السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كل إنسان يبحث عن السعادة. ولكن مفهوم السعادة يختلف من شخص لآخر فمنهم من يرى السعادة بالمال, ومنهم بالمنصب, ومنهم بالملك, ومنهم بالشهوة من أكل و جنس, ومنهم بالسفر.
وغيرها فكل إنسان يظن السعادة فيما يفتقد.
ولكن إخواني إذا كان لديك سيارة مصنعة باليد فمن أفضل واحد يستطيع إصلاحها إذا تعطلت؟؟؟
طبعاً من صانعها, حتى لو كنت أنت من تركبها.
فالله خلقنا وهو أعلم بالشيء الذي يجلب السعادة لنا مهما كان آراؤنا ونظرياتنا.
فالسعادة تأتي بالدين كما قال تعالى: "استغفروا ربكم إنه كان غفاراً () يرسل السماء عليكم مدراراً () ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً).
وقال أيضاً: "من يعمل صالحاً من ذكر وأنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة".
فكم من غني انتحر لأنه لم يجد السعادة بالمال وكم من ملك هلك بسبب ملكه. فالله سبحانه وتعالى بين لنا جميع الطرق التي تؤدي إلى هلاك الإنسان إذا جعلها هي سبب سعادته من غير الدين.
أذكر صاحب شركة مرسيدس انتحر. وقذ وجد رسالة له مفادها: أنه جرب كل الأشياء والأمور ظناً منه أنها تجلب السعادة. بالنساء بالمال بالمنصب بالفخامة وغيرها ولكنه لم يجدها فكتب قائلاً لعلي أراها بالموت ثم انتحر.
لأن عمر الإنسان قصير لا يحتمل تجربة.
فمن كان يرى سعادته بالمال فانظر إلى قارون "فخسفنا به وبداره الأرض".
وإن كان يراها بالمنصب فانظر إلى هامان.
وإن كان يراها بالملك فانظر إلى النمرود وفرعون الذين ملكوا وحكموا الارض.
وإن كان يراها بالشهوة فانظر إلى قوم لوط "فاجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من طين".
وإن كان يراها بالقوة فاظر إلى عاد "من أشد منا قوة" فأهلكهم الله.
وإن كان يراها بالأملاك من أراض ومزروعات فانظر إلى قوم سبأ.
وإن كان يراها بالبناء والبنيان فانظر إلى ثمود.
وإن تكبر الإنسان وغلى بنفسه حتى نصب نفسه إلها فانظر إلى فرعون والنمرود.
فكل هذه الأحداث التي حصلت بالماضي وذكرها الله من كرمه علينا لنعتبر ولا نسلك مسلكهم, لأنني كما قلت عمرنا لا يتحمل تجربة.
وبين لنا طريق الصلاح الهداية وانزل لنا الادلة والبراهين.
كما حدث مع آسيا امراءة فرعون قالت إني أرى منزلتي في الجنة وهي تعذب لكنها سعيدة بالدين, ولا تشعر بالألم. وكما حدث مع الصحابة الكرام. ومريم ابنت عمران وغيرها.