ابراهيم تايحي
الجنس :
عدد المساهمات : 974
العمر : 72
| أقدام وأقلام |
| [size=32] أـــــــــــــدام وألام[/size]
لو كانت لي الخيّرة لأخترت الأقدام وأنكرت الأقلام’ وما هذا بغريب على جل سكان المعمورة من الأنام
*- كيف ولِما’وما نراك إلا بادي الأمر ’ سفيه القول’ مستحب العمى والظلام؟
*- لا عليكم ’ على رسلكم ’ فالقدم تدل على السير والبعرة على البعير
*- خض في حديث غيره فلولا رهطك لرجمناك ’ كفى من الكلام..؟
*- هوّنوا عليكم وأخبروني صدقا ما بال جهابذة الأقلام من بني جلدتنا, أين هم ’ أم حسبتموهم من النيّام..؟
*- ما تعني بقولك هذا يا غلام..؟
*- قولي صريح لا يشوبه تلميح’ وضحت العبارة واستغنيت عن الإشارة
*- إن قلنا لك أن كلامك جلي ’ فكل منا هو الفي امل الأشر’ ’ ألآ ترى مجالسنا تعج بالأعلام فلا مجال للتفسيرإنها أضغاث أحلام...؟
*- أجل يعج وما عجّ بتمجيد علم ولكن بتقديس الأصنام
*- أمستهتر مستهزئ بنا’ أم أنه بك مس من يأس يا هذا..؟
*- لاهذا ولا ذاك ’ بل في القلب حسرة وعلى اللسان جمرة وفي العين عَبَرة
*- مما ذاك ..؟
*- من تغير حال إلى حال ..من سوء فهم وتأويل وتحريف لما جاء به فيصل المقال.
*- أي كأنك متذمر منكر مما نحن عليه هذه الأيام..؟
*- بل كساني وغطّاني ما رأيته وأراه طيلة سنين و أعوام...ألآ يا بني قومي أنصفوني فإن أصبت فأعينوني وإن أخطأت فقوموني ’ وإني لأعلم حقيقة ما أقول وهل على ما قلت أنا ملام...؟
*- هات ما عندك وأقطع الشك باليقين ’ إننا لك من السامعين إن كان لك من السلطان الجلي المبين...؟
*- أجل إليكم ما أريكم وما ربكم للعبيد بظلاّم..؟ أقبرنا سير الأولين ’ وما هي عنا من الغابرين ’ سهوا أو عمدا تناسينا أعلامنا وأنوارنا وقادتنا الأحياء منهم والأموات ’ ورحنا نبذل الغالي والنفيس ’ نثرا ونشرا وجهرا .. نمجّد إن لم أقل نعبد شريحة في عقولكم ترونها مليحة وفي نظرنا لهي الفضيحة ’ أعددنا لهم سررا موضونة من حطام الفانية ’ ورفعناهم فوق المناكب والأعناق’ بل لم يقف الأمر عند هذا .هيأنا لهم زرابي مبثوثة ونمارق مصمفوفة وشربنا من بقايا كؤوسهم فسكرنا فتغنينا فلبسنا ووراءهم جرينا ....بأي عقل بربكم تفكرون؟
علماؤنا ومؤدبونا رحلوا ومن تبقى منهم كل يوم نراه في رحيل ’ فلا من عِبرة وليس في العين من عَبرة ’ بينما لهذه وتلك’ لهذا وذاك صفّقنا ومشاربهم إعتنقنا ’ وبهم جميعا ترانا مترفين مفتونين ..
*- أهذا الذي يؤرقك ويحرقك ..؟
*- إي والله ...إنه الإبتعاد عن الأصل وجحود للأصالة ... إنها لأم الإهانة والرذالة...
*- حسبك ما أفضت فيه ’ نحن أبناء اليوم فلا تدنو من حمانا بعد اليوم يا شبيه الغراب والبوم..؟
*- إن كنتُ كذلك فما بال القوم..؟
*- أي قوم تعني ؟ أليست لك عينان بهما ترى ’ أليس لك لسان به تعبر فتعتبر فتعبر؟ أليست لك أذنان بهما تسمع الخبر ؟ أم أصابك هذيان فرحت تهرف بما لا تعرف؟’ ...
*- أنعتوني بما شئتم ’ فلستُ بأفضل ممن لهم تنكرتم ؟
*- ومن هم هؤلاء الذين لهم تنكرنا ..؟
*- قال شيخنا الإمام عبد الحميد بن باديس – رحمه الله-: الجزائر وطننا والعربية لغتنا والإسلام ديننا
*- وهل لما قال به كفرنا؟’ أكيد أنك محموم فما علاقة هذا بذاك..؟
*- أجل محموم’ أسبح في فلك أحاطت به الغيوم من غرب مشؤوم ’ أحمل ما أحمل من هموم’ ....
*- وكيف السبيل لمداواتك من عللك أيها السقيم المذموم؟
*- دوائي حين النظر والتمعن والتأمل في قول فارسنا :[ أتمنى على الشاب الجزائري أن يكون مقدر موقع الخطو قبل الرجل ’ وأن يكون جليس علم لا حلس مقهى.]فإن أنتم معنى هذا أدركتم ووعيتم واستوعبتم ولرشدكم عدتم تتجلى لكم آية صدق ما أقول ..
*- أيها الواعظ ’ إنا لسائلوك فهل أنت لنا بمجيب..؟
*- بما فتح الله عليّ ’ أزيل الغبار وإني من سمعكم لقريب..
*- ما قولك في الفصول الأربعة ؟’ وما تبريرك للعين حين تسمع ’ وللأذن ما تسمع ’ وما تفسيرك لفراش ناعم عليه نضطجع.؟
*- أما الفصول الأربعة فهي من خلق وحكمة ربي’ فلا الشتاء مدرك الصيف ولا الربيع بخريف ’ كل يسير مسير عن الآخر لا يحيف’ وأما تبريري للعين حين تدمع ذلكم إن صدقت فهي من الله وإليه القلوب تخشع’ والأجساد تسجد بعد أن تركع, وأما الأذن وما تسمع فإنها إن لم تنكر وتجزع فستندم حين الأرض تصدع , وأما الفراش الناعم الذي عليه تضطجعون فتلكم فتنة الفانية وإنها للغدارة المغررة ’ إنها الهاوية ’ ألآ فاعلموا أنها النار الحامية...؟.
نكّس القوم رؤوسهم لوما وإيلاما ’ ثم بعد ذلك ثارت ثورة أحد ثيرانهم فراح يخطو عدة خطوات...يقطع بنظره كل المساحت ’ يتفحص بعينيه الوجوه الكالحة وأوداجه منتفخة ومقلتاه شديدة الإحمرار ’ تأخذه العزة بالإثم ثم قال:
*- من قبل حسبناك فينا رشيدا ’ أما الآن فإننا نراك عدوا لدودا’ قم من بيننا ولا تعد لمضاربنا ’ إنا نراك من السفاهة أقرب منها إلى التحضر ’ وإنك لَلْبعير الأجرب...
*- أهذا رأيكم في؟ أم حكمٌ رأيتموه لي أنسب...؟
*- كما سمعت وفهمت ’ هيا أنزع أوتاد خيمتك وعن البلاد أغرب ...؟
*- أرض الله واسعة فحيثما أدركتني الصلاة صليت’ ومتى حل الشهر صمت’ ولكنني عن قولة حق لا أصبر’ إني راحل وأمي ’ وستعلمون أي منقلب تنقلبون.
تركهم وغادر المكان وابتعد نائيا عن بؤرة النيران ’ يجر قدما ويؤخر رجلا ’ وفي فؤاده لوعة تغطيها حسرة ’ وفي عينيه دمعة أشد حرارة من جمرة’ ولسانه لا يفتأ مرددا : لا حول ولا قوة إلا بالله ’ اللهم أهد قومي فإنهم يجهلون...؟
إبراهيم تايحي | |
|
زهرة البادية
الجنس :
عدد المساهمات : 206
العمر : 44
| رد: أقدام وأقلام |
| لحروفك نغمة لا يتفننها غيرك بالقلم والعاطفة حفظك الله ورعاك | |
|
ابراهيم تايحي
الجنس :
عدد المساهمات : 974
العمر : 72
| رد: أقدام وأقلام |
| .. لطالما اشتقت لرد مثل ردك سيدتي وإني به لزعيم ممتن جدا جدا لما يجره قلمك المشع الخالص | |
|