سنـــة 2052
...عندها يكون قد مضى من عمري مئة عام , ولا زلت أذكر وأُذكِّر
أطرح صفائح أعمالي, وأقلب صفحات أقوالي , كثيرة هي سيئات أفعالي
كل هذا وما ألفيت إلا حرفين على حالهما لم يصبهما صدأ ولم يشنهما صديد....
بكيت أكثر ,. أكثر مما ضحكت, ولا تسألني لما هذا وكيف ذاك؟
لأنك مثلي بشر , تصيب وتخطئ ( ...وخير الخطائين التوابون).
شمس تشرق وكبد يحترق...ليل يطبق وشجون تعانق...
هلا تأملت معي قدرة الخالق...؟
ثمانية وتسعون , ضف للعد إثنين؟ ألم يكتمل القرن؟ إنه القرن الواحد والعشرون..(( ما سلككم في صقر....)).
ما سكلت مسلكا إلا ودكتني أيامه وشهوره دكا ..؟
ما صعدت سلما إلا ودرجاته دسرتني دسرا....؟
وما غفوت بعد ظهيرة , ولا بعد هزيع أخير من ليل إلا وطيفها يزيدني ألما وحسرة...
افتقدت حالي , سألت ربي أن يبارك لي في حلالي وما أحل لي..
وارتسمت أمامي مشعة آياتها تلكم المقولة للإمام جعفر [ عجبا لمن فزع من أربع ولم يفزع إلى أربع] .وهنا أكتفي بالربع من أربع :
عجبت لمن أغتم كيف لا يفزع إلى قوله تعالى(( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)).
والآن أيها الإنسان , هل آمنت بالقرآن..؟ هل رسخت في عقلك آيات الرحمن...؟ طوبى لك إن كنتَ , وإن لم تكن فويحك , ثكلتك أمك أ لآ سارع قبل غرغرة وقد آمن نفر من الجن بسحر البيان...
(( ...وأنا لما سمعنا الهدى ءامنا به....)).
هتك وفتك للأعراض والحدود ... لص.. ونص به الأراذل تزينت دونك ألآ تراها تسري وتسود ...؟
عيون أصابها العمى فناءت عن إثمد الحقيقة منها بل أكثرها عن الجنة محرمة, حق دُق وباطل طغى وشق, منبعثا كمارد.. لكم دنياكم ولي دنياي ..
خذ ما شئت من حطام الفانية وقل وردد (( ما أغنى عني ماليه..))
ألآ تدري أيها الإنسان أن أولك نطفة مذرة , وآخرك جيفة قذرة , أنسيت أم تناسيت أنك بين ذلك تحمل العَذِرة .......؟
يا من كنت في ظلمات ثلاث , ما لي أراك حاملا عصاك ألآ تعلم أن الكبر بطر الحق وغمط الناس , ؟ فما دهاك....؟
سبحان الله , ألآ تذكر قول الأحنف بن قيس:
ما تكبر أحد إلا من ذلة يجدها في نفسه.
هنا أتوقف لحظة لأسترد أنفاسي , وإني أعلم علم اليقين أنني قرب رمسي واستحضر قول من قال:
يا نفس كفي عن العصيان واكتسبي* فعلا جميلا لعل الله يرحمني
يا نفس توبي واعملي حسنا* عسى تجازين بعد الموت بالحسن
والحمد لله رب العالمين.
إبراهيم تايحي