خير الدين الزركلي:
ولد الشاعر والكاتب خيرالدين الزركلي عام 1893م بمدينة بيروت من أبوين سوريين وبالتحديد من دمشق ونشأ في دمشق وترعرع فيها، ودرس على علمائها أمثال جمال الدين القاسمي، وعبد القادرالبدران، وأبي الخير الميداني، فنشا محبا شغوفا بالعربية ولغتها وادابها يسري في قلبه الولاء للدم العربي وقوميته الخالدة ونستبين ذلك من خلال مواقفه الوطنية، ونشاطه السياسي للذود عن حياض وطنه وامته وتحررها من ايدي الاستعمار الفرنسي الأمر الذي دفع المستعمر الفرنسي، إلى الحكم عليه بالإعدام، لكنه عندما سنحت له الفرصة هجر بلده الشام مرغما وتخلصا من اذى اعداء بلاده وظل شاعرنا يتنقل حينذاك، بين مكة المكرمة، والقاهرة، وعمان وينشر قصائده الوطنية ومنها القصيدة التي وصف معركة ميسلون الشهيرة والتي تعتبر من روائع الشعر العربي فيصور الفاجعة التي حلت بوطنه الغالي.
وكانت الصحف تتناقل هذه القصائد، التي كانت تتساقط على المستعمر سهاماً مسمومة وضرباته موجعة له بل فهي سياط ممضة ونار لاهبة تحرق المستعمرين الفرنسيين و تفضح باطله، وتثير الرأي العالمي ضده ولنقرأ معا هذه الابيات للشاعر خير الدين الزركلي وهو ي يصور معركة ميسلون، هذه المعركة غير المتكافئة يقول فيها :
الله للحدثان كيف تكيد
. بردى يغيض وقاسيون يميد
غلت المراجل فاستشاطت أمة
عربية غضباً وثار وقود
زحفت تذود عن الديار ومالها
. من قوة، فعجبت كيف تذود
الطائرات محوّمات حولها
والزاحفات صراعهن شديد
واثناء وجوده في مصرعام 1929 أقيم مهرجان خطابي شعري لمساندة ومؤازرة الثورة العربية في سوريا ضد الاستعمار الفرنسي فوقف ا امير الشعراء احمد شوقي ليلقي قصيدته القافية الرائعة والتي تعتبر من روائع الشعر العربي في
العصر الحديث ومطلعها \
سلام من صبا بردى ارق
ودمع لا يكفكف يا دمشق
وقف خير الدين الزركلي بعده وأنشد قصيدته الرائعة ومطلعها \
الأهل أهلي والديار دياري
. . وشعار وادي النيربين شعاري
لقد تغني خير الدين الزركلي بأفراح سوريا خاصة والشام عامة ، وبكى أتراحها، وكانت مواقفه مشهودة محمودة، اشتهر معظم شعر بالطابع الوطني الجياش الذي يفيض عاطفة ويقطر ثورة في نفوس الشباب الشامي والعربي عموما ،وهذا ماينم عن شخصية وطنية عربية فذة تحمل بين جنباتها روحا عربية خالصة
فقد كان صوت الشام المدوي ، والناطق بلسانها ، والمعبر عن خلجاتها ومشاعرها، كان حقاً شاعر الشام، وكان ابنها البار، وكان