مفهوم الحرية في عصر العولمة
المتتبع لحركة اللسان’ في عالم كهذا عالم النسيان’ يرى الطويل قصيرا’ والغني فقيرا’ يرى اليابس أخضرا’ والدينار والدرهم- إن لم يكونا للدولار تُبَّعا-وجب إذلالهما وإذلال مالكهما حتى وإن استنطقوا ونطقوا ...حتى وإن أثاروا الأرض غبارا’ وليس ببعيد ما عليه تجمّع يهود ونصارى ’في شبكة الأورو ومن عبدها وبها تعبّد ’من ضعفاء العقول ومكانس المعابد....
إذن ما الحرية..؟ ونحن بها نتشدق وعن كنهها ناؤون
بإيجاز ودون العودة لمنطق الكلام ولا لفلسفة الأعلام .. دون العودة للأعداد والأرقام , فالشمس لعمرك كانت قمرا.
أقول: الحرية أن تعرف حدود رقعتك بدقة , وأن تعي جيدا ما لك وما عليك’ وأن تكون على فطنة ودراية بموعد طلوع الشمس , ومن أية جهة
فإذا أنت أدركت ووعيت جيدا ذلك كن منتبها وحذرا ؟ فالشمس لا بد لها أن تغرب ’ وما جهة غروبها إلا الغرب(( حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة ووجد عندها قوما.....)).
على رسلك أيتها الورقة الخضراء فرياحنا عواصف’ وريحكم دب فيه الوهن ودمه أوشك على أن يجف.....
مَنْ هذا الذي أتى من الشرق’ يظهر الشوق ويبطن الرق ....؟؟؟؟؟؟
مسكين هو , ومساكين نحن إن آمنا بهذا وذاك....
ظهرُ المِجن سرعان ما يظهر’ وسيف الحجاج البطنَ يُبقر...
إنه حسام مسموم مُسَوّم ظاهره رحمة وما ببطانة إلا نقمة...
إنه المارد الذي قَرُب أوان تحرره .. إنه آفة من وبإ عظيم ...
ذاك ما عليه الماسونية تعيش وتقتات وتخطط , فهل نحن لذلك منتبهون؟
ويسترسلون في أٌقوالهم : نحن آتيناكم بالأحسن والأفضل . وما أتوا به إلا عولمة نصرانية صليبية , فانظروا إلى أصبعيهما حين التحية ؟
قلت : إنها العولمة وما هي إلا حركة تتحرك لا استقامة لها ولا ذمة,غزت العقول وغيرت الموازين , وسفّهت كل ما كنا عليه أو كادت....
هي كحامل دلوين من طَلاء أبيض وأسود , فمن كان منا أسمر البشرة , نقي السريرة , وضيعا أو أميرا’ حاكما أو محكوما, رئيسا أو مرؤوسا,
بها ولها مرحبا قلبا وقالبا , عُدّ في أذهان المروجين لها الإبن البار- هذا لفظا – وفي ديارهم هناك لا يُعدّ إلا عبدا.. ينظرون إليهم كقزم يتعملق
آتاهم بخيرات هي لهم وعليهم ليلا ونهارا تتدفق...فإذا بهم إياه يبيضون
وإن كان قدومه بعزم وثبات وعز سارعوا لتسويد كيانه.
هم إذا استقدموه- هذا الذي تخلى رغبة أو رهبة عن لون جلدته- أخذه الهوى فنسي من هو ولمن ينتسب, وأي دين يعتنق
فيا أسفي عليك نفسي هُنت فأهنوك ... ويا حسرتي على من أُخذ بناصيته
ترك الإبل والجمل, وتنكر للحسب والأصل ..راح يتزحلق فإذا به ينعق
نسي بل تناسى يوما يركب فيه طبقا على طبق(( لتركبن طبقا على طبق))
وهكذا تتفنن عقول الغرب ..وهكذا تُدفن طبائع العرب....
وشهد من أهلها شاهد : [ مما آل إليه الحال عندنا نحن الغربيين لا مخرج منه ولا منجى إلا العودة لما جاء به النبي محمد]- صلاة ربي وسلامه عليه- أنا الذي صليتُ وسلمتُ عليه لا ذاك الغربي.
وما جاء به محمد – عليه الصلاة والسلام إلا نورا وحكمة, هداية ورحمة, كرما وعزة, عدلا وإنصافا للناس أجمعين . هلا حقا آمنا برب العالمين ..؟
إبراهيم تايحي