بسم الله و الصلاة و السلام علي رسول الله
اما بعد
السلام عليكم و رحمه الله و بركاته
كلما مشيت في هذا الطريق ... سرعان ما اعود الي نقطة بدايته مرة اخري ... انه الطريق الذي
عندما اسلكه اتجه الي الله .. انه طريق الالتزام ... و لكن متي وجدت نفسي اصلي .. و اعرف الكثير
مما لا يعرفه غيري ... اشعر بالاطمئنان .. و اني هكذا قد وصلت .. لكن سرعان ما اجد نفسي ماشياً
في طريق اخر .. و حينما انظر خلفي .. اجد الطريق الذي كنت اسلكه بعيداً عني .. و ابتعد اكثر
و اكثر .. و ابدأ بعدم الشعور بالاطمئنان مرة اخري .. لماذا ؟؟؟ لقد حكمت شهواتي و التزمت
بصلاتي .. اذا لابد ان هناك شئ خطأ .. و بالفعل في كل مرة اجد شيئاً خطأ .. مرة اجد نفسي قد
غلبتني شهواتي في مرة .. و مرة اخري اجد اني تكلمت عن شخص اخر .. و مرة اخري اجد اني قد شعرت
بالغرور لاني اعرف في الدين و استطيع ان ابهر الناس بكلامي الدال علي اني شاب ملتزم ..
و من هنا فهمت حقاً ما كان يقصده ابي بكر الصديق حينما قال
مازلت ابيت على الخوف واصحو على الخوف حتى لو رأيت احدى قدمى تدخل الجنة فانى اظل خائفا حتى ارى
الثانية تدخل
فما ادراتي فهل انا من الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا و هم يحسبون انهم يحسنون صنعاً ؟؟
اذا فالمشكلة الكبري تكمن في الاطمئنان .. تماما اذا كنت خائفاً من شخص و لكن
حدث له شئ ابعده عني ... قبضت عليه الشرطة او حدث له اي شئ .. فبعدها اشعر بالاطمئنان
ولا ابالي له مرة اخري .. و هذا ما يحدث حينما لا تخاف .. فانا لست ضامناً الجنة .. و بسبب
هذا الاطمئنان او الضمان بمعني ادق قد اشعر بالغرور او اكتفي بقدر ما .. مما يجعلني اخطأ
الطريق ... تماماً مثلما ظن ابليس انه افضل من آدم .. في حين انه كان مخلصاً لربه قبلها و
انقلب حاله تماماً ..
فهل اخطأت مثلما اخطأ ابليس .. و هل قد اموت و انا سالك الطريق الاخر ؟؟
ان الحقيقة ان الطريق الاول ليس له نهاية في هذه الدنيا .. انه طريق يبدأ منذ ولادتي
ينتهي عند مماتي تتشعب منه الكثير من الطرق منها الضلال و منها التكبر .. و منها الايمان
و الكثير ... فاذا كنت اعرف متي اموت .. فعندها ساعلم اي طريق ساسلك قبل ان اموت
و لكن الموت علمه عندي ربي .. اذا فانا لست ضامن اي طريق ساسلك ؟؟
انا لست ضامناً لشئ .. الهذا اسأل الله دائماً ان يهديني الطريق المستقيم في صلاتي ..
نعم لهذا اسأله ... فالجنة لم تكن بهذه السهولة التي كنت اتوقعها .. انها بالفعل
تلزم بذل الكثير من الجهد
فيا رب اهدني الي الطريق المستقيم دائماً .. و انزع من قلبي الغرور و كل ما
قد يبعدني عن هذا الطريق يا رب العالمين