الشمائل المحمدية
الامام الترمذي.
الباب الثامن والثلاثون:
باب ما جاء في كلام رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
في السمر
251- حدثنا الحسن بن صباح البزار. حدثنا أبو النصر. حدثنا أبو عقيل الثقفي عبد الله بن عقيل عن مجالد عن الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت:
"حَدَّث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ذات ليلة نساءه حديثاً فقالت امرأة منهن: كأن الحديث حديث خرافة فقال أتدرون ما خرافة، إن خرافة كان رجلاً من عُذرة أسرته الجن في الجاهلية، فمكث فيهم دهراً ثم ردوه إلى الإنس، فكان يحدث الناس بما رأى فيهم من الأعاجيب فقال الناس: حديث خرافة".
حديث أم زرع
252- حدثنا علي بن حجر. حدثنا عيسى بن يونس عن هشام عن عروة عن أخيه عبد الله بن عروة عن عروة عن عائشة قالت:
"جلست إحدى عشر امرأة فتعاهَدْنَ وتعاقدن أن لا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئاً:
(فقالت الأولى): زوجي لحم جَملٍ غَثّ على رأس جبل وعر لا سهلٌ فيرتقى ولا سمينٌ فينتقل.
(قالت الثانية): زوجي لا أثير خبره، إني أخاف أن لا أذَرَهُ، إن أذكره أذكرْ عُجَره وبُجَره.
(قالت الثالثة): زوجي العَشَنّق، إن أنْطِقْ أُطلَّق وإن أسكت أُعَلَّق.
(قالت الرابعة): زوجي جَلَيْلِ تهامةَ لا حَرَّ ولا قَرَّ ولا مخافة ولا سآمة.
(قالت الخامسة): زوجي إن دخل فَهِدَ، وإن خرج أسد، ولا يسأل عما عَهِد.
(قالت السادسة): زوجي إن أكل لَف، وإن شَرِبَ اشْتَفَّ، وإن اضطجع التفَّ، ولا يولجُ الكفَّ لِيَعلمَ البَثَّ.
(قالت السابعة): زوجي عَياياءُ (أو غياياءُ)، طباقاء، كلُّ داء له داء، شَجَّكِ أو فَلَّكِ أو كُلالَكِ.
(قالت الثامنة): زوجي المسُّ مسُّ أرنب، والريح ريح زَرْنَبْ.
(قالت التاسعة): زوجي رفيعُ العماد، طويل النجاد، عظيمُ الرِّماد، قريبُ البيت من الناد".
(قالت العاشرة): زوجي مالكٌ، وما مالِك؟ مالكٌ خير من ذلك له إبل كثيراتُ المبارك، قليلات المسارح إذا سمعن صوت المِزْهَر أيقنَّ أنهنَّ هَوالك.
(قالت الحادية عشر): زوجي أبو زَرْع، وما أبو زَرْع؟ أناسَ من حُلي أذنَي، وملأ من شَحْمِ عَضُديَّ وبَجَحَني فبَجَحت إلى نفسي، وجدني في أهل غُنيمةٍ بَشَقٍ، فجعلني في أهل صَهيل وأَطيط ودائِسٍ ومُنَقّ فعنده أقولُ فلا أُقَبَّحُ، وأرقدُ فأتصبّح، وأشربُ فأتقَمَّحُ، أم أبي زرع فما أمُّ أبي زرع: عكومها رِداح، وبيتها فَسَاح، ابن أبي زرع فما ابن أبي زرع: مضجعه كمسلِّ شَطْبة، وتُشْبِعُهُ ذِراعُ الجَفرَة، بنت أبي زرع: فما بنت أبي زرع طَوع أبيها وطَوع أمها، وملء كسائها، وغَيظ جاراتها، جارية أبي زرع فما جارية أبي زرع: لا تَبثُّ حديثنا تبثيثاً، ولا تنقثُ ميرتنا تنقيثاً، ولا تَملأ بيتنا تعشيشاً. قالت خرج أبو زرع والأوطاب تمخَّض، فَلقي امرأةً معها ولدان لها. كالفهدين يلعبان من تحت خصرها برمَّانتين، فطلقني ونكحها، فنكحت بعده رجلاً سَريَّاً، رُكب شَرياً، وأخذ خَطيَّاً، وراح عليَّ نعماً ثرياً، وأعطاني من كل رائحةٍ زوجاً، وقال: كلي أم زرع وميري أهلك فلو جمعتُ كل شيء أعطانيه ما بَلَغ أصغر آنية أبي زرع.
قالت عائشة رضي الله عنها فقال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كنت لك كأبي زرع لأم زرع".