الشيخ د. محمد راتب النابلسي
قد يختار إنسان الغناء ثم يموت، وتبقى أغانيه تذاع في الإذاعات إلى يوم القيامة، وقد يختار إنسان القرآن، ثم يموت، وتبقى تلاوته تذاع في الإذاعات إلى يوم القيامة:
﴿ كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ محظوراً ﴾( سورة الإسراء )
هناك إنسان بنى مسجدا، وإنسان بنى ملهى، الإنسان مخير، فاختر ما شئت، وافعل ما شئت، لكن كل شيء له حسابه.
....
سعة بيوتنا بزيادة مساحة الأرض..!
ولكن سعة قبورنا بزيادة مساحة العمل الصالح..!
لذا “وَتزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيرَ الزَّادِ التَّقوَى"
رائعة وجميلة
"المنجية"
تقود سيارتك وحرارة الشمس تحرق الأخضر واليابس ،
وتلمح أحدهم يمشي والعرق يغسل ثوبه.
لا تشمئز وافتح باب سيارتك له ...
فلعلها *كانت هي المنجية*
* تعبان عائد لبيتك تحمل الكثير ؛
من الأغراض المطلوبة منك ،
و تسألك والدتك هل جلبت لي اللبن ؟
ابتسم لها و قل :
لحظات و أسرع لجلبه لها ..
فلعل دعوتها لك . .
*كانت هي المنجية*
* تصلي و طفلك يلعب حولك ،
و فجأة يقفز على ظهرك و أنت ساجد
لا تغضب وتحمل طفولته وأطل سجدتك تلك ..
ف *لعلها كانت هي المنجية*
* تسقي عاملاً أنهكه التعب و صهرته الشمس ماءً بارداً ..
* لعلها هي المنجية *
* تضع حبيبات رز في مكان يأكل منه طير ..
* لعلها هي المنجيه *
لا ندري لعل أبسط الأعمال التي لا نلقي لها بالا ؛
تكون هي ميزان الفصل يوم الفصل.
دائما ردد قبل كل فكرة أو عمل :
*لعلها كانت هي المنجية* ..
و سترى كيف تتحول حياتك إلى سباق متواصل ؛
للبذل والعطاء .
أنقلها لكم ولا أدري :
لعلها تكون هي المنجية