( عن غربتي ، عن سماء لا نجوم لها )

يا أبتي ، لم أركبْ معكم

وعن نجوم طوت أضواءها سفرا
ما زلتُ أقري شفاه الفلِّ فاتحةً
حُسنى تعلمه التسبيح والفكرا
رتلتها ذات شجوٍ ، هل نسيت ؟... فمَنْ
( يغازل الأخضرين الماء والشجرا ) ؟!
مازلتُ – يا طيّبَ المعنى – أربّتها
وعداً ، وألقاك في تسبيحها سِوَرا
هل تذكر العشبة المغناج ؟... ما اتخذت
للآن غير صداك المشتهى وترا
مازلت في نجمك الغافي أرى ألقاً
مازلت في قلبك الظامي أرى نهَرا
وأسأل الليل عن موّال دهشتنا
... يا أنت ، يا نزوة الموّال إن شمرا
من ذا يعزي دمي المسفوح عن حلمٍ
قنديله في مرايا صمتنا انكسرا؟!
من ذا سيمسح دمعاً أنت ذارفه ؟!
يا أطيب الناس قمحاً في فم الفقرا
يا رائع الحزن ، لم تترك لنا وجعاً
يا وارف الروح ، يا أندى الأسى بشَرا
الآن يا وجعي ، من سوف يحملني
حزنا ؟! ... ويزرع في ليل الفتى سحرا ؟!
خذني إليك ، و إلاّ عُـد لخاصرةٍ
أوقفتَـها رغم أنف الريح مشتجرا
علمتَـها الصبر للميعاد ؛ فاصطبرت
والآن قل لي : أتلقى عنك مصطبرا
هلاّ رجعت لليل الحبّ ، يا قمراً
مازال ليلك مهما غبتَ منتظرا