ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺯﻓﺎﻓﻬﺎ ﻧﺎﺩﺍﻫﺎ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ :
ﺑﻨﻴﺘﻲ :
ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺗﻨﺘﻘﻠﻴﻦ ﺍﻟﻰ ﻳﺪﻳﻦ ﻏﺮﻳﺒﺘﻴﻦ ..
ﻭﻓﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺳﻴﻈﻠﻚ ﺳﻘﻒ ﻏﺮﻳﺐ ﻓﻰ ﺑﻴﺖ ﺭﺟﻞ
ﻏﺮﻳﺐ
ﻓﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺳﺄﻗﻒ ﻋﻨﺪ ﺳﺮﻳﺮﻙ ﺍﻟﻨﻈﻴﻒ ﻓﻰ ﺑﻴﺘﻰ
ﻓﺄﺟﺪﻩ ﺧﺎﻟﻴﺎ ﻣﻦ ﻋﻄﺮ ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ ﻓﻮﻕ ﻭﺳﺎﺩﺗﻚ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ
ﻭﻗﺪ ﺗﻨﻬﻤﺮ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻰ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻓﻰ ﺣﻴﺎﺗﻲ
ﻓﺎﻟﻴﻮﻡ ﻳﻐﻴﺐ ﻋﻦ ﻋﻴﻨﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﺑﻨﺘﻲ ﻟﻴﺸﺮﻕ ﻓﻰ ﺑﻴﺖ
ﺟﺪﻳﺪ
ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﻨﺘﻘﻞ ﺷﻌﻮﺭﻱ ﻭﺗﻨﺘﻘﻞ ﺃﺣﺎﺳﻴﺴﻰ ﺍﻟﻰ ﺃﻫﻞ ﺃﻣﻚ
ﻳﻮﻡ ﺳﻠﻤﻮﻧﻲ ﺍﺑﻨﺘﻬﻢ ﻭﻫﻢ ﻳﺬﺭﻓﻮﻥ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ
ﻛﻨﺖ ﺃﻇﻨﻬﺎ ﺩﻣﻮﻉ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻭﻟﻢ ﺃﻋﺮﻑ ﺍﻻ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﺎﻛﺎﻥ
ﻳﻨﺘﺎﺑﻬﻢ ﻫﻮ ﻧﻔﺲ ﻣﺎﻳﻨﺘﺎﺑﻨﻲ ﺍﻻﻥ ﻭﺃﻥ ﻣﺎﻳﻌﺬﺑﻨﻲ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻫﻮ ﻣﺎﻛﺎﻥ ﻳﻌﺬﺑﻬﻢ
ﻭﺃﻥ ﺍﻧﻘﺒﺎﺽ ﻗﻠﺒﻲ ﻓﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺳﻠﻤﻚ ﺑﻴﺪﻱ
ﻟﺮﺟﻞ ﻏﺮﻳﺐ ﻛﺎﻥ ﻳﺪﺍﻫﻤﻬﻢ ﺃﻳﻀﺎ
ﻭﺻﺪﻗﻴﻨﻲ ﻳﻨﻴﺘﻲ ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺗﺰﻭﺟﺖ ﺃﻣﻚ ﺷﻌﻮﺭ
ﺍﻷﺏ ﻷﻓﻨﻴﺖ ﻋﻤﺮﻱ ﻓﻰ ﺍﺳﻌﺎﺩﻫﺎ ﻛﻤﺎ ﺃﺣﺐ ﺃﻥ ﻳﻔﻨﻲ
ﺯﻭﺟﻚ ﻋﻤﺮﻩ ﻓﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﺳﻌﺎﺩﻙ
ﻓﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺃﻧﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻟﺤﻈﺔ ﻣﻀﺖ ﺿﺎﻳﻘﺖ
ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻣﻚ ﻓﺎﻟﻴﻮﻡ ﺃﺟﺎﻭﺯ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﻭﺃﺟﺎﺑﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ
ﻭﺃﺗﻤﺜﻠﻚ ﻭﺍﻗﻔﺔ ﺃﻣﺎﻣﻲ ﺗﻘﻮﻟﻴﻦ (( ﺯﻭﺟﻲ ﻳﻀﺎﻳﻘﻨﻲ
ﻳﺎﺃﺑﻲ ))
ﻓﻤﺎﺫﺍ ﺃﻓﻌﻞ ؟
ﺃﺳﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻥ ﻻﻳﻨﺘﻘﻢ ﻣﻨﻲ ﺑﻚ
ﺻﻐﻴﺮﺗﻲ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﻔﺎﺧﺮ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺑﺄﻥ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺗﺤﺒﻪ ﻓﺄﺣﺮﺻﻲ
ﻋﻠﻰ ﺍﻇﻬﺎﺭ ﺣﺒﻚ ﺃﻣﺎﻡ ﺃﻫﻠﻪ
ﻭﺃﻛﺮﻣﻲ ﺃﻫﻠﻪ ﻷﻧﻪ ﻳﺤﺐ ﺃﻥ ﻳﻔﺎﺧﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﺍﻧﺘﻘﻰ ﺯﻭﺟﺔ
ﺗﺤﺐ ﺃﻫﻠﻪ ﻭﺗﻜﺮﻣﻬﻢ
ﺑﻨﻴﺘﻰ ﺍﺫﺍ ﺛﺎﺭ ﺯﻭﺟﻚ ﻓﺎﺣﺘﻮﻱ ﺛﻮﺭﺗﻪ ﺑﻬﺪﻭﺀ ﻭﺍﺫﺍ ﺃﺧﻄﺄ
ﺩﺍﻭﻱ ﺧﻄﺄﻩ ﺑﺎﻟﺼﺒﺮ ﻭﺍﺫﺍ ﺿﺎﻗﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻠﻴﺴﻌﻪ
ﺻﺪﺭﻙ
ﻭﺍﻋﻠﻤﻲ ﺑﺄﻧﻚ ﺗﺎﺝ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﻣﺮﺻﻌﺎ ﺑﺎﻟﻴﺎﻗﻮﺕ ﺃﻭ
ﺑﺎﻟﺸﻮﻙ ﻳﺪﻣﻲ ﺭﺃﺳﻪ
ﺣﺒﻴﺒﺘﻰ ﻛﻮﻧﻲ ﻟﻪ ﺃﺭﺿﺎ ﻣﻄﻴﻌﺔ ﻳﻜﻦ ﻟﻚ ﺳﻤﺎﺀ ﻭﻛﻮﻥِ ﻟﻪ
ﻣﻬﺎﺩﺍ ﻳﻜﻦ ﻟﻚ ﻋﻤﺎﺩﺍ ﻭﺍﺣﻔﻈﻲ ﺳﻤﻌﻪ ﻭﻋﻴﻨﻪ ﻭﻻﻳﺸﻢ
ﻣﻨﻚ ﺍﻻ ﻃﻴﺒﺎ ﻭﻻﻳﺴﻤﻊ ﻣﻨﻚ ﺍﻻ ﺣﺴﻨﺎ ﻭﻻ ﺗﻘﻊ ﻋﻴﻨﻪ ﺍﻻ
ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻼ
ﻭﺗﺬﻛﺮﻱ ﺑﻨﻴﺘﻲ ﻛﻢ ﺗﻌﺒﺖ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻚ ﻭﻗﻤﺖ ﺑﺘﺮﺑﻴﺘﻚ ﻋﻠﻰ
ﺍﺭﻭﻉ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻓﻜﻮﻧِﻲ ﻣﺜﺎﻻ ﻃﻴﺒﺎ ﻳﺮﻯ ﻓﻴﻚِ ﺟﻤﻴﻞ ﺍﺧﻼﻗﻨﺎ
ﻭﺃﺳﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻥ ﻳﻜﺘﺐ ﻟﻚ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ