كيف ومتى نعاقب أطفالنا؟؟

إن تربية أبنائنا تعتبر مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الأهل ، قد يقفون في بعض الأحيان عاجزين أمام سلوكيات أطفالهم ،فيفقدون في كثير من الأوقات صبرهم فيلجؤون الى الضرب كعقاب ، علهم بذلك يقضون على تلك السلوكيات السيئة ، ولكن مع الأسف يرون بعد فترة وجيزة إنها لم تنفع.
لذا أيها الأهل الأعزاء نضع بين أيديكم بعض الإرشادات التي قد تفيد في تغيير سلوك أطفالنا ، وتبقي لهم احترامهم لذاتهم التي يفتقدها الطفل في أساليب العقاب التي يتبعها معظم أهاليهم....

- الطفل قبل العقاب يجب أن يُعلّم ما هو الصواب وما هو الخطأ، فلا تتصور أن الطفل لديه المعلومة أو التجربة السابقة ما لم تخبره بذلك، فالعقاب يأتي بعد التعلم واستنفاد سُبل التغيير.
- عند الاتجاه إلى العقاب ابدؤوا بالعقوبات الأخف ؛كمنعه من اللعب أو مشاهدة التلفاز أو منعه من قراءة قصة أو زيارة أصدقائه ، أو حرمانه من مصروفه اليومي ، فلابد من التدرج في العقوبة من الأخف إلى الأعلى..

- في حالة الغضب الشديد ، عليكم ايها الاهل تمالك انفسكم والابتعاد عن معاقبة الأواد ، إذ إن الغضب يمنعكم من التفكير السليم في اتخاذ العقاب المناسب والمنسجم مع وضعية الخطأ ، فحاولوا أن تلزموا انفسكم دائماً بعدم اتخاذ امر خلال غضبكم، وبإمكانكم في حالة الغضب تغير وضعيتكم من القيام الى الجلوس ومن الجلوس الى الاضطجاع، او الخروج من الغرفة أو المنزل أو إرجاء الموضوع لوقت لاحق حتى تهدؤوا ويتسنى لكم اتخاذ قرار صائب ، فالغضب يشوش الذهن ويعمي البصيرة عن اتخاذ السلوك الصحيح .
- لا تجعلوا العقاب الحل الرئيسي لجميع المشاكل ، فأنتم بذلك تحطمون علاقة المحبة والصداقة بينكم وبين ولدكم ، وتزيل منه معاني الرحمة والحب، وتزرع سلوكاً عدوانياً انتقامياً.
- تذكروا دائماً أنكم تتعاملون مع طفل لم يكلفه الله تعالى؛ لأنه لا يملك الإدراك الكامل والتصور الواضح للتمييز بين الصحيح والفاسد. فليست عقليته وعلمه وخبرته كعقليتكم وعلمكم وخبرتكم ، فليكن تعليمكم له بالممارسة والتعليم ، وبأسلوب تربوي صحيح كي تحصلوا على شخص ذي نفسية صحيحة خالية من الخوف والاضطهاد والضعف.

- اذا عاقبتم ابنكم فأشعروه أن ذلك من أجل مصلحته ، وأظهروا أنكم تحبونه وأنتم تعاقبونه، احرصوا على أن لا تخسروا العلاقة بينكم وبينه.
- عدم الافراط في العقاب وعدم الضرب على الوجه والشتم والسب، بقدر المستطاع حاولوا التحكم في الالفاظ ، فلا تقولوا مثلاً : " أنت طفل سيء." ولكن اجعل السوء يتجه إلى العمل وليس إلى ذات الطفل. قالوا مثلاً: الذي عملته كان شيئا سيئاً.
- حاولوا اعطاء إنذار وتذكير للطفل قبل العقاب، ولا تعطوا تهديدات في حال كنتم تنوون عدم تنفيذ هذه التهديدات.
- لا تعاقبوا طفلكم على سلوكيات هي جزء من نموه الطبيعي كالتبول الليلي، أو مص الأصبع أو اللعب بشعر الرأس أو قضم الأظافر ...

- لا تعاقبوا طفلكم على أخطاء عفوية غير مقصودة ؛ كأن يسكب الشاي على السجاد.. فلا توبخوه ، ولكن أخبروه أن يكون حذراً في المرات القادمة. فالتشجيع يعمل على مساعدة الطفل في التعلم والاستجابة.
- استخدموا الاتصال غير اللفظي ، فالنظرات الجادة تحمل بذاتها رسالة إنكار ، خصوصاً في الأشياء الصغيرة وغير المهمة.

- العقاب المؤقت (الحرمان من اللعب لفترة مؤقتة) هو أحد أكثر التقنيات فعالية في الانضباط، فهو يتضمن عزل الطفل فترة قصيرة من الوقت، ويعطي فرصة هدوء للوالدين وللطفل؛ إلا إن الفترة يجب أن لا تتجاوز عشر دقائق كحد أقصى.
- عندما ينتهي العقاب، أظهروا حبكم وقبولكم لطفلكم، فلا تدعوا العقاب لطفلكم يبعدكم عنه، أخبروه أن عقابه هو لسلوكه الخاطئ ، وليس له كشخص، فهذا أمر ضروري كي تكون العلاقة حميمة بينكما وأكثر ألفة وانسجام.

- الطفل بحاجة لسماع أشياء جيدة عن سلوكه وتصرفاته، بدلاً من الأشياء السيئة. فالحمد والثناء والشكر والمدح يدفع الطفل للسلوك الحسن.
- إن استخدام العنف بطريقة غير صحيحة ، فإنه يولد ردة فعل عكسية لدى الطفل، وقد يسلك الاتجاه العدواني في التعامل مع الآخرين، فالعنف يولد العنف.
- إن الاهتمام الأول والاخير يجب أن يكون لمشاعر الطفل ووجدانه، فلا بد أن ندرك أن الطفل بحاجة للحب والتقدير والتوجيه .فبدون إظهار الحب والرحمة والحنان للطفل قد ينتج طفلاً مطيعاً ، لكنه قد لا يكون محباً حنوناً لوالديه.

.. تحيااتي ومودتي .