(أنا وهي)(مناجاة)كنت جالسا.بالكتاب مستأنسا.فجأة سرح بي الخيال.في الفيافي في القفار في الوديان في السهول في الجبال.التقيت هناك بصديقة.كانت في يوم من الأيام ولازالت لي رفيقة.قالت:كيف الحال.قلت:في الحضيض وتبارك رب العبيد.قالت:أما تذكرتني.هل نسيتني؟قلت:مانسيت حتى أتذكر.وأنا دائما بك أتفكر.قالت:صديقي سهر طويل.قلت:صديقتي ذاك بسبب قلب عليل.قالت:فيش دراسة.قلت:ذبحتنا التعاسة.قالت:أراك نحيل وجسمك عليل وحتى دمعك جف وما عاد يسيل.قلت:صدق الشاعر إذ يقول:وقائلة مابال دمعك أسودا.وقد كان مبيضا وأنت نحيل.فقلت إن دموعي جفت من البكا.وهذا سواد العين فهو يسيل.قالت:مما ذلك.زدني تفاصيلا عن أحوالك.فأنا عليك قلقة البال.من خطر هذه الأحوال.فإنها والله تودي بأعتى الرجال.حتى كأنهم لم يكونوا.وعلى هذه الأرض لم يوجدوا.قلت:صديقتي الحميمة.الجديدة القديمة.بم أخبرك وماذا أقول فقد قرب نجم حياتي من الأفول.ولم يبق في هذا العمر أكثر مما ذهب.وأنا قد وضعت الدنيا خلف ظهري.واستقبلت الآخرة بوجهي.فعسى اللقاء بالله يكون قريبا.وعسى أن تكوني يا صديقتي ممن يمشي خلف نعشي.قالت:أما من أمنية أخيرة في حياتك.قلت:بلى هي أمنية واحدة.قالت:بح بها.قلت:فقدت ظبيا وهو قريب بعيد.قالت:كيف ذاك.قلت:قريب فهو ساكن في قلبي.بعيد ضاع مني.فأسأل ربي لقياه ولو لحظة قبل الموت.وقبل فوات الآوان.وذهاب الروح إلى الملك الديان.فودعتني باكية.ولحالي أصبحت شاكية.وكانت لوضعي راثية.وقالت:نولك الله أمانيك.وعسى بعد البعد من ظبيك أن يدنيك.وتأكد أني أول من يمشي في خلف نعشك إذ هو نعشي.لأنني أنت وأنت أنا والسلام.(إنها روحي)23/5/2011 الاثنين تمام الساعة/11.08/صباحا...