قال أبو الفضل المقري: مضيت أنا وأبو علي بن شاذان وأبو القاسم الأزهري
إلى قبر القاضي أبي بكر الأشعري لنترحم عليه وذلك بعد موته بشهر فرفعت
مصحفاً كان موضوعاً على قبره فقلت: اللهم بين لي حال القاضي أبي بكر وما
الذي آل إليه أمره، ثم فتحت المصحف فوجدت مكتوباً فيه "يا قوم أرأيتم إن
كنت على بينة من ربي وأتاني رحمة من عنده فعميت عليكم أنلزمكموها وأنتم
لها كارهون".
الباكسايي: بفتح الباء الموحدة بعد الألف وضم الكاف وفتح
السين المهملة والياء آخر الحروف بعد الألف، هذه النسبة إلى باكسايا وهي
من نواحي بغداد، منها أبو محمد العباس بن عبد الله بن أبي عيسى الباكسايي
ويعرف بالترقفي، سكن بغداد وحدث بها عن محمد بن يوسف الفريابي ورواد بن
الجراح العسقلاني ومروان بن محمد الطاطري وزيد بن يحيى بن عبيد الدمشقي
وحفص بن عمر العدني وأبي عبد الرحمن المقري وموسى بن مسعود النهدي وعبد
الأعلى بن مسهر الغساني وغيرهم، روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا ويحيى بن
محمد بن صاعد وعلي بن محمد بن أحمد بن الجهم الكاتب وأبو عبد الله بن
المحاملي وغيرهم، وكان ثقة ديناً صالحاً عابداً، وقال ابن مخلد: ما رأيته
ضحك ولا تبسم؛ ومات في المحرم سنة ثمان وستين ومائتين.
الباكويي:
بفتح الباء المنقوطة بواحدة وضم الكاف وفي آخرها ياآن منقوطتان باثنتين من
تحتهما، هذه النسبة إلى باكو وهي إحدى بلاد دربند خزران عند شروان،
والمشهور بالانتساب إليها أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن باكويه
الشيرازي الباكويي منسوب إلى جده، كان من الصوفية العلماء المكثرين من
الحديث وجمع حكايات الصوفية، رأى أبا عبد الله بن خفيف الشيرازي وجماعة،
روى عنه أبو سعد بن أبي صادق الحيري والأستاذ الإمام أبو القاسم القشيري
وابنه أبو سعيد وأبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن وجماعة كثيرة آخرهم
أبو بكر عبد الغفار بن محمد بن الحسين الشيرويي: وتوفي بعد سنة عشرين
وأربعمائة.
البالسي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وكسر اللام والسين
المهملة، هذه النسبة إلى بالس وهي مدينة مشهورة بين الرقة وحلب على عشرين
فرسخاً من حلب أقمت بها يوماً في توجهي إلى حلب وكانت الروم قد نزلت بها
وخربتها ومع ذلك فهي مسكونة فيها جماعة من المعروفين، والفقيه معدان بن
كثير البالسي أبو المجد من الفضلاء والعلماء والمشهورين، تفقه على الإمام
أبي بكر الشاشي ببغداد وبرع في الفقه، ولما نزلت بالس كان في الأحياء ولم
أعرف ذلك إلا بعد نزولي بحلب وانفصالي عنها. ومن القدماء المنتسبين إلى
هذه البلدة عبد العزيز بن عبد الرحمن البالسي الجزري، مولى مسلمة بن عبد
الملك، من أهل بالس، يروي عن حبيب بن أبي مرزوق وخصيف وعبد الكريم الجزري،
يأتي بالمقلوبات عن الثقات فيكثر، والملزقات بالإثبات فيفحش، روى عنه أبو
بكر محمد بن سليمان بن حبيب المصيصي الملقب بلوين. والحسن بن عبد الله بن
منصور البالسي، سكن أنطاكية، قال أبو سعيد بن يونس: أصله من بالس، سكن
بأنطاكية وقدم إلى مصر سنة ثمان وخمسين ومائتين، حدث عن الهيثم بن جميل
وغيره. وأحمد بن بكر البالسي، يروي عن خالد بن يزيد البجلي، روى عنه ابن
أبي ثابت البغدادي. وأحمد بن علي بن عياش البالسي المؤدب، حدث بالرقة عن
أحمد بن بكر البالسي وأبي الحسين أحمد بن سليمان الرهاوي، روى عنه أبو بكر
محمد بن إبراهيم بن المقرئ. وأبو بكر عبد الله بن محمد بن حميد بن سنان
البالسي، يروي عن أبي محمد العباس بن داود بن الكناني، روى عنه أبو الحسين
محمد بن أحمد بن جميع الغساني الحافظ وسمع منه ببالس. وأبو بكر محمد بن
أحمد بن محمد بن بكر البالسي المعروف بابن حمدان، يروي عن أبي سعيد أحمد
بن بكر البالسي في إملائه، روى عنه أبو الحسين بن جميع الصيدائي. وأبو
الورد شراحيل بن العلاء البالسي القاضي، يروي عن عبيد بن هشام الحلبي، روى
عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني. وإسحاق بن خالد البالسي
الذي يقال له ابن خلدون، يروي عن أبي نعيم الفضل بن دكين ومحمد بن مصعب،
يروي عنه عمر بن سعيد بن سنان المنبجي الحافظ. وأبو الطاهر الحسن بن أحمد
بن إبراهيم بن فيل البالسي، أصله من الكوفة وكان ينتقل في بلد الشام، سكن
بالس مدة وأنطاكية مدة حتى سكن قرقيسيا، روى عنه أبو حاتم بن حبان وسليمان
بن أحمد الطبراني وأبو أحمد بن عدي وأبو بكر بن المقرئ وغيرهم؛ وتوفي بعد
سنة عشر وثلاثمائة، وسأعيد ذكره في الفاء وأذكر بعض شيوخه.
البالقاني:
بفتح الباء المثلثة من تحتها وفتح اللام والقاف وفي آخرها النون، هذه
النسبة إلى بالقان وهي قرية من قرى مرو خربت واندرست وبقي النهر مضافاً
إليها، منها أبو الفتح محمد بن أبي حنيفة النعمان بن محمد بن أبي عاصم
البالقاني المعروف بأبي حنيفة، كان شيخاً عالماً بالتواريخ والوقائع
تالياً لكتاب الله مواظباً عليه غير أنه كان يعرف علم النجوم ويشرب المسكر
على ما سمعت جدي الإمام أبا المظفر السمعاني وأبا أحمد عبد الرحمن بن أحمد
السفديحي وغيرهما، لقيته بمرو وسمعت منه الكثير وسمعت منه بنيسابور ولقيته
بهراة ومر غابها -قرية من مالين؛ وكانت ولادته سنة ثمان وسبعين، ومات
بهراة سنة سبع وخمسين وخمسمائة-.
البالكي: بفتح الباء المنقوطة
بواحدة واللام، هذه النسبة إلى بالك وظني أنها قرية من قرى هراة ونواحيها،
والمشهور بالنسبة إليها أبو معمر أحمد بن عبد الواحد البالكي الهروي
الفقيه المزكي، حدث عن أبي محمد عبد الرحمن بن أحمد بن أبي شريح الأنصاري
بحديث علي بن الجعد -كذا ذكره ابن ماكولا. وأبو عمر إلياس بن مضر بن الياس
البالكي، كان من الفضلاء المبرزين والمحدثين بهراة، روى عن إسحاق بن أبي
إسحاق القراب الحافظ وغيره، روى لنا عنه جماعة بهراة منهم أبو الحسن محمد
بن إسماعيل الموسوي وأبو صابر عبد الصبور بن عبد السلام التاجر وجوهر ناز
بنت مضر بن الياس البالكي وغيرهم؛ وتوفي في ...... وثمانين وأربعمائة.
البالوجي:
بفتح الباء الموحدة وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى قرية من قرى سرخس
يقال لها بالوجوزجان على صوب هراة بينها وبين سرخس خمسة فراسخ، منها أبو
الحجاج خارجة بن معصب بن خارجة الضبعي البالوجي، من أهل هذه القرية أبوه
مصعب، شهد مع علي رضي الله عنه صفين، وسمي خارجة لأنه أخرج من بطن أمه بعد
موتها، أدرك خارجة قتادة بن دعامة السودسي بالبصرة فلم يكتب عنه ثم كتب عن
يونس ابن يزيد الأيلي عن الزهري، قدم مرو واستوطنها، وكان عبد الله بن
المبارك معظماً له ويحسن القول فيه، قال عبد الله بن عثمان المعروف
بعبدان: رأيت ابن المبارك مع خارجة بن مصعب في جنازة فسئل ابن المبارك عن
مسألة فأشار إلى خارجة وقال: عليكم بالشيخ، حدث عن أبيه وعبد الله بن عون
وعمرو بن دينار وأيوب السختياني وجعفر بن محمد الصادق ويونس بن عبيد وداود
بن أبي هند وعطاء بن السائب وإسماعيل بن أبي خالد وسفيان الثوري والأعمش
وروح بن القاسم وغيرهم، روى عنه عبد الله بن المبارك وعبدان عبد الله بن
عثمان.
البالوزي: بفتح الباء الموحدة بعدها الألف واللام والواو وفي
آخرها الزاي، هذه النسبة إلى بالوز وهي قرية من قرى نسا على ثلاثة أو
أربعة فراسخ منها، خرجت إليها لزيارة قبر أبي العباس الحسن بن سفيان بن
عامر بن عبد العزيز بن النعمان بن عطاء الشيباني البالوزي النسوي من قرية
بالوز، كان محدث خراسان في عصره، وكان مقدماً في الفقه والعلم والأدب، وله
الرحلة إلى العراق والشام ومصر والكثرة والجمع، تفقه على أبي ثور إبراهيم
بن خالد الكلبي وكان يفتي على مذهبه، سمع بمرو حبان بن موسى، وبنيسابور
إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، وببلخ قتيبة بن سعيد، وببغداد أحمد بن حنبل
ويحيى بن معين، وبالبصرة إبراهيم بن الحجاج السامي وهدبة بن خالد،
وبالكوفة أبا بكر بن أبي شيبة وأبا كريب محمد بن العلاء، وبمكة إبراهيم بن
المنذر الحزامي، وبالمدينة أبا مصعب الزهري، وبمصر حرملة بن يحيى ومحمد بن
رمح، وبدمشق هشام بن عمار؛ وصنف المسند الكبير والجامع والمعجم وهو
الراوية بخراسان لمصنفات الأئمة، وكتب الأمهات بالكوفة عن آخرها من أبي
بكر بن أبي شيبة، ومصنفات ابن المبارك عن حبان بن موسى الكشميهني، والموطأ
الكبير من حرملة بن يحيى، والسنن من المسيب بن واضح، والتفسير من محمد بن
أبي بكر المقدمي؛ وكانت إليه الرحلة بخراسان من أقطار الأرض، سمع منه أبو
حاتم محمد بن حبان البستي وأبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي وأبو أحمد
عبد الله بن عدي الحافظ وإمام الأئمة أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة
-وكان من أقرانه- وأبو حامد أحمد بن محمد بن الشرقي وأبو عمرو محمد بن
أحمد بن حمدان الحيري، وكان قرأ الأدب على النضر بن شميل، وكناه علي بن
حجر بأبي العباس، وقرأ الحديث بين يديه؛ ومات في سنة ثلاث وثلاثمائة،
وقبره بقرية بالوز مشهور يزار زرته.
البالوي: بفتح الباء المنقوطة
بواحدة واللام بعد الألف وفي آخرها ياء منقوطة باثنتين من تحتها، هذه
النسبة إلى بالويه وهو اسم لبعض أجداد المحدثين، والمشهور بهذه النسبة أبو
الحسين عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن بالويه البالوي الحيري من أهل
نيسابور، سمع محمد بن عبد الوهاب الفراء وعلي بن الحسن وأقرانهما، روى عنه
أبو سعيد بن أبي بكر وغيره. وأبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد
الله بن بالويه البالوي، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال: أبو محمد
البالوي بقية مشايخ أهل بيته ومن الصالحين المجتهدين المؤثرين صحبة مشايخ
التصوف على غيرهم من طبقات الناس، سمع أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة
وأقرانه، قال وسمعته يقول: دخلت بغداد وأبو بكر بن أبي داود وأبو القاسم
بن منيع في الأحياء لم أسمع منهما، فقلت له: أسمعت من محمد بن إسحاق بن
خزيمة وأبي العباس السراج؟ قال: نعم، وسمعته يقول سمعت أبا علي الثقفي
يقول لعبد الله بن المبارك: يا أبا محمد إنا إذا رأيناك ننتبه من رقدتنا
فقال عبد الله: يا أبا علي من لا ينبهه العلم لا ينبهه رؤية من هو مثله.
ومات في رجب سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة، ودفن في مقبرة أخيه أبي الحسين
البالوي ولم يحدث قط. وأبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن بالويه
المزكي البالوي من بيت العدالة، اختلف معنا متفقهاً سنة ثلاثمائة وأربعين
ورأيته يناظر في مجلس الإمام أبي بكر بن إسحاق، سمع أبا العباس محمد بن
أحمد بن بالويه الجلاب البالوي المحدث، كان من أعيان مشايخنا من أهل
البيوتات والثروة القديمة، رحل به أبو طاهر محمد بن الحسن المحمد اباذي
وصحح كتبه وسماعاته ببغداد، سمع أبا جعفر محمد بن غالب بن حرب الضبي وأبا
محمد بن ربح البزاز صاحب يزيد بن هارون وأبا علي بشر بن موسى الأسدي، سمع
منه أبو علي الحسين بن علي الحافظ والحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله
الحافظ؛ ومات في رجب سنة أربعين وثلاثمائة، وكان ابن أربع وسبعين سنة
وثلاثة أشهر. وأخوه أبو نصر محمد بن أحمد بن بالويه بن الجلاب البالوي،
سمع مع أخيه ببغداد سنة خمس وثمانين إلى سنة تسعين ومائتين غير أن الحديث
لم يكن من شأنه، كان يجالس السلاطين ويتعاطى ما يقرب منهم، ثم أنه ترك ذلك
كله وقعد في مسجد أخيه أبي بكر إلى أن توفي، وكان أولاده يتعاطون ما تعاطى
أبوهم، ولد له بعد الثمانين أبو سعيد وهو أصغر أولاده، حدث عن عبد الله بن
أحمد بن حنبل، روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وذكره في التاريخ وقال:
توفي في شهر رمضان من سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة وصلى عليه أخوه أبو بكر.
وأبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن حامد بن محمود بن محمد بن عبد الرحمن بن
سعد بن أبي وقاص الزهري النيسابوري يعرف بالبالوي، سكن بخارا، وكان يتولى
عمل المظالم، يروي عن أبي حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال ومحمد بن
الحسين القطان؛ وتوفي وهو على مظالم اشتيخن في شهور سنة أربع وسبعين
وثلاثمائة.
البامياني: باميان بالباء المنقوطة من تحتها بنقطة
وكسر الميم بعدها الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين والنون في آخره، بلدة
بين بلخ وغزنة، بها قلعة حصينة والقصبة صغيرة والمملكة واسعة جداً وبها
بيت ذاهب في الهواء بأساطين مرفوع منقوش فيه كل طير وخلق على وجه الأرض
ينتابه الدعار وفيه صنمان عظيمان نقرا في الجبل من أسفل إلى أعلاه، أحدهما
يسمى سرخ بت والآخر خنك بت، قيل ليس في الدنيا مثلهما، خرج منها جماعة من
المحدثين، منهم أبو محمد أحيد بن الحسين بن علي بن سليمان السلمي
البامياني، سكن بلخ، يروي عن مكي بن إبراهيم وعلي بن الحسن الرازي المعروف
بكراع ومقاتل بن إبراهيم والليث بن مساور وغيرهم من البلخيين، روى عنه
محمد بن محمد بن يحيى وعبد الله بن محمد بن طرخان، وهو مستقيم الحديث من
الثقات. وأبو بكر محمد بن علي بن أحمد البايماني، شيخ مكثر ثقة، رحل إلى
العراق والشام وما وراء النهر وأكثر من الحديث، سمع السيد أبا الحسن عمران
بن موسى بن الحسين الحسني وأبا الحسن الحسني وأبا الحسن أحمد بن عبد
الواحد بن أبي الحديد السلمي وأبا بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ
وغيرهم، روى لنا عنه أبو الفتح محمد بن أبي الحسن البسطامي ببلخ وأبو شجاع
عمر بن محمد بن عبد الله الإمام بعسقلان؛ وتوفي في وحدود سنة تسعين
وأربعمائة ببلخ.
البانبي: بباء منقوطة بواحدة وبنون مفتوحة بعد الألف
وفي آخرها باء أخرى، هذه النسبة إلى قرية من قرى بخارا يقال لها بانب،
والمشهور بالنسبة إليها أبو الطيب جلوان بن سمرة بن ماهان البانبي، يروي
عن أبي مقاتل عصام النحوي وعبد الله بن يزيد المقري وسعيد بن منصور
والقعنبي وخاقان السلمي وأحمد بن حفص، كان زاهداً ورعاً عابداً، وكان من
زهده أنه كان واقفاً على باب مسجده يؤذن وكان يوم طين ووحل فلما فرغ من
الأذان أتاه رجل وناوله كتاباً مختوماً فنظر في عنوانه وكان عليه اسم
الأمير فرمى ذلك في الطين وقال: متى كنت أنا من عمال الأمير؟ فلما بلغ
الخبر الأمير قال: الحمد لله الذي جعل في رعيتي من لا يقرأ كتابي. وهو
صاحب حديث: انزعوا الطسوس وخالفوا المجوس. وأبو سفيان وأبو جعفر محمد بن
يوسف الإسكاف البارودي، نزل بغداد وحدث عن أبي عتبة أحمد بن الفرج الحمصي
وأحمد بن عيسى الخشاب التنيسي وسليمان بن عبد الحميد البهراني، روى عنه
محمد بن مخلد الدوري وأبو طالب عبد الله بن وكيع بن أحمد بن المنذر
الهمداني البانبي، من أهل هذه القرية أيضاً، يروي عن أبي يعقوب إسرائيل بن
السميدع، روى عنه أبو صالح خلف بن محمد بن إسماعيل الخيام، وأبو بكر أحمد
بن سهل بن عبد الرحمن بن معبد بن طرخون البانبي، حدث عن جلوان بن سمرة
ويعقوب بن غرمل، روى عنه سهل بن عثمان بن سعيد ومحمد بن أحمد بن موسى
البزاز البخاريان. وأبو عبد الله الحسين بن محمد بن قريش البانبي، حدث عن
قتيبة بن سعيد، روى عنه أحمد بن سهل بن حمدويه البخاري. وأبو محمد أحمد بن
محمد بن زكريا بن قطن الأنصاري البانبي. وأبو علي الحسن بن محمد بن معروف
البانبي، حدث عن علي بن خشرم وأبي داود السنجي وغيرهما، روى عنه أبو حفص
أحمد بن أحيد بن حمدان؛ توفي في سنة ست وتسعين ومائتين. وأبو علي الحسن بن
محمد بن إسماعيل البانبي، حدث عن أبي خليفة الجمحي وزكريا بن يحيى الساجي
والهيثم بن أحمد البصري صاحب دينار وأحمد بن الحسن الصوفي وعمر بن أبي
غيلان؛ وتوفي في ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة -وأبو علي الحسين
بن حمدان بن خشويه البانبي، روى عن صالح بن محمد وحامد بن سهل وأبي بكر بن
حريث وأبي حفص أحمد بن يونس وغيرهم؛ توفي سنة سبع وأربعين وثلاثمائة. وأبو
سعيد سعيد بن عصمة بن عمر بن رجاء بن سمرة بن ماهان البانبي، ورجاء أخو
جلوان بن مرة، وسعيد هذا يروي عن عبد الصمد بن الفضل البلخي وإسماعيل بن
بشر وأحمد بن جرير البلخي، روى عنه أبو بكر محمد بن الحسين بن جعفر المقرئ
البخاري؛ ومات في شوال سنة ست وعشرين وثلاثمائة.
البانياسي: بفتح
الباء المنقوطة بواحدة وكسر النون بعدها ياء منقوطة باثنتين من تحتها في
آخرها سين مهملة، هذه النسبة إلى بلدة من بلاد فلسطين وهي في يد الإفرنج
يقال لها بانياس، والمشهور بالنسبة إليها من المتأخرين أبو عبد الله مالك
بن أحمد بن علي بن إبراهيم بن الفراء البانياسي المالكي، والده من بانياس
وولد هو ببغداد، كان شيخاً صالحاً معمراً، سمع الحديث من أبي الحسن أحمد
بن محمد بن الصلت القرشي وأبي الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان وأبي
الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ، روى لنا عنه جماعة كثيرة
بأصبهان وببغداد، منهم أبو سعد بن البغدادي بأصبهان وإسماعيل بن أبي سعد
الصوفي ببغداد وقريباً من عشرين نفساً، ووقع الحريق ببغداد في سوق
الريحانين وكان أبو عبد الله يسكنه في جمادى الآخر سنة خمس وثمانين
وأربعمائة فعجز مالك عن النزول عن غرفته فاحترق رحمه الله.
الباني: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى بان وهي شجرة، قال أبو الشيص:
أشاقك والليل ملقي الجـران غراب ينوح على غصن بان
وإلى
قرية من قرى أرغيان بنواحي نيسابور يقال لها بان رأيتها من بعيد، قال ابن
ماكولا: محمد بن إسحاق الباني مدني، يحدث عن عيسى بن ميناقالون. وموسى بن
عبد الملك القرشي الباني، حدث عن إسحاق بن نجيح الملطي، روى عنه أحمد بن
أبي موسى الكوفي. وأبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن محمد الباني القاضي،
كان مقدماً على الشهود بمصر بعد القضاعي، حدث عن ابن يزيد الحلبي وأبي
مسلم الكاتب، سمعت منه بمصر وكان ثقة. هكذا كله كلامه. وأما بان ارغيان
كان بها فقيه فاضل ورع يقال له سهل بن أحمد بن علي بن الحسن الباني
الأرغياني، حدث عن أبي الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي. وذكرته في حرف
الألف. وابنه أبو بكر أحمد بن سهل الباني، كان مثل والده في الفضل
والسيرة، وكان في عصرنا ولم ألقه، سمع مسند الشافعي عن أبي علي نصر الله
بن أحمد بن عثمان الخشنامي.
البارودي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة
والواو وسكون الراء وفي آخرها الدال، هذه النسبة إلى بلدة بنواحي خراسان
يقال لها ابيورد وتخفف ويقال باورد، خرج منها جماعة من الأئمة والعلماء
والمحدثين، والمشهور بهذه النسبة المذكورة أبو محمد عبد الله بن محمد بن
عقيل البارودي، نزل أصبهان، وكان يميل إلى مذهب الاعتزال بل ويغلو فيه،
حدث عن أبي بكر أحمد بن سلمان النجار البغدادي، روى عنه جماعة، وذكر أبو
زكريا يحيى بن أبي عمرو بن منده الحافظ في كتاب أصبهان، سمعت عمي أبا
القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن منده يقول: كتبت عن عبد الله بن محمد بن
عقيل البارودي جزءين من حديث أحمد بن سلمان فقال لي يوماً: من لم يكن على
مذهب الاعتزال فليس بمسلم؛ فلما سمعت منه هذا القول مزقت الجزءين وتركت
الرواية عنه؛ وتوفي بعد سنة عشر وأربعمائة. وأبو أحمد الغمر بن محمد بن
عبد الرحمن بن الغمر بن عباد بن النعمان البارودي، قدم بغداد وحدث بها عن
حامد بن بلال البخاري، روى عنه أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزق البزاز.
وأبو سهل محمد بن محمد بن إسحاق الفقيه البارودي، ذكر أبو القاسم بن
الثلاج أنه قدم بغداد حاجاً وحدثهم بسوق يحيى عن محمد بن عبد الرحمن
الدغولي في سنة خمسين وثلاثمائة. محمد بن عبد الله بن شهاب العكبري؛ ومات
في صفر سنة سبع وتسعين ومائتين. وأبو محمد عبد الله بن أحمد بن خزيمة
البارودي، قدم بغداد وحدث بها عن علي بن حجر السعدي وعلي بن سلمة اللبقي
وعمار بن الحسن النسائي وأحمد بن سعيد الدارمي، روى عنه أبو طالب أحمد بن
نصر الحافظ وأبو بكر الشافعي ومحمد بن عمر الجعابي وأبو الفتح محمد بن
الحسين الأزدي وغيرهم. وأبو عبد الله مسلم بن عبد الله بن مكرم المؤدب
خراساني الأصل يعرف بالبارودي، حدث عن يحيى بن هاشم السمسار وعمرو بن
مرزوق وحاتم بن عباد وأبي بلال الأشعري، روى عنه أحمد بن علي بن العلاء
الجوزجاني وإسحاق بن محمد بن الفضل الزيات وأبو بكر محمد بن عبد الله
الشافعي وإسماعيل بن علي الخطبي؛ ومات في المحرم من سنة اثنتين وتسعين
ومائتين.
الباهلي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وكسر الهاء واللام،
هذه النسبة إلى باهلة وهي باهلة بن أعصر وكان العرب يستنكفون من الانتساب
إلى باهلة كأنها ليست فيما بينهم من الأشراف حتى قال قائلهم:
وما ينفع الأصل من هاشم إذا كانت النفس من باهلة
والمشهور
بالانتساب إليها جماعة من القدماء والمتأخرين، منهم أمير خراسان أبو حفص
قتيبة بن مسلم بن عمرو بن الحصين بن ربيعة بن خالد بن أسيد الخير بن قضاعي
بن هلال بن سلامة بن ثعلبة بن وائل بن معن بن مالك بن أعصر بن سعد بن قيس
بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان الباهلي، والي خراسان زمن عبد
الملك بن مروان من جهة الحجاج بن يوسف، من شجعان العرب ورجالاتهم حزماً
ورأياً ونبلاً وفصاحة، وكان أكثر فتوح بلد ما وراء النهر بسببه مثل سمرقند
ونسف وكش وخوارزم وغيرها من البلاد؛ وقتل بفرغانة. وحفيده أبو محمد سعيد
بن سلم بن قتيبة بن مسلم الباهلي، كان ولي الأعمال بمرو وكان عالماً
بالحديث والعربية إلا أنه كان لا يبذل نفسه للناس ليقرأوا عليه، روى عن
محمد بن زياد بن الأعرابي وعلي بن خشرم وغيرهما. وأبو محمد العلاء بن هلال
بن عمرو بن هلال بن أبي عطية الباهلي مولى عامر بن عمرو بن قتيبة من أهل
الررقة والد هلال بن العلاء؛ ولد سنة خمسين ومائة، ومات سنة خمس عشرة
ومائتين، يروي عن عبيد الله بن عمرو والبصريين، روى عنه ابنه، كان ممن
يقلب الأسانيد ويغير الأسماء لا يجوز الاحتجاج به بحال، روى عن يزيد بن
زريع عن أيوب عن ابن أبي مليكة عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال: من قلم أظفاره يوم الجمعة عافاه الله من السوء كله إلى
الجمعة الأخرى. وأبو حبيب علي بن مسعدة الباعلي، من أهل البصرة، يروى عن
قتادة، روى عنه مسلم بن إبراهيم، كان ممن يخطئ على قلة روايته ويتفرد بما
لا يتابع عليه فاستحق ترك الاحتجاج به بما لا يوافق الثقات من الأخبار،
روى عنه زيد بن الحباب. وأبو القاسم بشر بن محمد بن أحمد بن أحمد بن ياسين
بن النضر بن سليمان بن سلمان بن ربيعة الباهلي القاضي ابن القضاة
بنيسابور، كانت خطته لآبائه الواردين عند فتح نيسابور وأقدم بيت للفتوى
على مذهب أهل النظر، وكان الحاكم أبو القاسم هذا رحمه الله حسن الوجه
والخلق طلق الوجه كثير الذكر والصلاة بالليل والنهار شديد الميل إلى
الصالحين والفقراء والمتصوفة، سمع بنيسابور أبا بكر محمد بن إسحاق بن
خزيمة وأبا العباس محمد بن إسحاق السراج، وبسرخس أبا العباس محمد بن عبد
الرحمن الدغولي وأبا الحسن بن إسحاق بن مزيد، وببلخ أبا بكر محمد بن علي
بن طرخان وأبا القاسم بن حم الفقيه وغيرهم؛ سمع منه أبو عبد الله محمد بن
عبد الله الحافظ وذكره في التاريخ فقال: القاضي ابن ياسين الباهلي كان
كثير السماع إلا أنه ضيع كتبه وسماعاته فلما حدث لم يجد منها إلا القليل،
وأول مجلس جلس للإملاء في مسجد أبيه في المربعة يوم الثلاثاء الخامس من
شهر رمضان سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة، ثم مرض فأملى المجلس الثاني في
داره؛ توفي صبيحة يوم السبت الثالث والعشرين من شهر رمضان سنة ثمان وسبعين
وثلاثمائة. وأبو بكر محمد بن حببان بن الأزهر الباهلي البصري من أهل
البصرة، سكن بغداد وحدث بها عن أبي عاصم النبيل وعمرو بن مرزوق وأبي معمر
الضرير الباهلي وعمرو بن الحصين، روى عنه أبو طاهر الذهلي وأبو بكر بن
الجعابي وعمر بن محمد بن سنبك، تكلموا فيه، قال عبد الغني بن سعيد: محمد
بن حبان بصري، يحدث بمناكير، حدث عنه أبو قتيبة سلم بن الفضل. وقال
الآبندوني: محمد بن حبان كان لا بأس به إن شاء الله.
البالائي: بفتح
الباء الموحدة؛ هذه النسبة إلى قرية بالا وهي من قرى مرو يقال لها
بالعجمية كوالا، والمشهور بهذه النسبة أبو الحسن عمارة بن عتاب البالائي
صحب عبد الله بن المبارك.
الباياني: بالباء الموحدة المنقوطة باثنتين
من تحتها بين الألفين، هذه النسبة إلى سكة بنسف يقال لها سكة بايان وهي
محلة معروفة نزلها الإمام محمد بن إسماعيل البخاري، مضيت إليها قاصداً
وصليت في المسجد الذي كان يصلي فيه البخاري، خرج منها جماعة من العلماء،
منهم أبو يعلى محمد بن أبي الطيب أحمد بن نصر الباياني، كان إماماً عارفاً
باللغة والأدب، سمع جماعة وكان فيه مزاح ودعابة؛ وكانت وفاته في صفر سنة
سبع وستين وثلاثمائة.