فوائد قرانيه
لو جاءت (إذا) و(إن) في الآية الواحدة تستعمل
(إذا) للكثير و(إن) للأقلّ
كما في سورة النساء
( .... فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ ...) 25
الإحصان امر متكرر،
أما وقوع الفاحشة نادر الحدوث.
وكما في الآية في سورة البقرة :
(إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا...)
ولابد أن يحضر الموت، لكن لا يشترط أن يترك مالا.
وكما في آية الوضوء في سورة المائدة
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ
وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ)
القيام إلى الصلاة كثيرة الحصول فجاء بـ (إذا)
أما كون الإنسان مريضاً أو مسافراً أو جنباً فهو أقلّ
لذا جاء بـ (إن).
ما دلالة استعمال (إذا) و(إن) في القرآن الكريم؟
(إذا) في كلام العرب تستعمل للمقطوع بحصوله وللكثير الحصول كما في قوله تعالى
(فإذا حُييتم بتحية فحيّوا بأحسن منها أو ردوها).
وقد وردت إذا في القرآن الكريم 362 مرة لم تأتي مرة واحدة في موضع غير محتمل البتّة.
فهي تأتي إمّا بأمر مجزوم وقوعه أو كثير الحصول كما جاء في آيات وصف أهوال يوم القيامة لأنه مقطوع بحصوله.
أما (إن) فستعمل لما قد يقع ولما هو محتمل حدوثه أو مشكوك فيه أو نادر او مستحيل.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىٰ تَغْتَسِلُوا ۚ وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ ...)
المرض والسفر هي أمور محتملة الحدوث.
وكما في قوله تعالى
(أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا)
هنا احتمال وافتراض.
و(وإن يروا كِسفاً من السماء ساقطاً)
لم يقع ولكنه احتمال.
و(وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا)
الأصل أن لا يقع ولكن هناك احتمال بوقوعه.
وكذلك في سورة اﻷعراف
(انظر إلى الجبل فإن استقرّ مكانه)
افتراض واحتمال وقوعه.
[لمسات بيانية
د.فاضل السامرائى]