لـــــــــغة العيـــــــــــــون....
للجسد لغة يتميز بها صاحبها , ومنها لغة العيون, التي لا صدى ولا حس لها , هكذا يقول العلم , إنما هي إشارات أقل ما يقال عنها أنها تصل مكانها وتحقق مبتغاها دون أن يشعر بها إلا من كانت منه ولمن كانت له .
فالتواصل غير اللفظي هو ذاك الذي أعنيه , وأغربله من شوائب الهمز واللمز , وما شابه من إيماءات وحركات تكشف طبيعتعا وحقيقتها .
إن العين لا تَرْبِت مثل ما تفعل راحة اليد التي تفعل ذلك ليظهر فاعلها بأنه القوي , الميهمن, المسيطر , كل ذاك تحت سندان :
إما الخوف أو القوة , أو الصراع , أماالعين عن طبيعتها تنأى عن ذلك كله , وتبقى الأبواب مؤصدة والجدران صادة إلا عليها ...
فحين يشتد الهلع أو تتأجج خلجات الفؤاد فثمة من يفرش لها المهد الهادئ الممهد ويحضّر لها الشاطئ الناعم الآمن , وكذا المتكأ الموضون , هذا إن كان كلا الطرفين وجها لوجه .......
أما إن امتدت المسافات واشتد سواد الظلمات , هنا العين تدمع والقلب يخشع , ولكن أنتبه لا مكان هنا للجزع...لا ماكن هنا للجزع.
إن مشاعر الخوف والرغبة ممزوجتان ... خوف من المستقبل وحناياه الشائكة , ورغبة في الوصال والتواصل لحنين الدفء والسكينة وراحة البال وطمانينة النفس .
في الغرب ربما يُعد هذا عاديا , أما عندنا في الشرق فلا , الأمر يختلف تماما . وإن حدث, فما هو إلا تنازلا من باب الأدب ليس إلا.
وأجر هنا تساؤلا بمثابة إنشغال عند الكثير منا .
مَن في الأعلى ؟ ومَن في الأسفل ؟.
في فمي تتكسر الحروف , وتتيه الحركات , ويداي تتجمدان.. تتصلبان
أما أذناي وكأن عليهما وقرا إلا من شيئ واحد فلا....؟؟؟
وتبقى عيناي مشدودتان بخيط أملس جد رفيع وجد منيع , لا يؤثر فيه الجذب.... لأنه من رحم الود ُولِد وبصدق , لا من مستنقع عفن نتن, ولا من فوهة وأفواه ودم كذب يَعِد ويهدد....؟؟؟
قلت من صدق هذا الأخير الذي عرف طريق الصواب و توطن القلب.
هكذا أنا وسأبقى هكذا حتى يأذن مجري الرياح ومسخر السحب....
هذا مَن في الأعلى,أ مَن في الأسفل أكيد رجلاي ...قدماي...
أقول رجلاي , هما في حقيقتهما للتنقل ولو لشبر , هم دعامتان للجسد كله مهما ثقثل أو خف وزنه , لذلك هما خُلقا, وحين يؤمران بفعل شيئ ما يستجيبان دون إعتراض غير مسبب.
بيد أن جسدي تراه مثقلا بأمرآخرجلل..؟؟؟؟؟؟.
أما كونهما قدمان فهنا بيت القصيد الذي لا يُفسر من قريب أو بعيد ومربط الفرس حيث الغاية نقية سليمة واحدة لا تقبل العد وترفض الهد وحجر الزاوية ذاك الطموح والأمل وصفاء السريرة , اللهم فاشهد
إبراهيم تايحي