أثر كلمتك الطيبة سيعود عليك أولا
الحمدلله القائل :﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ).
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين بيّن لنا أثر الكلمة الطيبة في أحاديث كثيرة ومواقف عديدة منها قوله :( (إِنَّ العبد ليتكلّم بالكلمة -مِنْ رضوان الله- لا يُلْقِي لها بالاً، يرفعه الله بها في الجنة ...الحديث ) أما بعد
فلم تزل الكلمات الطيبات المباركات تعود على أهلها بالخير والنفع قبل أن تعود على غيرهم وقبل أن تؤثر في سواهم .
ولعلنا في هذا المقال نقف على بعض الأمثلة لذلك .
- كانت بلقيس ملكة كافرة لها عرش عظيم وتسجد وقومها للشمس من دون الله ؛
لكنها مع هذا الكفر كانت صاحبة أدب ومنطق حسن
هذا الأدب يظهر جليا في وصفها للكتاب الذي أُلقي إليها :( قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ).
فوصفت هذا الكتاب بأنه كريم
فانظر بماذا عاد عليها هذا الأدب وحسن اختيار الألفاظ والعلم عند الله :(قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ).
وتعال معي لمثال آخر لموقف يعجز عنه أشد الرجال وقفته آسيا امراة فرعون في وجه زوجها الطاغية الذي أضناه البحث عن موسى حتى إذا وقع بين يديه صرخت قائلة لفرعون وملائه :(وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ ۖ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ
فسلم الرسول بإذن الله وتم أمر الرسالة وفق حكمة الله .
وكان جزاء هذا المرأة أن ضربها الله مثلا للذين آمنوا :(وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ .
ثم انظر بماذا تعود عليك كلمة تقولها في الذب عن عرض أخيك المسلم ؛ ففي الحديث :( من ذب عن عرض أخيه ذب الله النار عن وجهه يوم القيامة ).
وكذلك الكلمة السيئة تعود على أهلها بالسوء والشر قبل أن تعود على غيرهم وتؤثر في سواهم .
ففي الحديث الصحيح : (وإن العبد ليتكلم بالكلمة -من سَخَط الله- لا يُلْقِي لها بالاً، يهوي بها في جهنم)).
انظر ماذا قال اليهود عليهم من الله ما يستحقون وتعالى الله عما يقولون :( وقالت اليهود يد الله مغلولة ).
وانظر ماذا قال الله لهم : ( غُلت أيديهم ولعنوا بما قالوا )
وقال بعض المنافقين في غزوة تبوك :( ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني )
فماذا كانت النتيجة : ( ألا في الفتنة سقطوا ).
فالحروف هي الحروف تستخدمها نفسها عند الكلام فشتان بين من ألف بين حروفه وجمع بين كلماته وأخرج للكون كلمة طيبة نافعة وطيبا مطيبا يعود أثرها عليه قبل أن يعود على غيره وبين من ربط بين حروفه وكلماته برباط سوء فكانت كلماته شرا مستطيرا وريحا عقيما يذوق شرها وتلفحه سمومها قبل أن تنال غيره .
اللهم وفقنا للطيب من القول واصرفنا وأصرف عنا سيء الأقوال والأعمال والنيات
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته .