشاجب و معاليق لهدايا الكعبة المُشَرَّفة في الداخل.
كسوة الكعبة المُشَرَّفة
مرّت كسوة الكعبة المُشَرَّفة منذ بناها سيدنا إبراهيم و إبنه سيدنا إسماعيل عليهما الصلاة و السلام بأطوار مختلفة ارتبطت بعوامل اجتماعية و اقتصادية مختلفة، غير أن الوازع المُشترك في نية الكسوة هو التقديس لهذا البيت الحرام و التقرب إلى الله سبحانه و تعالى.
و قد اختلفت الروايات في أول من كسا الكعبة المُشَرَّفة، فبعض العلماء يقولون أن إسماعيل عليه السلام هو أول من كساها، و منهم من قال إنه عدنان بن أد الجد الأعلى للرسول عليه الصلاة و السلام، و لكن الثابت أن تُبّع الحميري ملك اليمن هو أول من كساها بالخصف، و بعد تُبّع كساها الكثيرون في الجاهلية، و كان ذلك واجباً من الواجبات الدينية، و من هؤلاء أبو ربيعة بن عبد الله المخزومي الذي كان يكسوها سنة، و جميع قريش تكسوها السنة التالية.
ثم كساها رسول الله صلى الله عليه و سلّم بالثياب اليمانية عندما احترقت على يد امرأة أرادت تبخيرها، و بعد ذلك كساها الخلفاء الراشدون أبو بكر و عمر و عثمان رضي الله عنهم بالقماش المُسَمّى بالقباطي.
و بعد الخلافة الراشدة كان الخلفاء الأمويون و العباسيون ثم الأترات يتنافسون على كسوة الكعبة المُشَرَّفة و التفنن فيها.
كانت الكعبة المُشَرَّفة قبل الإسلام تُكسى في أي وقت و كذا عند تمزق الكسوة العليا. إلا أنه بعد الإسلام كانت تُكسى يوم عاشوراء، و في بعض الأزمان كانت تُكسى مرتين او ثلاث مرّات، و في هذه الحالة تتعدد أيام كسوتها، و لكن الأيام التي كانت تُكسَى فيها حين تتعدد مرّاتها في العام هي يوم عاشوراء ، و أول رجب، و 27 رمضان، و يوم التروية، و يوم النحر. و بعد القرن السادس استقرت كسوة الكعبة المُشَرّفة على مرّة واحدة في العام.
و قد كانت الكساوى توضع على الكعبة بعضها فوق بعض، حتى حج الخليفة العباسي سنة 160 هـ فشكا إليه السدنة الأمر، فأمر بألا يُسدَل على الكعبة أكثر من كسوة واحدة و استمر ذلك الأمر إلى الآن.
و منذ عهد محمد علي باشا حاكم مصر الذي أنشأ إدارة حكومية لصنع الكسوة، و الحكومة المصرية قائمة بالإنفاق على صناعة الكسوة.
ظل الأمر كذلك حتى جاء العهد السعودي على يد مؤسِّسُه الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، و الذي أمر في سنة 1336 هـ بإنشاء دار خاصة لعمل كسوة الكعبة المُشَرَّفة في مكة المكرمة، و تم افتتاح مصنع الكسوة الكعبة في منتصف العام نفسه.
استمر المصنع ينتج ثوب الكعبة المُشَرَّفة ، و مع التقدم في فن النسيج و تقنيته اراد الملك فيصل أن يواكب هذا التطور التقني فقام بتطوير مصنع كسوة الكعبة بما يحقق افضل و أمتن إنتاج لثوب الكعبة و كان ذلك في عام 1392 هـ و تم افتتاح المصنع في عام 1397 هـ - 1977 م. و قد بدا المصنع بأقسام ثلاثة هي: قسم الحزام، و النسيج اليدوي، و الصباغة. ثم أُضيفت إليه ثلاثة أقسام أخرى هي: النسيج الآلي ، و الطباعة و الأعلام، و الستارة الداخلية.
إحرام الكعبة المُشَرَّفة
هو إلباسها الإزار الأبيض من أسفلها إلى ما فوق الحجر الأسود بقليل. و يرجع تاريخ ذلك إلى زمن المأمون. و عندما ترتدي الكعبة المُشَرَّفة إزارها الأبيض يقول الناس: أحرمت الكعبة. و إحرامها معناه تثبيت أن ذلك اليوم هو السابع من ذي الحجة فتحدد بموجبه الوقفة بعرفة.
و يتم إحرام الكعبة بعد غسلها بماء زمزم و تطيييبها صبيحة اليوم السابع من شهر ذي الحجة.
كسوة حجر إسماعيل عليه الصلاة و السلام
لم تجر العادة بكسوة حجر إسماعيل عليه السلام. و لكنه تمت كسوته مرة واحدة فقط في عهد السلطان جقمق الجركسي، حيث ارسل كسوتين للحجر مثل كسوة الكعبة المُشَرَّفة، وُضِعت إحداها عليه من داخله و الثانية من خارجه و ذلك عام 853 هـ.
صفة الكعبة المَشَرّفَة من داخلها
في الركن الشامي على يمين الداخل إلى الكعبة المُشَرَّفة يوجد بناء الدَرَج المؤدي إلى السطح ، و هو عبارة عن بناء مستطيل شكله كالغرفة المسدودة بدون نوافذ ، ضلعاها الشرقي و الشمالي من اصل جدار الكعبة المُشَرَّفة ، و تحجب في داخلها الدَرَج، و لها باب عليه قفل خاص و عليه ستارة حريرية جميلة مكتوبة و منقوشة بالذهب و الفضة.
عرض الجدار الجنوبي للدرج و الذي فيه بابها 225 سم ، و عرض الجدار الغربي 150 سم، و إذا صعد الإنسان من الدَرَج إلى قبل السطح بنحو قامة يرى أمامه باباًَ صغيراً و عن يساره باباً مثله، و كلاهما يدخل إلى ما بين سقفي الكعبة المَشَرّفَة، و المسافة بين السقفين 120 سم، و ينتهي الدَرَج عند السطح بمنوَر مغطّى بغطاء محكم منعاً لدخول المطر، و يُرفَع الغطاء عند الصعود إلى السطح.
في داخل الكعبة أعمدة خشبية ثلاثة تحمل سقف الكعبة المَشَرّفَة، و هي من أقوى أنواع الأخشاب ، و هي من وضع عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما، أي ان عمرها أكثر من 1350 عاماً، و هي بُنِّيَة اللون تميل إلى السواد قليلاً، و محيط كل عمود منها 150 سم تقريباً و بقطر 44 سم، و لكل منها قاعدة خشبية منقوشة بالحفر على الخشب، و يوجد بين الأعمدة الثلاثة مدّاد مُعَلَّق فيه بعض هدايا الكعبة المَشَرّفَة، و يمتد على الأعمدة الثلاثة حامل يمتد طرفاه إلى داخل الجدارين الشمالي و الجنوبي.
هذه الأعمدة مرتفعة إلى السقف الأول و لا تنفذ إلى السقف الاعلى و لكن جُعِلَت عدّة أخشاب بعضها فوق بعض على رؤوس هذه الأعمدة الثلاثة من داخل السقف إلى أن تصل إلى السقف الأعلى، فتكون هذه الاعمدة بهذه الحالة حاملة للسقفين المذكورين ، و يوجد في كل عمود أطواق للتقوية.
نمط رخام و أرض الكعبة المُشَرَّفة
يُغطّي الرخام أرض الكعبة المُشَرَّفة و أغلبه من النوع الأبيض و الباقي ملوّن.
و جدار الكعبة من داخلها مؤزر برخام ملون و مزركش بنقوش لطيفة، و تُغَطِي الكعبة المُشَرَّفة من الداخل ستارة من الحرير الأحمر الوردي مكتوب عليها بالنسيج الأبيض الشهادتان و بعض أسماء الله الحسنى
الأحجار الرخام المكتوبة داخل الكعبة المُشَرَّفَة
توجد في داخل الكعبة المُشَرَّفَة عشرة أحجار من الرخام مكتوبة في عهود مختلفة ، ثمانية منهم من الرخام مكتوبة بالخط الثُلُث بالحفر على الحجر، و حجراً واحداً مكتوب بالخط الكوفي البارز، و حروف الكلمات تتكون من قطع من الرخام الملون الثمين، ملصقة بعضها إلى جانب بعض على قاعدة الخط الكوفي المُرَبع. و كل هذه الأحجار مكتوبة بعد القرن السادس للهجرة، و في الحائط الشرقي و بين باب الكعبة المُشَرَّفَة و باب التوبة وُضِعَت وثيقة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز محفورة على لوح رخام تشير إلى تاريخ ترميمه الشامل لبناء الكعبة المُشَرَّفَة، و بذلك صار عدد الأحجار المكتوبة في باطن الكعبة المُشَرَّفَة عشرة أحجار كلها من الرخام الأبيض، و كل هذه الرخامات مرتفعة عن رخام أرض الكعبة بمقدار 144 سم، ماعدا الحجر الموضوع فوق عقد باب الكعبة المُشَرَّفَة من الداخل فإنه يرتفع بأكثر من مترين
بناء الكعبة - أول بيت وُضِعَ للناس
هي ليست رواية تاريخية نتداولها ، و لكنها آية قرآنية مِن قول من قال في حق ذاتِه: (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً )– النساء – آية 122.
فهو الذي قال و قوله الحق:
إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ – آل عمران – الآية 96.
و لقد ذُكِرَت هذه المقدمة إضطراراً لتنبيه أولئك الذين يتأولون معنى أول بيت حينما صدمتهم الأقوال التاريخية بأن أول بيت وُضِع للعبادة هو بيت المقدس و أول بيت وُضِع في الأرض هو الكعبة، يقول الله تعالى : (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ - فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ) آل عمران – الآيتان 96 ، 97.
المعنى في هذه الآية يحتمل أنه أول بيتٍ على الإطلاق وضعه الله في الأرض لكافة الناس، فيكون على هذا الاحتمال أنه من بناء الملائكة، أو أنه من بناء آدم عليه السلام أول ما هبط إلى الأرض.
و يحتمل أن يكون هو أول بيت للعبادة وُضِع في الأرض، فيكون البناء جاء بعد هبوط آدم عليه السلام و ظهور مباني السكن أولاً ثم مباني العبادة.
و أما ما يُقال "أن سيدنا إبراهيم عليه الصلاة و السلام هو الذي بنى البيت إبتداءاً و الذي ارتفع بجداره إلى بناء بارز معلوم، فالآية الواردة في ذلك من قوله تعالى : (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) البقرة – آية 127." فهو يحتمل معنيين:
المعنى الأول: أن سيدنا إبراهيم عليه الصلاة و السلام هو الذي بنى البيت إبتداءاً و الذي ارتفع بجداره إلى بناء بارز معلوم. و هذا المعنى يتعارض مع الآية السابقة و هي قوله تعالى (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ).
لأنه قبل سيدنا إبراهيم عليه الصلاة و السلام كانت هناك بيوت سكن و بيوت عبادة و أنبياء و رسل. و لكن يُرَد على هذا الاعتراض أن البيوت السابقة سواء للعبادة أو لأغراض أخرى كانت تخص أفراداً أو أمماً أو جماعات، أما بناء سيدنا إبراهيم عليه الصلاة و السلام فهو أول بناء عام لكل البشرية الذي حدّدهم الله بقولِه : (فِي النَّاسِ) في الآية الكريمة (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) سورة الحج – آية 27.
و لم يناد قوماً أو طائفةً بل كل الناس.
و المعنى الثاني: الذي تحتمله الآية أن البيت بُنِي قبل سيدنا إبراهيم عليه الصلاة و السلام، ثم تهدم و زالت شواهده و بقيت قواعده، فجاء سيدنا إبراهيم عليه الصلاة و السلام و ابنه سيدنا إسماعيل عليه الصلاة و السلام بأمر الله ، فرفع تلك القواعد بجدار يُشكِّل هيكل البيت ليظهر البناء من جديد مرتفعاً بحوائطه كما كان.
بُناة الكعبة المُشَرَّفَة
ذكَرَت كتب التاريخ أن البيت الحرام بُنِي مرّات كثيرة وصلت إلى إحدى عشرة مرّة، و ذكرت هذه الكتب أسماء الذين بنوه عبر التاريخ، إلا أن بعض الروايات في ذلك ظنِّي الثبوت و بعضها يقيني الثبوت.
فمُجمَل الذين ذُكِروا على أنهم بنوا الكعبة المُشَرَّفة هم:
1- الملائكة عليهم السلام بأمر من الله سبحانه و تعالى.
2- آدم عليه الصلاة و السلام . و قيل إنه بناء واحد هو و الملائكة على يد آدم عليه الصلاة و السلام و ساعدته الملائكة عليهم السلام في ذلك.
3- بناء شيث بن آدم عليهما السلام.
4- بناء سيدنا إبراهيم و إبنه سيدنا إسماعيل عليهما الصلاة و السلام.
5- بناء العمالقة.
6- بناء جرهم.
7- بناء قصي الجد الرابع للنبي صلى الله عليه و سلّم.
8- بناء قريش الذي شارك فيه الرسول صلى الله عليه و سلّم قبل بعثته بخمس سنوات بحمل الحجارة مع عمه العباس إلى مكان البناء، و الذي كان فيه دوره الحكيم في حل النزاع حول من الذي يضع الحجر الأسود في مكانه.
9- بناء عبد الله بن الزبير رضي الله عنه سنة 65 هـ بعد حصار الحصين بن نمير الذي جاء بجيشه من قبل يزيد بن معاوية لقتال ابن الزبير، فضرب الكعبة بالمنجنيق، فوهنت جدرانها ثم احترقت، فكان من الضروري هدمها و إعادة بنائها بعد إنصراف الحصين و جيشه.
10- بناء الحجاج سنة 74 هـ. و الواقع أن بناء الحجاج لا يُعتبر بناءاً شاملاً، و لكنه هدم لزوائد ابن الزبير في البناء.
11- بناء السلطان مراد خان العثماني سنة 1040 هـ بعد أن تهدمت معظم جوانب الكعبة بسبب الأمطار الغزيرة و السيول التي غمرت مكة ليلة الخميس و عصره في العشرين من شعبان عام 1039 هـ.
هؤلاء هم الذين بنوا الكعبة المُشَرَّفة عبر التاريخ ، و نظراً لأن الغرض و الهدف من تسطير هذا السجل هو إيضاح الجانب العمراني فقط في تاريخ الكعبة المُشَرَّفة، و بما أنه كما ذُكِر سابقاً إن بعض الروايات في ذلك ظنية الثبوت، لذلك سيقتصر الحديث على موجز أخبار العمارة للكعبة المُشَرَّفة التي ثبتت ثبوتاً شرعياً و تاريخياً، و هي:
- بناء سيدنا إبراهيم و إبنه سيدنا إسماعيل عليهما الصلاة و السلام
- البناء الذي شارك فيه الرسول صلى الله عليه و سلّم قبل بعثته بخمس سنوات و عمره خمسة و ثلاثون عاماً.
- بناء الحجاج بن يوسف الثقفي لجزء منها بعد ذلك.
- بناء السلطان مراد خان العثماني سنة 1040 هـ
- ثم الترميم الشامل الذي تم في عهد الملك فهد بن عبد العزيز.
بناء سيدنا إبراهيم و ابنه سيدنا إسماعيل عليهما الصلاة و السلام للكعبة المُشَرَّفة
يقول الله سبحانه و تعالى في الآية السابعة و العشرين بعد المائة و آيتين بعدها من سورة البقرة، واصفاً حال خليله إبراهيم و ابنه إسماعيل عليهما الصلاة و السلام أثناء بنائهما للبيت، تغمرهما البهجة و عشق أداء الواجب، مع الأمل في القبول من الله سبحانه و تعالى ، و الدعاء لنفسيهما و لذريتهما من بعدهما بكل خير:
" وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ☼ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ☼ رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ .. البقرة من الآية 127 إلى الآية 129."
لقد أمر الله سبحانه و تعالى نبيه و خليله إبراهيم عليه الصلاة و السلام ببناء البيت بعد أن بوّأه مكانه و حدده له، فنفذ الأمر الإلهي بكل شوق و عشق، و ساعده في هذه المهمة العظيمة الشريفة ابنه إسماعيل عليهما الصلاة و السلام.
و لقد أتمّا البناء على الشكل العمراني التالي:
بنى سيدنا إبراهيم عليه الصلاة و السلام الكعبة المُشَرَّفة بالحجارة و جعل ارتفاعها إلى السماء تسعة أذرع ، و جعل طولها من الجنوب من ركن الحجر الأسود إلى الركن الشمالي مما يلي الجهة الشرقية أي من واجهة الباب الحالي اثنين و ثلاثين ذراعاً، و من الجنوب من الركن اليماني إلى الركن الشمالي مما يلي الجهة الغربية إحدى و ثلاثين ذراعاً ، و من الشرق إلى الغرب مما يلي الجهة الجنوبية أي من الحجر الأسود إلى الركن اليماني عشرين ذراعاً، و من الشرق إلى الغرب من جهة حجر إسماعيل عليه السلام اثنين و عشرين ذراعاً ، و جعل لها بابين ملاصقين للأرض أحدهما من الجهة الشرقية مما يلي الحجر الأسود ، و الآخر من الجهة الغربية مما يلي الركن اليماني على سمت الباب الشرقي، و حفر في جوفها على يمين من دخلها حفرة بعمق ثلاثة أذرع لتكون خزانة للكعبة المُشَرَّفة أو مستودعاً لمقتنياتها و هداياها، و لم يجعل لها سقفاً و لا وضع أبواباً تُفتَح و تُغلَق.
كما أن البناء كان على شكل صف الحجارة صفوفاً بعضها فوق بعض بدون مادة ماسكة للحجارة، و كان يكمل كل يوم صفّاً واحدا، و هذا الأسلوب في البناء بدون مونة يسمّى رضماً.
و قد جعل سيدنا إبراهيم عليه الصلاة و السلام للبيت ركنين فقط، ركن الحجر الأسود و الركن اليماني، و لم يجعل له أركاناً من الجهة الشمالية بل جعله منحني الشكل ، و جعل إلى جانبه عريشاً متناسباً في شكله مع انحناء جدار الكعبة المقابل له، تقتحمه غنم سيدنا إسماعيل عليه السلام.
و يمثل الرسم التالي الشكل التخطيطي للكعبة على بناء سيدنا إبراهيم عليه الصلاة و السلام، و ذلك كما تصوّره الشيخ محمد طاهر كردي رحمَهُ الله تعالى.
بناء قريش للكعبة المُشَرَّفة
كانت الكعبة المُشَرَّفة في عهد قريش و ما قبله مبنية بالحجارة المصفوفة، و كان بابها بالأرض، و لم يكن لها سقف و إنما تُدَلَّى الكسوة على الجدار من الخارج و تُربَط من أعلى الجدار من بطنها، و كان في بطن الكعبة عن يمين الداخل جُب يكون فيه ما يُهدَى إلى الكعبة من مال، كهيئة الخزانة ، و كان قرنا الكبش الذي ذبحه سيدنا إبراهيم عليه الصلاة و السلام مُعَلَّقين في بطنها بالجدر، إلى أن ذهبت امرأة من قريش تجمر الكعبة المُشَرَّفة، فطارت من مجمرتها شرارة، فاحترقت كسوتها و تصدعت الجدران ، و زاد في ذلك التصدُّع السيول الجارفة التي أتت بعد ذلك.
ففكرت قريش في هدمها و تجديد بنائها، و حدث ان سمعوا بأن سفينة رومية انكسرت عن الشعيبة ميناء مكة المكرمة، فركب الوليد بن المغيرة مع نفر من قريش، و اشتروا خشبها ، و تعاقدوا مع نجار من بين ركابها اسمه (ياقوم) على ان يبني الكعبة معهم أهل الشام، و قرروا ألا يدخلوا في بناء الكعبة مالاً من ربا أو ميسر أو مهر بغي أو مال قطيعة أو مظلمة، فإن الله طيب لا يقبل إلا طيّباً.
و حين اختلفوا في توزيع الهدم و البناء اتفقوا على تجزئة البيت إلى أربعة أجزاء ثم تجزئة كل ربع إلى أربعة، و اختُصّت كل قبيلة أو عدد من القبائل بجزء، و أسهمت النساء في البناء حيث كان على الرجال حمل الأحجار و على النساء نقل الشيد (المونة) ، و جمعوا ما بداخل الكعبة من حلية و معاليق و جعلوها عند أبي طلحة عبد الله بن عبد العُزّي بن عثمان بن عبد الدار بن قصي و أخرجوا من البيت هُبَل و نصب عند المقام.
و كان رسول الله صلى الله عليه و سلّم ينقل معهم الحجارة و عمره إذ ذاك خمسة و ثلاثون عاماً، و تم الهدم كاملاً إلى القواعد التي حين مسّوها بالعتل اهتزت لها جبال مكة فوقفوا عند القواعد.
و بدأ البناء، و لكن حين وصلوا إلى موضع الحجر الأسود اختلفوا فيمن يرفعه و يضعه في مكانه، و كانت خصومة استمرت بينهم لبضعة أيام كادت أن تنشب بسببها حرب دامية حتى اقترح عليهم أبو أمية حذيفة بن المغيرة المخزومي أن يُحَكِّموا أول داخل من باب بني شيبة، فوافقوا على ذلك، فكان أول داخل هو رسول الله، و أمين مكة، و امين الإسلام، سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام، فرضيت قريش به و حل النزاع بأنه طلب رداء وضع الحجر بوسطه ، و طلب عضواً من كل قبيلة يمسك الرداء فيرفعوه إلى موضعه، ثم أخذه الرسول صلى الله عليه و سلّم بيده الشريفة و وضعه في مكانه.
ثم بعد ذلك بنوا حتى وصلوا إلى ارتفاع أربعة اذرع و شبر، عند ذلك ردموا و كبسوا باطن الكعبة المُشَرَّفة، و وضعوا بابها مرتفعاً على هذا الذرع ، و رفعوا البناء بعد ذلك مدماكاً من خشب و مدماكاً من حجارة، و زادوا ارتفاعها من تسعة أذرع إلى ثمانية عشر ذراعاً و سقفوها، و جعلوا في داخلها ست دعائم تحمل سقفها في صفين، كل صف ثلاثة دعائم من الشق الأمامي الذي يلي الحجر إلى الشق اليماني، و كانت خمسة عشر مدماكاً (صفّاً) من الخشب و ستة عشر مدماكاً من الحجارة، و جعلوا ميزابها يسكب في الحجر، و جعلوا أدرجة من خشب في بطنها في الركن الشامي في صف جدار الباب يصعد فيها إلى سطحها، و زوقوا سقفها و جدرانها من باطنها و دعائمها، و جعلوا في دعائمها صور الأنبياء، فكانت صورة إبراهيم خليل الرحمن عليه الصلاة و السلام على هيئة شيخ يستقسم بالأزلام، و كذا جعلوا فيها صور الملائكة عليهم السلام و صور الشجر، و صورة مريم عليها السلام مزوقاً في حجرها عيسى عليه الصلاة و السلام قاعداً، و جعلوا لها باباً واحداً يُفتَح و يُغلَق.
فلما فرغوا من البناء ردوا المال في الجب و علّقوا فيه الحلية و قرني الكبش و ردوا الجب في مكانه فيما يلي الشق الشامي، و نصبوا هُبَل على الجب كما كان قبل ذلك، و كسوها حين فرغوا من بنائها.
و تُمَثِّل الصورة التالية الشكل التخطيطي للكعبة المُشَرَّفة في بناء قريش كما تصوّره الشيخ محمد طاهر الكردي رحِمَهُ الله.
عمارة ابن الزبير للكعبة المُشَرَّفة
لمّا أرسل يزيد بن معاوية الحصين بن نمير مع جيشه إلى مكة المكرمة لقتال ابن الزبير، غلب الحصين على مكة كلها إلا المسجد الحرام، فلجأ ابن الزبير و أصحابه على المسجد، فبنوا حول الكعبة بيوتاً من القصب و أرففاً من الخشب يستترون فيها من حجارة المنجنيق و يستظلون بها من الشمس، و كان الحصين بن نمير قد نصب المنجنيق على جبل أبي قيس و قُعيقعان يرمي بها الكعبة المُشَرَّفة ، حتى تمزقت كسوتها و ترجرجت حجارتها، و صادف أن أوقد أحد أصحاب ابن الزبير ناراً طارت منه شرارة سببت حريقاً عظيماً في الكعبة، و الكعبة يومئذ مبنية ببناء قريش، مدماك من خشب و مدماك من حجارة، و كان ذلك ليلة السبت الثالث من ربيع الأول لعام 64 هـ، فتناثرت حجارة الكعبة حتى إن الحمام و الطيور لتقع على جدرها فتطير الحجارة الصغيرة من تحت أرجلها. ثم جاء خبر وفاة يزيد بن معاوية فترك الحصين الحصار، و غادر مكة بجيشه في الخامس من ربيع الثاني من العام نفسه، فكان من الضروري هدم الكعبة كاملاً و إعادة بنائها من جديد، فشاور ابن الزبير ذوي الأحلام و النُهَى في ذلك، و أخيراً استقر قراره على هدمها كاملة و إعادة بنائها.
فأعاد بناءها على قواعد سيدنا إبراهيم عليه الصلاة و السلام تيمّناً بما كان يتمناه رسول الله صلى الله عليه و سلّم، و جمع حجارتها من الجبال التي جُمِعت منها الحجارة حين أرادت قريش بناء الكعبة، و هي جبل حراء و ثبير و المقطع و الخندمة و حلحلة و جبل الكعبة و مردلة.
فلما اجتمع لابن الزبير عدة البناء كاملة اخذ ما في باطن الكعبة من حلية و غيرها و وضعها في دار شيبة بن عثمان إلى أن أتم البناء، و كان ابن الزبير أول من علاها بنفسه و ابتدأ هدمها في يوم السبت نصف جمادى الآخر عام 65 هـ و تبعه الناس في ذلك و تم هدمها في نصف نهار.
ثم أخذ الزبير الحجر الأسود و جعله في ديباج و أدخله في تابوت و قفل عليه و وضعه في دار الندوة. و نصب أخشاباً حول الكعبة و جعل عليها الستور يطوف الناس حولها. و لمّا كُشِفت قواعد البيت وجد أنها داخلة في الحجر بمقدار ستة اذرع و شبر، كأنها أعناق الإبل آخذاً بعضها ببعض، فإذا حُرِّك الحجر من القواعد تحركت معه الأركان كلها، و دعا ابن الزبير خمسين رجلاً من وجوه الناس و أشهدهم على ذلك الأساس، ثم وضع البناء على ذلك الأساس و جعل باب الكعبة الشرقي على مدماك الشاذروان الملاصق لرض، و جعل الباب الغربي بإزائه في ظهر الكعبة مقابله تماماً.
ثم لما وصل البناء إلى موضع الركن وضع الحجر الأسود في مكانه على حال غفلة من الناس. و قد زاد في ارتفاع الكعبة إلى سبعة و عشرين ذراعاً، و جعل عرض الجدار ذراعين، و جهل فيها ثلاث دعائم تحمل السقف في صف واحد من الشمال إلى الجنوب.
و بنى روازن تحمل السقف برخام مجلوب من صنعاء، و جعل باب الكعبة مصراعين بدل المصراع الواحد الذي كان قبل ذلك، و طوله أحد عشر ذراعاً، و جعل لها درجة في بطنها في الركن الشامي من خشب معرجة يصعد فيها إلى السطح ، و جعل في سطحها ميزاباً يسكب في الحجر. و بعد أن فرغ من بنائها طيب جوفها بالعنبر و المسك كما لطخ جدارها الخارجي بالمسك من أعلاها إلى أسفلها ، و سترها بالديباج، و بقيت من الحجارة بقية فرش بها حول البيت على مداره عشرة أذرع.
و كان الفراغ من عمارة البيت في السابع عشر من رجب سنة 65 للهجرة.
ثم بهذه المناسبة حرّض الناس على الاعتمار من التنعيم شكراً لله عز و جل، و على الذبح و النحر على مقدار الطاقة صدقةً لله على ما أولى به و أكرم، و أحرم هو و أصحابه من أكمة مسجد عائشة بالتنعيم، و أهدى كثيراً من البُدن ذبحها صدقة و حمداً لله، و بقيت هذه العمرة سُنَّة عند أهل مكة في هذا اليوم من كل عام.
و تُمَثِّل الصورة التالية الشكل التخطيطي للكعبة المُشَرَّفة بعد بناء ابن الزبير ، كما تصوّره الشيخ محمد طاهر الكردي رحِمَهُ الله.
عمارة الحَجّاج للكعبَة المُشَرَّفة
إن احتساب عمل الحجاج العمراني في الكعبَة المُشَرَّفة عملاً بنائياً شاملاً مستقلاً هو من باب التجوّز الذي أخطأ فيه المؤرخون، لأن الواقع أنه لم يقم بأي عمارة، و لكنه قام بنقض جزء من عمارة ابن الزبير للكعبة.
ففي سنة أربع و سبعين كتب الحجاج إلى عبد الملك بن مروان أن أبا خبيب عبد الله بن الزبير زاد في البيت ما ليس منه، و أحدث باباً آخر، فكتب إليه عبد الملك أن سد بابها الغربي الذي فتح ابن الزبير، و اهدم ما كان زاد فيها من الحجر و اكبس أرضها بالحجارة التي تفضل من أحجارها على ما كانت عليه في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلّم، فهدم الحجاج منها ستة أذرع و شبراً مما يلي الحجر، و بناها على أساس قريش الذي كانت استقرت عليه، و كبس أرضها بالحجارة التي فضلت من أحجارها و سد الباب الغربي الذي كان في ظهرها، و ما تحت عتبة الباب الشرقي و هو أربعة أذرع و شبر، و ترك سائرها لم يحرك منها شيئاً، فكل شيء فيها بناء ابن الزبير إلا الجدار الذي في الحجر فإنه بناء الحجاج ، و سد الباب الذي في ظهرها و ما تحت عتبة الباب الشرقي الذي يُدخل منه اليوم إلى الأرض كل هذا بناء الحجاج و الدرجة التي في بطنها اليوم، و البابان اللذان عليها اليوم هما أيضاً من عمل الحجاج.
و لقد كان بين بناء قريش و بناء عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما ثمانون سنة، و بين بناء ابن الزبير و عمارة الحجاج تسع أو عشر سنين على خلاف، ثم بقيت الكعبة المُشَرَّفة على حالها من يوم أن اقتطع الحجاج منها ما أدخله ابن الزبير فيها من الحجر و سد بابها الغربي و رفع بابها الشرقي إلى سنة 1039 هـ تسعمائة و ست و ستين سنة لم يصبها وهن و لا خراب غير بعض ترميمات بسيطة ، ثم قدّر الله سبحانه و تعالى الذي لا راد لقضائه و لا مانع لقدرته أن يدخل المسجد الحرام سيل عظيم في سنة 1039 هـ لم ير الراؤون مثله، فكان سبباً لسقوط معظم البيت الحرام و من ثم جاء البناء الحادي عشر الذي قام به السلطان مراد خان العثماني عام 1040 هـ.
و من المعلوم أن باب الكعبة المُشَرَّفة يقع في الجهة الشرقية منها، و يرتفع عن أرض المطاف بحوالي (2.25) متر و إرتفاع الباب نفسه (3.10) أمتار و عرضه حوالي (2م) و بعمق ما يقارب من نصف المتر.
و قد مر الباب عبر تاريخه الطويل بالعديد من المراحل من حيث تصنيعه و أشكاله و زخارفه، و نوعية المادة المُصَنَّع منها، حتى جاء العهد السعودي ، فتطورت المواصفات و تم تركيب بابين في فترتين متقاربتين زمنياً هما:
الباب الأول: و هو الذي أمر بصنعه الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ، و كان الباب مُصَفَّحاً بالذهب و الفضة ، و مزيّناً بأسماء الله الحسنى، و قد تم تركيبه سنة 1370 هـ.
الباب الثاني: أمر بصنعه الملك خالد بن العزيز آل سعود عندما لاحظ و هو بجوف الكعبة قِدَم الباب الموجود آنذاك و وجود آثار خدوش عليه، فأمر بصنع باب جديد حديث تم صُنعُه من الذهب الخالص و بمواصفات جديدة.