ألسنــــة من نــــوروأكثرها من نار.
كان الحمام الزاجل بيني وبينك رسولا دؤوبا وسجالا, مرة إدبارا وأكثرها إقبالا.
فلما جفت مياه الجذور هش العود فاستقوت جماعات الدود , فتبارت ملاعق الفؤاد اللدود فزمجرت الرعود فساءت سلوكات أعظم خلق الرب المعبود
سبحان الله تعالى.
((..وأجعل لي لسان صدق في الآخرين)).
من هو ذاك العائد من حائطه , القابع في بيته والذي يُسأل عن صدق ما أخبر به الصادق الذي لا يَكذب والمصدوق الذي لا يُكذّب رسول الله محمد
صلاة وربي وسلامه عليه. إنه أبو بكر ..إنه الذي قال فيه رسول الرحمة المهداة محمد – عليه الصلاة والسلام :ما لأحد عندنا من يد إلا وقد كفأناه بها , ما خلا أبا بكر , فإن له عندنا يدا يكافئه بها الله يوم القيامة , وما
نفعني مال أحد مثلما نفعني مال أبي بكر.
اللهم يا ستير استر عورات ألسنتنا , ما بدا منها وما خفي؟عم الظلام , ورقد الأنام , شاع الإفك وطغى البهتان ألآ من إستفاقة أيها النيام...؟
وجاء رجل يدب , واضعا عصاه على كتفه , ماسكا مقدمتها بيمينه , يقدم رجلا ويؤخر أخرى, لا يستقر له بصر , شق الجماعات ..ذاب بين الباعة
أين هوالرجل الآن...؟
لا تسأل الناس إلحافا؟ ولا تستجدي فيهم منهم أحدا ؟ فالشمس دالة عليه, والليل لا ريب يأويه ..سيظهر فجرا والشاهد الطيور التي في أ وكارها
إني أعلم علم اليقين أن قبل اليوم البارحة , وأن بعد اليوم غدا, وأعلم أنني حتما ملاقي ربي.
فلما أتعملق وأنا القزم؟ لما أتفرعن وكلي ندم؟ لما أتلذذ بأكل لحوم الآخرين ولا أخشى ولا أستحي من رب العالمين؟ أجهلت أنني فان مخلوق من عدم...؟ من أنا من بين الرجال ؟ وهل اسأل أحدا غيرك يا أبا الحسن؟
[ الرجل ثلاثة: رجل بنفسه.. ورجل بلسانه... ورجل بماله....].
أما وأن أكون رجلا بنفسي فالنفس نفوس , عليّ أن أروض , أعوّد نفسي على أن تكون مطمئنة, لا تلك الأمارة , ولا ببتلك اللوامة....
وإما أن أكون رجلا بلساني فأحبسه .. أسجنه ..أقيده لئلا يرديني الهاوية
وإن تمرد لربك إنها لظى الكاوية , ولساني حينها من نار لا من نور...
وإما أن أكون رجلا بمالي , فالمال مال الله وما أنا إلا مستخلف فيه, فإما ثمر يؤتى أكله كل حين بإذن ربي وإما سأكوى به ظهرا وجنبا بما اكتنزت
أعقر لسانك , وقل رب سبحانك غفرانك...؟فكم من بيوت خربت؟ وكم من أُسر شردت وأواصرها مزقت؟ كم من علاقات ضرجت بدم كذب؟ وكم من بياض أصبح سوادا , وسواد أمسى بياضا ؟ كم من كريم وُضع غيبة ونميمة؟ وكم من حقيررُفع رياء وخصال ذميمة ..؟ ألآ فاسألوا الأيتام والأرامل؟ ألآ اسألوا الحرائر وكل من حطه الزمن الغادر ...؟
ألا فاستحيوا من الله أيها المسبتون ؟ فــــ :الحياء خير كله. أو كما قال :
( الحياء كله خير) صدق رسول الله عليه الصلاة والسلام
إننا وُجدنا بل تواجدنا في زمن نعاني فيه الأمرين , نعاني حربا ضروسا. بيادقها تجر سيوفا مسمومة مسومة على ديننا وثوابتنا , تعج وتهج , تهجم وتهاجم وتتهجم على قرآننا وسيرة نبينا عليه الصلاة والسلام المزكى من ربه(( وإنك لعلى خلق عظيم)).
أجل هذه الحرب الشعواء المزينة أطرافها ببريق وسراب وغل وغم وضباب , بحقد ودس , ما وراءها إلا هلاك وعذاب....
إنها حرب حاقدة ولِنار التفرقة موقدة ... باتت قرب حينا , ولا غرو إن هي قد سرت في دمائنا, بين أفراد أسرنا . ما لنا وقد راح السواد الأعظم منا يبيح ويستبيح , من المستنقعات المتعفنة الآسنة يلعق ويتعلق وينعق
فلا الوالد يأمن ولده , ولا المولود هو بآمن والده ...ولا أم تسقي أبناءها حليب الشهامة والكرامة .. ولا الأولاد بخافظي جناح الذل من الرحمة لهما . لا الجار هو بستأمن جاره , ولا الصديق بمعضد صديقه.. لا البائع بصادق ولا المشتري بمصدق..
ألآ إني عازم على بناء بيتي على قاعدة الصدق [ إن كان قال فقد صدق].
أيها الناس من البشر توخوا الحيطة والحذر , وأعلموا أن ما جاء به محمد – صلاة ربي وسلامه عليه- لهو يقين وصدق الخبر....
كونوا ثلة من الأولين وإن لم تفعلوا فكونوا من أصحاب اليمين ..؟
قال الحق سبحانه تقدست أسماؤه ((... وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرسول إلا البلاغ المبين)).
إبراهيم تايحي