أطلقت شركة «نوكيا» الفنلندية التي كانت من رُواد الشركات العالمية المتخصصة في الاتصالات المتحركة إلى وقت قريب هاتفها الذكي الجديد «N9».
واعتبر المراقبون هذا الهاتف المتحرك نسخةً مطورةً لسابقه «N8»، وجاء موفد نوكيا الجديد مُزوداً بسلسلة من المكونات المادية المتميزة مثل سعة كاميرته البالغة 8 ميجابيكسل بعدسات «كارل زيس» فائقة الوضوح والجودة، وبمعالج «Arm Cortex» الدقيق بتردد 1 جيجاهيرتز، وبشاشة أموليد التي تعمل بصمام ثنائي المصفوفة العضوية النشطة والباعث الضوئي ويبلغ طولها حوالي 10 سنتيمترات، وبسماعات «دولبي» و»دولبي بلاس الرقمية»، وقارئ الاتصال قريب المدى (NFC).
وبفضل بعض أعمال التصميم الجديدة، لم يأت المتحرك «N9» بأي زر على الإطلاق، بل يكفي أن يقوم المستخدم بلمس الشاشة وسحب أصابعه عليها ليتصفح ويطلع على ما يريد.
وتعليقاً على تخلي شركة نوكيا هذه المرة عن نظام الأزرار والاستعاضة عنه بتقنية اللمس، قال ماركو أهتيساري، مدير التصميم بنوكيا، «لقد فضلنا هذه المرة أن نصمم الهاتف الجديد بطريقة أفضل وبما يتماشى مع توجهات المستخدمين وميولهم. ولتحقيق هذا التطوير، حرصنا على تجديد تصميم مكونات الهاتف المادية والرقمية على حد سواء. إذ ابتكرنا مفتاح البداية بحركة بسيطة لا تتعدى تمرير الأصبع من على حافة الشاشة.
وتضفي هذه التجربة بُعداً جديداً للتكنولوجيا يجعل المستخدم يشعر بأنها طبيعية وخالية من أي تعقيد أو تكلُف». هذا عن القالب، أما القلب فهو يعمل بنظام التشغيل «مي جوو» الحر ومفتوح المصدر، وهو نظام التطبيقات نفسه الذي سيُستبدل قريباً بـ«ويندوز فون 7».
ولم تُعلن شركة نوكيا بعد عن تاريخ إطلاق هاتف «N9» ولا عن السعر الذي سيُعرض به في الأسواق، لكن مجرد الإعلان عن مواصفاته أثار ضجةً قويةً.
الكاتب تشارلي سوريل كتب متحدثاً عن نوكيا «N9»: “أنطر إلى ما فعلته أخيراً شركة نوكيا! فبعد أن كاد كل المحللين والمراقبين والنقاد التكنولوجيين يجزمون بأن نوكيا أصبحت في عداد أصحاب المجد الضائع والنجم الخافت غير القابل للسطوع مجدداً، ها هم الفنلنديون يهبون من رمادهم مثل طيور العنقاء، ويُفاجئون عالم الاتصالات المتحركة الذي سبق أن كانوا رُواده بهاتف متحرك ذكي يبدو في منتهى الجاذبية قلباً وقالباً: N9”.
وأضاف «قد يكون لجوء نوكيا إلى نظام التشغيل «مي جوو» بمثابة القشة الأخيرة التي عمدت نوكيا للتشبث بها عساها تُنقذ نفسها من الغرق ولفظ أنفاسها الأخيرة مع إطلاق «ويندوز 7»، لكن يبدو أن نوكيا نجحت هذه المرة في مفاجأة الجميع وجاءت بمنتج يتوافق مع تيار موضة الاتصالات المتحركة الذكية الجديد».
وتجدُر الإشارة إلى أن شركة نوكيا كانت قد أعلنت في وقت سابق من العام الجاري أن تطبيقات نظام التشغيل «ويندوز فون 7» من مايكروسوفت سيُشغل قريباً جميع هواتف نوكيا.
وهو التصريح الذي فهمه الكثيرون على أنه استجداء من شركة نوكيا التي طالما استحوذت على سوق الاتصالات المتحركة في بداياته لعقد شراكة مع مايكروسوفت أملاً في النجاة من الغرق والقدرة على الصمود وسط أمواج التيار الجارف الذي يقوده فاعلون تكنولوجيون جُدُد، لا سيما بعد أن عاينت شركة نوكيا في الشهور القليلة الماضية سهمها في سوق الهواتف الذكية العالمية يهوى ويتآكل ويقترب من التلاشي مقابل الأرباح الكبيرة التي حققتها أسهم «أندرويد» و»آبل