فضل صلاة الصبح والعصر:
عن أَبي موسى رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
((مَنْ صَلَى البَرْدَينِ دَخَلَ الجَنَةَ)). متفقٌ عَلَيهِ.
(البَرْدَانِ): الصّبحُ والعَصرُ.
سُمِيا البردين؛ لفعلهما وقت البرد، ووجه تخصيصهما بالذكر عن سائر الصلوات أن وقت الصبح يكون عند لذَّة النوم، ووقت العصر يكون
[عند] الاشتغال، وأن العبد إذا حافظ عليهما كان أشد محافظة على غيرهما.
وفيه: إيماء إلى حسن خاتمة مصليهما بوفاته على الإسلام.
وعن أَبي زهير عُمارة بن رُؤَيبَةَ رضي الله عنه قال: سَمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
((لَنْ يَلِجَ النَارَ أحَدٌ صَلّى قَبلَ طُلُوعِ الشّمسِ وَقَبلَ غُرُوبِهَا)) يعني: الفَجرَ والعَصرَ. رواه مسلم.
تخصيصها بذلك أنَّ وقت الصبح يكون عند النوم ولذَّته، ووقت العصر عند الاشتغال بتتمات أعمال النهار.
ففي صلاتهما دليلٌ على خلوص النفس من الكسل ومحبتها للعبادة، ويلزم من ذلك إتيانه ببقية الصلوات الخمس.
قال الله تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسمُهُ يُسَبّحُ لَهُ فِيهَا بِالغُدُوِّ وَالآصَالِ *
رِجَالٌ لا تُلهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيعٌ عَن ذِكرِ اللَهِ وَإِقَامِ الصَلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَبُ فِيهِ القُلُوبُ وَالأَبصَارُ *
لِيَجزِيَهُمُ اللَهُ أَحسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مّن فَضلِهِ وَاللَهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيرِ حِسَابٍ} [النور: 36: 38].
وعن جُندُبِ بن سفيان رضي الله عنه قال: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((مَنْ صَلَى الصُبحَ فَهُوَ في ذِمّةِ اللهِ، فَانظُرْ يَا ابنَ آدَمَ، لا يَطلُبَنَكَ اللهُ من ذمته بشئ« رواه مسلم ·