صبي الكؤوس يا ليلي وعمري الأكوابا
لأذيب في خمر الكؤوس مصابا

لا تعذلي هوى يغالبه الصبا
فالحب كان كطبعه غلابا

تتثاءب الأقداح بين أصابعي
وعلى المصارع تفتح الأبوابا

قالت : أتطلب خمرة يا وليتي
أنا ما عهدتك تستطيب شرابا

فأجبتها : في الخمر أدفن صحوتي إني
وجدت الصحو في هذي البلاد عقابا

ما الصحو في وطن بدا
كذبيحة تستعطف القصابا

ماذا يفيد الصحو في وطن
غدا لسيوف الغاصبين مزادا

عصروا رحيق قلوبهم في كأسي
فوجد سماً في الكؤوس مذابا

ناديت : يا أهل العروبة وينكم ؟
رد الفراغ وما سمعت جوابا ؟

أواه يا عصر الخنا كيف انتهت
بنا وراء سجونهم أسلابا

تمتضي بنا الأحزان يا وطننا
تعيث به أيادي الساقطين خرابا

ماذا أقول في أمة قد أصبحت
تحمي العدو وتقتل الأصحابا

وجيوش قومي أصبحت
تحمي الغريب وتذبح الأحبابا

عساكر ليست تساوي جزمة
وقيادة ... لا تعدل القبقابا

فوق الخرائط وحدة عربية
وعلى المعابر تستحيل سرابا

أمع العدو تحاور وتذلل
وعلى الأخوة تشحذون حرابا ؟

وعلى الأخوة سيوف أشهرت
وأمام صهيون يصبحون نعاجا

أخراب دمشق عندكم أولى
وأكثر من مبارزة اليهود ثوابا ؟

صنعوا على أرض الرباط مجازرا
من هولها شاخ الرضيع وشابا

ماذا تبقى ويحكم وسيوفهم
في كل صبح تستبيح رقابا

مادام نصف الشعب يقتل نصفه
من ذا الذي للشعوب حسابا ؟؟

غربان شؤم ترتقي منابر
أن التفت تصادفين غرابا

ماذا سيجدي العقل يا ليلى
وأسياف العروبة أصبحت أخشابا

ماذا أقول لأمة منخوبة
ومن الفطائس تصنع الأربابا

يغتالني وطن يذل أعزة
وعلى الأراذل يسبغ الألقابا

لا تذبحيني بالعتاب حبيبتي
تعب القتيل فما يطيق عتابا

لما لا أعاقر الكؤوس في أمة
تعلي العميل وتعبد النصابا

ياحلوتي لاتأبهي لعوائهم
تبقى الكلاب ـ مع الزئير ـ كلابا

يا شعبي الجبار صرت خرافة
للتضحيات ... وللصمود كتابا

تتراقص الآمال فوق جراحنا
ونصوغ من ألم الرحيل إيابا