هيــــــا صادق أو فــــــارق...؟
دوام الحال من المحال ....تجري الرياح بما لا تشتهي السفن....
مَن منا لا يطمح لعلو همة ..لسداد رأي وحكمة...لقوة إيمان....
سبحان الله العلي القدير الرحيم الرحمن...
حين كان يومي ذا ضياء كان بيني وبينها وصالُ ود وصفاء
ولما أغطش ليلي وغارت نجوم سمائه , نعتوني بالأبله شديد الغباء
صبرت ولا زلت صابرا , وقبل ظهور خيط فجري الأبيض صليت الوتر من ذاك العشاء....
وعلى حسير من سعف النخيل سقتني عيناي عبرات الوحشة بسخاء
وغادرت الطيور أوكارها , فهزني الحنين لحقلي لأتبين سبيل الرجاء
بُسطت يداي لها لترتاح عليهما , بعد طول إنتظار , بعد وخز وعناء
وقلت لها: ما لي أراك كئيبة مهمومة , ابتسمي كعادتك يا عذراء
فِـــــــــي مليا حدقت .. عيناها في مقلتي همست, أوصالي حل بها إرتخاء
قلت لها: تعالي فالمهد ممهد, والطريق معبد, كلانا لا يعبد إلارب السماء
فكي عنك هذه الأغلال , فما خُلقت لها , يا حرة يا درة يا ذات السناء..؟
لم ترد علي...؟ لم تسأل ما بي..؟ واكتفت بنهر من الدموع جرى. منه إرتويت بعد شدة عطش , وكبد صهره الظمأ...
ضممتها لصدري ..سربتُ لها خبري....ضحكتْ حتى احمرت وجنتاها فمات منا البكاء بعد ما لفنا الدفء والوفاء..فما أطيب اللقاء...؟.
خطوة منها , ومني إثنتان ..التحم القمر فتولد البدر وصاح كل منا
هيا صادق أو فارق ...؟
لذتُ بالصمت هنيهة لأسترجع أنفاسي وأسكب في فؤادها أمنا بعد جفاء
بيدي أخذت وجرتني صوب ساقية فيها تآخي الوريدان وامتزجت الدماء
وحول عنقي لفتني بيمناها وعنقها مشرئب , لا أدري ما اعترى السمراء؟
سربت شمالي لأسند ظهرها , لعلها غفت, لعلها سبحت , لعلها تريد ماء
ومالت الشمس مودعة حبيبين التقيا بعد ما نخرت الألسنة ونفثت الداء
لك التضرع يا رب , لك التطلع يا ملك, أنت إلهنا فأنزل علينا آية الدواء
إبراهيم تايحي