أقدم رجل يبلغ من العمر 45 عاماً على الانتحار شنقاً داخل محله بسبب ضيق أوضاعه المادية، ظهر الاثنين، في حي " التليفون الهوائي " بحلب.
و قال شاهد عيان : " دخل صباح اليوم الرجل ( يدعى شفيق ) محله و أغلق باب المحل خلفه ، ثم بعد ساعتين تقريبا جاء ابنه و فتح المحل ، و ليفاجئ بأبيه مفارقاً الحياة ".
و بحسب الجوار فإن المتوفى يعمل " فوالاً " في دكان مستأجر، وقد تراكمت الديون عليه، ولم يستطع سدادها، الأمر الذي دفعه للانتحار .
وذكر أحد سكان الحي لـ عكس السير ان المتوفى سمعته حسنة، و محبوب من الجميع، ولم تكن لديه اية مشاكل ظاهرة.
و حضر الشرطة و تم تنظيم ضبط بالحادثة ، كما حضرت الطبابة الشرعية و تم نقل الجثة لمتابعة التحقيق.
[size=9]الانتحار من كبائر الذنوب ، وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن المنتحر يعاقب بمثل ما قتل نفسه به .
فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( مَن تردى
من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالداً مخلداً فيها أبداً ،
ومَن تحسَّى سمّاً فقتل نفسه فسمُّه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً
مخلداً فيها أبداً ، ومَن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه
في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ) رواه البخاري ( 5442 ) ومسلم (
109 ) .
وعن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (
مَن قتل نفسه بشيء في الدنيا عذب به يوم القيامة ) رواه البخاري ( 5700 )
ومسلم ( 110 ) .
وعن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : ( كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح فجزع فأخذ سكيناً فحز بها يده فما
رقأ الدم حتى مات . قال الله تعالى : بادرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة )
رواه البخاري ( 3276 ) ومسلم ( 113 )
وقد ترك النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة على المنتحر ، عقوبةً له ،
وزجراً لغيره أن يفعل فعله ، وأذن للناس أن يصلوا عليه ، فيسن لأهل العلم
والفضل ترك الصلاة على المنتحر تأسيّاً بالنبي صلى الله عليه وسلم .
فعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال : ( أُتي النبي صلى الله عليه وسلم برجل قتل نفسه بمَشاقص فلم يصل عليه ) رواه مسلم ( 978 ) .
قال النووي :
" المَشاقص : سهام عراض .
وفي هذا الحديث دليل لمن يقول : لا يصلى على قاتل نفسه لعصيانه , وهذا
مذهب عمر بن عبد العزيز والأوزاعي , وقال الحسن والنخعي وقتادة ومالك وأبو
حنيفة والشافعي وجماهير العلماء : يصلى عليه , وأجابوا عن هذا الحديث بأن
النبي صلى الله عليه وسلم لم يصل عليه بنفسه زجرا للناس عن مثل فعله ,
وصلت عليه الصحابة " انتهى .
" شرح مسلم " ( 7 / 47 ) .
ولا يعني هذا – إن ثبت انتحارها – أن تتركوا الدعاء لها بالرحمة والمغفرة
، بل هذا يتأكد في حقها لحاجتها له ، والانتحار ليس كفراً مخرجاً من الملة
كما يظن بعض الناس ، بل هو من كبائر الذنوب التي تكون في مشيئة الله يوم
القيامة إن شاء غفرها وإن شاء عذَّب بها ، فلا تتهاونوا بالدعاء لها ،
وأخلصوا فيه ، فلعله يكون سببا لمغفرة الله لها .
والله أعلم .