فى بيت صغير
... لم يكن يجد من سُبل الحياة إلا ما يسد رمقه ... بين أعماد الخشب ... وأعواد
القش..
كان ذاك
الأب الحنون ... يحتضن إبنته وأمها ... يريد أن يجمع لهما ما تشتت من أمانٍ وغنى ..!!
راح ذاك
الرجل يعمل ليل نهار .. جاداً فى طلب رزقه ... غير أنه لم يفرق بين حلال ماله
وحرامه
..!!
وهنا .... وقعتْ تبعات ماله
... على ثمرةَ عياله .. ترعرعتْ من
بين البنات إبنته..
فصارتْ ... صاحبة القدْر العلىّ ... والشكل
البهىّ ... والقلب الرقراق .. والصوت الندىّ ...
تختال فى
مشيتها ..... ضيق الثياب .. ثيابها ...
رتعت فى
مسارح الغافلين ... عندما غفل عنها أباها ...؟؟!!!
تسحق وجهها
بمساحيقٍ تسحقُ الجمالَ ... ولكنها تحسبه يزيد جمالها ..؟؟
مغبونةٌ فى
نفسها ... مفتونةٌ بجمالها ...!!!
رأيتها ... تحثُّ
الخُطى لوِجَارِ الذئاب ... خفتُ عليها ... فغار على عرضها قلبى ...
إنها من
بنات المسلمين ...
أنقذها يا
أيمن الخير .. كما يلقبونك ...!
تابعتُ
خطاىَ نحوَ دار أبيها .. يا أبا الفتاة ... مالك ومالها ..؟؟
فقال: مالها
يا أيمن
الخير
...!!
قلتُ : أمرٌ
عظيم .. وخطرٌ جليل ... ؟؟
بنتك ... تؤخر
النصر عنَّا ...!!!
قال : معاذ الله .... قلتُ هو ذاك ... قال كيف ..؟؟
قلت: فتاةٌ
فى اللهو ساكرة ...
و بالسوء
جاهرة
...
كم من شباب
المسلمين مَنْ غيَّرتْ هذه مساره .... وبدلتْ بعد الصلاح إلى الفساد حاله ..!!.؟؟
تمشى فى طرق
المدينة ... كأنها نارٌ تأكل من ينظر إليها ...!!!
هى شيطان
عند إقبالها ... وشرٌ مع إدبارها ..!!!
أىْ أبتاه ...!!؟؟
ألستَ تحبها
...؟؟
قال: ويحك ...
إنا فلذة كبدى ...!!!
قلت: كبدك
أوشكت النار أن تحرقه ... !!
والفساد أن
يتلفه
..!!
أفقْ أيها
الآبق عن درب ربه ...!!!
مالكَ
تُشْغل بمالها ... عن دينها ..!!
وفجأة ...
سكتَ عن
الحديث لسانى ...
وتوقفَ عن
التفكير جَنانى ...
ورأيتُ نفسى
أضمُّ شفتاىَ ..
كأنَّ حيائى
قد ألجم فمى بهما ..!!
فما راعيتُ ..
إلا بكلمات أذهلت الأب المسكين ..؟؟
قلت : أبتاه
..... إبنتك زانية ....؟؟ زانية
/زانية...
كاد ذا
الحنان أن يسقط على الأرض ... من هول ما سمع..؟؟
قلتُ ... قال
رسول الله
...
(( أيما
امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية )) رواه النسائى و قال
الألباني حديث حسن
فكمْ .. استعطرت
... فمرت .... فشموا .... فشهد رسول الله أنها زانية ...؟؟؟
فأدرك الاب
مقالى .... لكن .... ليته ينفذ شيئاً مما تمليه عليه كرامته ويوحيه إليه دين
فهذه رسالة لكل أب وكل ام .... والقصة نسجتها من ملايين ما يجرى فى
بيوت المسلمين