نظارة مرصعة بالذهب لا نرى بها الحقيقة
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
اسعد الله اوقاتكم بالحب والخير
يا لها من نظّارة غريبة الأطوار , نستطيع من
خلالها رؤية أخطاء غيرنا , ولكنها عاجزة عن
رؤية أخطاء
أنفسنـــــــــــا ....
في هذا الموضوع سنحاول ترميم الهيكل
الإنساني , فنحن نرفض أن ينخر الدود هذا الهيكل
الفضيلة ذنبٌ لا يغفره البشر
يتَّشحُ الليل بسواد أعمالنا , ونصبح كالملائكة
أمام من يخطئون ,فمن لا يُفتضحُ أمره فهو
قِدّيس ٌ سماوي .
لمــــــاذا لا نرى في أزهارالمستنقعات جمالاً
حيث تختنق الدموع ويكبر الشعور ؟؟
أيها النبلاء إن رؤوسكم كسنابل قمحٍ خاوية
فالإنسانية لا تنحني أمام البشر .
يا ربِّ , ما دنّسهُ ضعفي رُدَّهُ إليَّ بجمال عفوكَ ,
ستبقى عيون قلوبنا من زجاج , إلى متى
كثير من الناس يُخطىء وجَلّ من لا يُخطىء ,
فننظر إليهم بعينٍ بصيرة و نفضح
أمرهم
ويصيرون لقمة سائغة في أفواهنا المزعومة ,
ننسج حولهم الحكايا , ونتناولهم في الدواوين ,
ونقول
" إنّ الفضيلة قد أُصيبت بالشذوذ الجنسي"
في يومنا هذا لم نعد نعرف المخلصين , فالكلّ
يتحدث عن الشرف , وفي الزواج يبحث الخائن
عن
امرأة مخلصة , لأنه يعرف أن الصور لا تحترق
في المرايا , لأنه لم يعرف يوما طعم الإخلاص ,
فالأبرياء
المخطئون لا يملكون حصانة لضعفهم , أما
المخلصون الأبرياء فهم الذين يملكون الحصانة
لقوتهم ...
الفضيلة ذنبٌ لايغفره البشر ,
فمن يقف أمام الخطيئة ليحسّ كل هذا الألم ,
وهو في حوض الإغتسال , لا بد أن يخرج
طاهراً رغم كل
الذنوب , فحين يجتاز بحر الخيانة , فإن شموس
العالم لن تجففه , لأن بلل الخيانة لا يكون مطراً ...
ومن هم المعصومون عن الخطأ ولا يتوبون ..؟؟
نقف أمام المرأة فنصير كلنا مخلصون , ومن ثم
نقف أمام المرآة فيفضحنا العِريُّ , لقد تذوقت
طعم
السمعة السيئة ذات يوم , أنا لا أشتاق إليها أبدا
الحب والاحترام .
ففي أول تجربة قاسية لي في الحياة , عرفتُ أن
الفضلاء لا يستطيعون أن يقفوا أمام عجز
الضمير
بقوة فضيلتهم , فالقانون لا يرحم ,
يقول أحدهم لآخر : لاتتكلم عنها هكذا , فهي
فتاة محافظة - إنها لا تنام مع الرجال الغرباء
لم يكن ظالما , إلّا أنه كان يغيّر الحقيقة ,
فلطالما أخفينا جواربنا الممزقة بأحذية ملمعةٍ .
فالمبادىء أصبحت مثل عود الكبريت , ما أن
يصيبها البلل حتى
لا تقوَ على الاشتعال , فكل ما يتحدث به الناس
تحت الأضواء لا يعني بالضرورة صدقهم في
حياتهم التي
يعيشونها خلف الكواليس , وليس كل ما يقوله
الإمام دليلا على صدقِ فعله , فهناك في الحياة
مَن هم أكثر
خيانة من أصحاب الخيانة العلنية , ومع هذا فهم
طاهرون لأن يد العدالة في هذه الأرض لن
تصل إليهم ..
في النهاية , أنا لاأرى بعينيكَ أنت ولكني أنظر
للحياة من عدسات نظارتي التي لا تستطيع
الرؤية , لا
تنظر للناس من ثقب ضيّق , ولا تفضح ما كان
من أمرهم , فالحياة كالرحى تدور وتطحن ,
فكن كحبة القمح
الناضجة , والتي تربت على الفضيلة
فمن هم الذين يُخطئون ولا يحاسبون ..؟؟