الحكمة لا يؤتاها إلا حكيم..

الحكمة لا يؤتاها إلا حكيم..!!!

لا يفتأ الإنسان يتحدث ويسترسل في الحديث حتى يدركه الأجل, وشتان ما بين الأبكم وأنا الأصم, شتان ما بين الصائم عن الكلام وأنا المتعلق بالأحلام.. شتان وشتان وشتان وهل يتساوى الأحياء والأموات ولو في الحلم..............

أعلم أنني دوما أهرف بما لم أدرك ولا أعرف . إلى يوم حسبت عدا حبات الرمال, وعلمت يقينا أن نجوم السماء هي أقرب إليّ منها.. حينها تذكرت أن الله هو خالقها وهو من جعلها زينة فيها..........

فررت من البر إلى البحر زعما مني أن النجاة فوق سطحه , وتناسيت عنادا أومواجه وحيتانه وأن الضباب لعمرك كان سحابا فوق بيداء كبدي وإن حدث فتلكم من عجائب الزمن...

والآن تراني هيكلا لا يصلح إلا للعرض على طاولات طالبي علوم الأحياء شريطة ألا يكونوا مثلي الأغبياء..

وذات يوم من أيام الله في الدنيا كان بيدي عودا خلته لأول وهلة رطبا بيد أنه جاف مثل جفاف حامله ’ لا من حس وشعور وحركة بل من خلو فؤاده وعدم بلوغ مراده...والله فعّال لما يريد....

بهذا العود نبشت أديم الأرض مفتشا عن بذور ’ سميتها وأمي وقتها بذور الربيع’ هذه البذور سبق لي وأن أخفيتها ومعالمها عن كل متحرك وذي كبد لئلا يحل بها سوء’ أو تمتص ديدان من حشرات آدمية مؤذية ما تبقى فيها من رحيق الصدق والعهد والوفاء...

نسيت-وللنسيان أسباب- أين أخفيتها ؟ أين مكانها والبقعة تحديدا التي رسمت حدودها..؟

كثيرا ما خمنت ..لعلها هنا ’ لا بل هنا’ لا بل هناك, وهكذا رحت أنبش وأنبش وأنبش حتى تربعت الشمس كبد السماء ...

حلّ بي نصب واشتد ظمئ فركنت لجذع شجرة رأسها عاليا وجنيها أطيب وأحلى ’ فثمارها سلعة غالية....غفوت أو دون ذلك فإذ برجل يقترب مني , فأوجست منه خيفة وتعوذت سرا ’ لكنه ما كان إلا رجلا تقيا

أشار إلي بيمناه وكأنه كتب شيئا لم أتبينه ثم إختفى وبلمح البصر’ من هو يمنت و شمالي النظر أدرت لكن لا أثر لا أثر.

تزحزحت عن مكاني وعيناي تراقب كل المكان هل أنا في سبات أم في حركة الأنام؟

الحكمة لا يؤتاها إلا حكيم من لدنه سبحانه وتعالى , وقد وصل بي عقلي إلى أن أكف وأتوقف عن النبش ..

ألقيت ذاك العود وأردفته بقولي: أشهد علي أنني لمثل ذلك لا ولن أعود

فسلام مني عليك دائم إلى اليوم الموعود.

ابراهيم تايحي

الحكمة لا يؤتاها إلا حكيم.. موجود في : منتديات مملكة الفرات

توقيعابراهيم تايحي