رســـــالتي إنتهـــــت
ليست كل الرياح وما تحمله من روائح , ولا تلك المآدب التي تُقام بمناسبة الأفراح أو نقيضاتها من عزاء لمن حلت به الأتراح..
ليست هي بذات ضرع يسمن ويغني , ولا بزرع سُقي بما تبقى في الأقداح
هب أنني واحد مما ذكرت’ويا ليتني كنت...؟
رسالتي إنتهت ومرد ذلك أن حروفها لم تجد مكانتها بين حروف جميع اللغات.... .لمــــــــــــــــــــــــــــــا...؟
لعلها لم تستكمل حولين من الرضاعة ؟ أو لعلها ربيبة منتسبة لكل أجوف ومعتل , أو لكونها من بقايا شراذم الماضي الناقص؟ أو لعلها لا زالت في يم من اليتم غطاؤه نكرة مقفل بمفتاح مبهم..أو...أو..
تراني غير عاذل كل من قال أو أوّل المقال , كل من خمّن وتبادر إلى ذهنه ذلك كله وطرح السؤال...
ولكي لا أكون أنا الآخر ثقيلا في حديثي , ولا صاحب تهريج أقول:أن حروفي هي أقرب للطلاسم لدى من افتقدوا العزائم ..وأنها أقرب منها إلى لسان العرب والعجم , وبهذا نحد من حروف الشد والمد , ونكتفي بالتمتع ولو من بعيد لحركة أمواج البحر .. و لعمرك كان ما تقذفه هذه الأخيرة
هو الأمل المنتظر...؟
رسالتي إنتهت بإنتهاء صاحبها .. كاتبها..
إنتهت بعد طول إنتظار على مختلف المحطات ..تتلوى جوعا وتتأوه هلعا, وتئن من كثرة الطعنات....
إنتهت بعد ما فكت عُقد العقود, ونُقضت المواثيق والعهود ....
إنتهت بعد مخض عسير خضها وعواصف زلزلتها وهزت وجودها...
إنتهت بعد ما تنكرلها – طوعا أو كرها- القريب والبعيد وما بينهما...
إنتهت بعد ما تناثرت لبنات صرحها الآمن مثل ما تناثرت من قبل حبات العقد وتبرأت القلادة من الجيد ...
إنتهت حيث التصريح لم يحي أرضا ولا التلميح صان عرضا
إنتهت بعد طمس معالم العبارة وقبر كل ما أظهرته الإشارة
فسلامي على من كاتبتُ وإياه كلمتُ.
إبراهيم تايحي