أميره بكلمتي
الجنس :
عدد المساهمات : 8825
العمر : 31
| دس جبريل عليه السلام التراب في فم فر عون |
|
دَس جِبرِيل عليه السلام التُرَاب في فَمِ فِرعَون , ,
تمهيد ..
هذه قصة تبين لنا مدى البغض الذي كان يحمله جبريل عليه السلام لفرعون الطاغية حتى أنه عندما
قال : ( آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل ) يونس : 90
حال غرقه , خشي أن تدركه رحمة الله فأخذ يدس التراب في فمه ليمنعه من النطق بكلمة التوحيد .
نص الحديث ..
روى الترمذي في سننه عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [ لما أغرق الله فرعون قال :
( آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل ) يونس : 90 , فقال جبريل : يا محمد , فلو رأيتني وأنا
آخذ من حال البحر , فأدسه في فيه مخافة أن تدركه الرحمة ] .
قال أبو عيسى هذا حديث حسن .
وفي رواية أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر ( أن جبريل يدس في فِي فرعون الطين خشية أن يقول :
لا إله إلا الله , فرحمة الله أو خشية الله أن يرحمه الله )
قال أبو عيسى الترمذي : هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه .
تخريجه ..
رواه الترمذي في كتاب التفسير , باب من سورة يونس , 4/287
وانظره في صحيح سنن الترمذي 3/61 ورقمه 3320 , 3321
وعزاه محقق جامع الأصول ( 2/192 ) إلى الترمذي وأحمد وابن جرير و أبي داود الطيالسي
غريب الحديث ..
حال البحر : الطين الأسود الذي يكون في أرض البحر
شرح الحديث ..
حدثنا القرآن طويلا عن فرعون وطغيانه وجبروته , وصولته وجولته في وجه الحق , كما أخبرنا عن نزول
نقمة الله به وبجنده عندما أغرقهم فأهلكهم , وقد كان جبريل عليه السلام حاضرا شاهدا , وقد أخبر جبريل
رسولنا صلى الله عليه وسلم أن فرعون عندما أدركه الغرق وقال : آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل
أخذ يحشي فمه بطين البحر , حتى لا يمكّنه من النطق بكلمة التوحيد , خشية أن تدركه رحمة الله ويقبل توبته .
وما فعل جبريل ما فعله إلا من شدة حنقه على ذلك الطاغية الذي أمعن في الكفر والإفساد ومحاربة الإسلام
وفتنة المؤمنين .
وقد يقال
وما يضير جبريل أن يرحم الله فرعونا , ويغفر له ؟
والجواب : أن العبد يصل إلى حالة من الكراهية للظالمين بحيث يدعوا الله أن لا يقبل توبتهم , ولا يدخلهم رحمته
وهذا وقع من موسى عليه السلام , فإنه دعى على فرعون وملئه أن يشد الله على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا
العذاب الأليم ( ربنا إنك ءاتيت فرعون وملأه زينة و أموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس
على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم ) يونس : 88
وقد يقال أليس مقررا أن الله لا يقبل التوبة عند حلول العذاب , وعند الغرغرة , فكيف ظن جبريل أن الله يمكن
أن يغفر لفرعون وهو في هذه الحال ؟
والجوابأن جبريل عمل بمقتضى ظنه من غير التفات إلى علمه , والله أعلم .
عبر الحديث و فوائده
1- عظم رحمة الله , فقد خشي جبريل وهو أعلم الخلق بالله أن تنال رحمة الله فرعون عندما نطق
بكلمة التوحيد في غرقه .
2- فضل كلمة التوحيد , فإن جبريل خشي أن يرحم الله بها فرعون الكافر , فكيف اذا قالها العبد في حال الصحة
والعافية موقنا بها , لا شك أن في ذلك أجر عظيم وثواب جزيل .
3- شدة بغض الملائكة للكفرة المجرمين , حتى أن جبريل كان يدس التراب في فم فرعون عند نزول العذاب به .
|
| |
|