الكنغ
الجنس :
عدد المساهمات : 18239
العمر : 45
| * يابـاغي الخـير أقــبل |
|
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وخاتم النبيين المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين ... أما بعـد ...
فإن كل لحظه تمضي ، وثانية تنقضي هي جزء من عمرك ، ومرصودة في صحيفة حسناتك أو سيئاتك ، فاتق الله في نفسك ، واحرص على شغل أوقاتك فيما يقربك إلى ربك ، ويكون سبباً لسعادتك في دنياك وآخرتك .
وإذا كان قد ذهب من شهر رمضان المبارك أكثره ، بقي فيه العشر الأواخر التي هي زبدته وثمرته ، في ليلة القدر خير من ألف شهر وألف شهر تقارب ثلاثاً وثمانين سنة وأربعة أشهر ، فمن وُفق لقيام هذه الليلة وأحياها بأنواع العبادة ، فكأنه عبد الله تعالى أكثر من ثلاثاً وثمانين سنة . قال تعالى : [ إنا أنزلناه في ليلةٍ مباركةٍ إنا كنا منذرين * فيها يفرق كل أمر حكيم ] " الدخـان " ، أي يفصل من اللوح المحفوظ إلى الملائكة الكاتبين كل ما هو كائن في تلك السنة من الأرزاق والآجال والخير والشر ، وغير ذلك من أوامر الله المحكمة العادلة .
يقول النبي r : ( وفيه ليلة خير من ألف شهر من حُرمها فقد حرم الخير كله ، ولا يُحرم خيرها إلا محروم ) حديث صحيح رواه النسائي .
وفي الصحيحين أن النبي r قال : ( التمسوها في العشر الأواخر في الوتر ) ، أي في ليلة إحدى وعشرين ، وثلاث وعشرين ، وخمس وعشرين ، وسبع وعشرين ، وتسع وعشرين . و ذهب كثير من العلماء إلى أنها لا تثبت في ليله واحدة ، بل تنتقل ، اطلبوا رحمكم الله تلك الليلة : ليلة العتق والمباهاة ، ليلة القرب والمناجاة ، ليلة نزول القرآن .
لقد كان صلى الله عليه وسلم يعظم هذا الشهر ، ويجتهد فيها اجتهاداً لا يجتهده في سواها ، يفعل ذلك وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، فما نحن المذنبين المفرطين المقصرين أن نقتدي به r فنعرف لهذه الأيام فضلها ، ونجتهد فيها ، لعل الله أن يدركنا برحمته ، ويسعفنا بنفحة من نفحاته ، تكون سبباً لسعادتنا .
فينبغي لك أيها الحبيب أن تفرغ نفسك وأهل بيتك في هذه الأيام ، وتخفف من الاشتغال بالدنيا ، وتجتهد فيها بأنواع العبادة من صلاة وقراءة قرآن ، وذكر ودعاء وصدقة ، وصلة للرحم وإحسان إلى الناس ، ومشاركة المسلمين في تعظيمها .
فإنها والله أيام معدودة ، ما أسرع أن تنقضي ، وتُطوى صحائفها ، ويُختم على عملك فيها ، وأنت لا تدري هل تدرك هذه العشرة مرة أخرى ، أم يحول بينك وبينها الموت ، بل لا تدري هل تكمل هذه العشر ، وتُوفق لإتمام هذا الشهر ، فالله الله بالاجتهاد فيها والحرص على اغتنام أيامها ولياليها ، وإنه لمن الحرمان العظيم ، والخسارة الفادحة ، أن نجد كثيراً من الناس ، تمر بهم هذه الليالي ، وهم عنها في غفلة ، تجد بعضهم إذا جاء وقت القيام ، انطرح على فراشه ، ومنهم من يعتكف في الأسواق ، فيمضون هذه الأوقات الثمينة فيما لا ينفعهم ، فيسهرون الليل كله أو معظمه في لهو ولعب ، وفيما لا فائدة فيه ، أو فيه فائدة يمكن تحصيلها في وقت آخر ، فلا تنسوا معركة بدر ، وفتح مكة ، واليرموك وحطين ، إنها بطولات تحققت في رمضان .
فأروا الله من أنفسكم خيراً واجتهدوا في هذه الليالي المباركات ، وتعرضوا فيها للرحمات والنفحات ، فإن المحروم من حُرم خير رمضان ، وإن الشقي من فاته فيه المغفرة والرضوان ، يقول النبي r : ( رغم أنف من أدرك رمضان ثم خرج ولم يغفر له ) رواه ابن حبان والحاكم وصححه الألباني .
احرص أخي في ذكر الله أن تكون هذه العشر غير سابقاتها بالتقرب إلى الله ، واحرص على محاسبة نفسك ، فما هي العادات الحسنة التي اكتسبتها في رمضان واستمر عليها ولا تتركها ، وما هي العادات السيئة تركتها في رمضان فعاهد نفسك على عدم العودة إليها . وفقنا الله وإياكم لكل ما يرضيه عنا وينفعنا في ديننا ودنيانا . | |
|
مصطفى الناشف
الجنس :
عدد المساهمات : 1104
العمر : 46
| رد: * يابـاغي الخـير أقــبل |
| | |
|
جامعة الكل
الجنس :
عدد المساهمات : 20616
العمر : 59
| رد: * يابـاغي الخـير أقــبل |
| تحياتى لك ولرقى موضوعك.. دمت سالما دوما.. تقبل مرورى.. واصدق دعواتى.. ذكريات.. | |
|
محمود 66 _
الجنس :
عدد المساهمات : 13454
العمر : 42
| رد: * يابـاغي الخـير أقــبل |
| | |
|